ولي العهد يرعى احتفال «المرأة البحرينية»:

ولي العهد يرعى احتفال «المرأة البحرينية»:
العمل التطوعي النسائي قطع شوطاً في تنمية المجتمع

سمو ولي العهد يتلقى هدية تذكارية من قرينة العاهل قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في الاحتفال الثالث ليوم المرأة البحرينية والذي أقيم برعاية سموه أمس (الخميس) بمركز عيسى الثقافي، إن العمل التطوعي النسائي في البحرين قطع شوطاً طويلاً لخدمة التنمية الاجتماعية. من جانبها، أطلقت رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في الاحتفال، جائزة المغفور لها صاحبة السمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل التطوعي الشبابي.

كما كرمت الأميرة سبيكة الجمعيات النسائية الرائدة في مجال العمل الأهلي التطوعي.


--------------------------------------------------------------------------------

أطلقت جائزة الشيخة حصة للشباب المتطوع


الأميرة سبيكة: المرأة البحرينية صاحبة قرار... وعملها التطوعي ليس ترفاً

الجفير - أماني المسقطي

قالت رئيسة المجلس الأعلى للمرأة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة: «إن المرأة كانت ولاتزال صاحبة قرار، عندما يكون وطنها هو قضيتها، وتطوعها لم يكن ترفاً بل التزام واستشعار لحاجة الآخرين. ومن هذه الروح على بناتنا اليوم أن يستمددن الحماس والتشرف بخدمة الوطن، ومواصلة ما بدأته ابنة البحرين قبل نصف قرن، حِفظاً لذلك التراث الثري، ومن أجل الانتقال بالعمل التطوعي إلى مراحل تتناسب مع رؤية البحرين المقبلة التي نراها في عيون شبابنا اليوم».

جاء ذلك خلال كلمتها بمناسبة الاحتفال الثالث بيوم المرأة البحرينية برعاية ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والذي أقيم يوم أمس (الخميس) في مركز عيسى الثقافي تحت شعار (المرأة البحرينية والعمل التطوعي 55 عاما من المشاركة والعطاء).

وقالت سموها: «لن يكفينا يومٌ واحد للحديث عن مسيرة حافلة بالعطاء لسيدات وهبن أنفسهن لخدمة الآخرين، إن هذه المسيرة تستدعي منا أن نقف بتمعن وتقدير لحجم العمل وكمه وتأثيره على مسار العمل الوطني، وما يثير الإعجاب بذلك التاريخ العريق للعمل النسائي التطوعي هو التجاوب الحي والمسئول لاحتياجات المجتمع في كل مرحلة من مراحل البناء».

وتابعت: «هناك من بدأ بالتفكير في تنظيم صفوف العمل الاجتماعي، مثله مثل أي عمل إداري يستدعي الاحتراف لضمان استمراره، وكان ذلك سبباً في صلابة نموه وتطوره، ثم كانت هناك مراحل متعددة تدرجت بحسب الحاجة، فمن أعمال الخير، إلى دعم تعليم المرأة، إلى الاهتمام بصحتها، إلى المناداة بحقوقها من أجل عيش كريم، إلى تشجيع مشاركتها في الحياة العامة ومساندة تواجدها فيها».

وأكدت أنه في كل مرحلة من العمل التطوعي للمرأة كانت هناك طفرة جديدة، وتغيير في مفاهيم وثقافة العمل التطوعي، نبع من قلب وفكر من أشرفوا وعايشوا هذا المجال بكل تحدياته.

وأعلنت الأميرة سبيكة خلال كلمتها، إطلاق جائزة المغفور لها سمو الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل التطوعي الشبابي، تقديراً وتكريماً لذكرى إحدى الرائدات الأوائل، اللاتي عملن بصمت وحرصن على رعاية ومساعدة أبناء وطنهن، آملة أن تفتح هذه الجائزة آفاقا متجددة أمام الشباب والشابات لريادة العمل التطوعي.

من جهته، قال سمو الأمير سلمان، في تصريحات له على هامش الاحتفال: «إننا نفخر بكل ما قدمته المرأة البحرينية من مساهمات وطنية كبيرة تجلت في مسيرة العمل التطوعي خلال العقود الماضية والتي تأتي انطلاقا من إيمان المرأة البحرينية الراسخ كعنصر مهم في بناء ورقي المجتمع».

وأضاف أن «العمل التطوعي النسائي في البحرين قطع شوطا طويلا متبنيا أسلوبا حضاريا لخدمة التنمية الاجتماعية، ومتكئاً على القيم الدينية والسلوك الإنساني، ليشكل حراكا اجتماعيا أعطت المرأة خلاله الكثير لخدمة الأغراض الاجتماعية في البحرين».

وثمن سموه الدور والجهود التي تقوم بها الأميرة سبيكة في دعم كل ما من شأنه أن يسهم في بناء وتأهيل المرأة البحرينية وتمكينها باعتبارها إحدى أهم الركائز التي أكد عليها ميثاق العمل الوطني.

وبشأن إطلاق جائزة الشيخة حصة للعمل التطوعي المتميز، أكد سموه أن الجائزة تعد تقديرا لسموها وما قدمته من إخلاص في مجال تنمية القوى البشرية ومجال العمل التطوعي ولتنمية المواطن البحريني، مشيدا بما قدمته الشيخة حصة من أعمال تطوعية تميزت بها، إذ عملت سموها من خلالها بجهد كبير مخلص وصامت لخدمة العمل التطوعي في البحرين.

وقال سموه: «إن العمل التطوعي في مجال المرأة هو امتداد للأمومة التي تبدأ من البيت برعاية الطفل وتثبيت القيم في الأسرة. والعمل التطوعي هو نقطة انطلاقة العمل المنتظم ومن ثم العمل التطوعي المحترف».

وأضاف أن «الجائزة جاءت لكي تدفع بالشباب من أجل خدمة مجتمعهم والارتقاء به إلى أفضل المستويات»، داعيا الشباب لكي يغتنموا الفرص ويؤسسوا لهذه الجائزة مكانتها الحقيقية والارتقاء بالعمل التطوعي في البلاد.

كما ألقت رئيسة الاتحاد النسائي البحريني مريم الرويعي كلمة نيابة عن الجمعيات النسائية المكرمة، قالت فيها: «ما الاحتفاء بعمل المؤسسات الأهلية وتكريم الجمعيات النسائية، سوى ترجمة حقيقية لأهمية هذا القطاع ودوره الريادي في النهوض بواقع المرأة منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان».

وأشارت إلى أن العمل النسائي كأحد أهم أشكال العمل التطوعي في البحرين، قدم ولايزال مبادرات مجتمعية خلاقة كان لها الأثر الكبير الممتد في خدمة الوطن وشعبه وتلمس احتياجات المجتمع في كل مرحلة من المراحل، وأمسك دائماً بناصية البدايات في تبني المشروعات، كمحور الأمية وتعليم الكبار، وإنشاء مراكز الاستشارات والدعم الأسري.

وقالت: «هذا العمل التطوعي سار وفق أطر ديمقراطية منذ تأسيسه وأنتج أجيالاً لاتزال تتعاقب من الرائدات اللواتي أصبحن رمزا لتمثيل مملكة البحرين على المستوى الإقليمي والدولي».

وأملت الرويعي أن يكون الاحتفاء بيوم المرأة البحرينية فرصة لتسليط الضوء على الملفات العالقة وثيقة الصلة بالتحسين الحقيقي لوضع المرأة، وذلك من خلال تعديل القوانين والتشريعات، لتضمن تحقيق المساواة الكاملة للمرأة البحرينية، والقضاء على أوجه التمييز الذي يُعد إجحافاً بحقها.

وقالت: «كما طالبت الجمعيات النسائية سابقاً، نعود ونكرر الحاجة إلى تحقيق إصلاحات جوهرية في المنظومة القانونية لتضييق الفجوة بين ما ينص عليه دستور مملكة البحرين وبين ما هو مطبق على أرض الواقع من قانون الجنسية وقانون العقوبات وسن قانون للحماية من العنف الأسري وقانون الطفل، وقانون أحكام الأسرة (الشق الجعفري)، وتمكين المرأة بتفعيل دورها في المؤسسة التشريعية عن طريق تبني نظام الحصة النسائية (الكوتا)، كإجراء مساعد وفقاً للمادة الرابعة من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)».

ودعت الرويعي إلى التوقيع على الاتفاقيات الدولية الخاصة بوضع المرأة في سوق العمل، وإلى الحرص على توسيع مساحة الحرية التي تعمل في إطارها الجمعيات النسائية وإزالة جميع العقبات التي تعوق عطاءها ليتسنى لها المضي قدما في جهودها من أجل المشاركة في بناء الوطن.

وتم تكريم الجمعيات النسائية الرائدة في مجال العمل الأهلي التطوعي من قبل الأميرة سبيكة، ومن بين الجمعيات المكرمة، جمعية نهضة فتاة البحرين، وجمعية رعاية الطفل والأمومة، وجمعية أوال النسائية، وجمعية الرفاع الثقافية الخيرية، وجمعية فتاة الريف، والجمعية النسائية الدولية.

وشهد الاحتفال عرض فيلم قصير بعنوان «المرأة البحرينية... 55 عاماً من المشاركة والعطاء»، من إخراج بسام الذوادي، وكتابة النص لسعيد الحمد، وإنتاج المجلس الأعلى للمرأة.




صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3017 - الجمعة 10 ديسمبر 2010م الموافق 04 محرم 1432هـ