النبيه صالح حسمها ولـ «أولى الطائرة» طار... وترك الحسرة لـ «قرية الفخار»

وسط سعادة جماهيرهم التي آزرتهم بقوة في مواجهة أمس

النبيه صالح حسمها ولـ «أولى الطائرة» طار... وترك الحسرة لـ «قرية الفخار»


تصوير جعفر حسن
تصغير الخطتكبير الخط
الرفاع – محمد عون

تأهل نادي النبيه صالح رسمياً لدوري «أولى الطائرة»، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعدما كسب مباراة الفصل التي جمعته مع عالي يوم الأمس بنتيجة (3/1). ليتوج بلقب دوري بتلكو لـ»ثانية الطائرة».

وبان منذ البداية إصرار لاعبي «الجزيرة» على التأهل، وهذا قادهم لكسب الشوط الأول وعلى رغم عودة رفاق علي حمزة بالثاني، إلا أن كتيبة المدرب محمد جلال قاتلت حتى الرمق الأخير من أجل تحقيق حلم التأهل لدوري الأضواء وتأكيد أنهم نادٍ له طموحاته بعدما فشل في تحقيق ذلك بالموسم الماضي.

وجاءت نتائج أشواط اللقاء الذي شهد حضوراً جماهيرياً جيد العدد من الجانبين بواقع: (25/21، 18/25، 25/22، 25/23).

وبعد المباراة، سلم رئيس الاتحاد الشيخ علي بن محمد آل خليفة واخصائية العلاقات العامة في بتلكو نور بهزاد قائد فريق النبيه صالح عبدالله عباس درع البطولة وقلدوا اللاعبين الميداليات الذهبية. فيما تم تقليد لاعبي عالي الميداليات الفضية.

شوط أول لـ«الجزيرة»

قدم نادي عالي بداية إيجابية بالقسم الأول من الشوط الأول، إذ استفاد من إرساله المؤثر والذي عانى لاعبو النبيه صالح باستقباله بشكل جيداً مع نقاط قدمها حمد أمين من مركز (4) ومحمود مال الله من مركز (3) (5/1).

معاناة النبيه صالح استمرت في الشق الهجومي على رغم بعض النجاحات التي قدمها محمد حمزة ومحمد القطان من وسط الشبكة، إلا أن علي عبدالأمير وعبدالله عباس ارتكبا أخطاء هجومية مباشرة ساعدت علي حمزة ورفاقه على الحفاظ على الأسبقية (11/6).

عدوى الأخطاء المباشرة انتقلت لجاسم محمد ورفاقه مع تحسن ملحوظ في أداء الصد عند النبيه صالح بقيادة محمد حمزة دون إغفال دور عبدالله عباس في الهجوم (11/11).

وعلى رغم دخول الشوط نسبياً في مرحلة من التكافؤ، إلا أن النبيه صالح استفاد من سياسة توجيه الإرسال على حسين محفوظ الذي ارتكب أخطاء مباشرة على غير العادة، وكل ذلك أربك الأداء الهجومي عند «قرية الفخار»، وصب في مصلحة علي عبدالأمير وعبدالله عباس اللذين حققا نقاطا متتالية بمساعدة محمد أحمد أيضاً لينتهي الشوط بنتيجة (25/21). وعانى عالي مع ضعف الاستقبال من أخطاء كثيرة بالهجوم والاعداد ومن كافة اللاعبين من دون استثناء.

عودة سريعة ل ـ«قرية الفخار»

في الشوط الثاني، كان الأداء المتكافئ حاضراً، فعالي كان ينوع في تحقيق النقاط، فتارة ترى الصد يتألق، وأخرى يظهر محمود مال الله من وسط الشبكة، فيما استفاد النبيه صالح من فعالية علي عبدالأمير الهجومية والأخطاء المباشرة التي ارتكبها عالي في الكرات المحمولة (6/6).

ومع حرص الفريقين على أخذ الأسبقية، ارتفع الأداء الهجومي عند الفريقين وكان التركيز منصباً على الأطراف، فتميز عند «الجزيرة» علي عبدالأمير وبدرجة أقل عبدالله عباس. فيما كان اعتماد عالي موجهاً على حمد أمين ومحمد حماد مع تشغيل علي حمزة من مركز (6) (10/10).

وعلى رغم أن أحمد عبدالحسين بكراته الذكية أبقى النبيه صالح قريباً من منافسه بالنتيجة، إلا أن عالي سرعان ما تخلص من الارتباك الحاصل عنده مع عودة لاعبيه لوضعهم الطبيعي. فتألق جاسم محمد أولاً بالهجوم السريع ومن ثم بالإرسال الطويل الذي أربك محمد أحمد الذي اضطر لارتكاب أخطاء مباشرة قلب المعطيات كلها لصالح «قرية الخفار» (18/15 ثم 21/17). علماً بأن مدرب عالي محمد الحمر أشرك في منتصف هذا الشوط المعد البديل مهدي محمد.

حافظ عالي على هذه الأسبقية مع ارتفاع نسبة النجاح الهجومية عند محمد حماد وعلي حمزة لينتهي الشوط بنتيجة (25/18) وسط معاناة كبيرة بالاستقبال عند «الجزيرة».

«الجزيرة» يتفوق مجدداً

في الشوط الثالث، كان الأداء سجالاً بين الفريقين، إذ كانت هناك محاولات لأخذ الاسبقية وهذا أدخل الشوط بمرحلة طويلة من الكر والفر. ففي بالبداية كان كلاهما يعول على الإرسال الطويل، وهذا أثر نسبياً على استقرار الكرة الأولى عندهما. وعلى رغم ذلك كان محمد حماد ومعه حمد أمين يقدمان الفعالية الهجومية لـ»قرية الفخار»، فيما كان اعتماد الجزيرة منصباً على ثنائي الأطراف علي عبدالأمير وعبدالله عباس (8/.

وعلى رغم أن «الجزيرة» تمكن من التفوق بالنتيجة بعد متابعة مثالية لأحمد عبدالحسين لكرة مرتدة ومن ثم فعالية عبدالله بالصد أمام محمد حماد بالذات (11/، إلا أن عالي عاد سريعاً بالنتيجة بل وتقدم أيضاً بعد فعالية مثالية للغاية أظهرها حمد أمين بالهجوم والصد أيضاً، فيما عانى منافسه من ضعف شديد بالكرة الأولى بعد إرسال جاسم محمد المؤثر (14/12).

مرة أخرى لم تنجح «كتيبة الحمر» بالحفاظ على الأسبقية والسبب يعود لعودة ثنائي مركز (3) عند النبيه صالح بتقديم الإضافة إما بالهجوم السريع أو تشكيل حوائط الصد النموذجية دون إغفال تراجع أداء محمد حماد بشكل لافت جداً.

حاول عالي أن يضغط على منافسه لكي يعود مع تحسن نسبي في أداء علي حمزة هجومياً وفعالية جاسم محمد المتواصلة بالصد إلا أن عبدالله عباس ومن ثم علي عبدالأمير نجحا في تحقيق المطلوب وهو الفوز بالشوط بنتيجة (25/22).

«أبناء الجزيرة» يتأهلون

في الشوط الرابع، كان البداية فيه لصالح «الجزيرة» والفضل يعود لنموذجية الصد والهجوم عند لاعبي المدرب محمد جلال وكذلك ارتباك سيدكاظم وحمد أمين عن «قرية الفخار».

غير أن عالي بدأ ينتفض ويحسن أداءه والفضل يعود لعودة علي حمزة بريقه في الشق الهجومي وبمساعدة نسبية من محمد حماد، فيما عانى النبيه صالح من تدهور الكرة الأولى ما ساعد كتيبة محمد الحمر على توسيع الفارق أكثر وأكثر مع دخول حمد أمين لقائمة محققي النقاط بفعالية أيضاً (11/9 ثم 15/11).

لكن النبيه صالح نجح تدريجياً في تقليص الفارق على رغم بروز حوائط صد عالي أمامه بأكثر من مناسبة، إلا أن الأداء السريع مكن «الجزيرة» من تحقيق المطلوب والضغط أيضاً بالإرسال الموجه، وهذا الأمر جعل عالي يرتكب أخطاء مباشرة من أحسن لاعبيه مع ارتفاع الأداء الدفاعي بقيادة علي عبدالحسين عند النبيه صالح. وعلى رغم قتالية عالي من أجل العودة بنتيجة الشوط إلا أن «الجزيرة» حسم الشوط بعد خطأ في الاعداد على مهدي محمد الذي عانى من صعوبة في الاعداد؛ نظراً لأنه بالمنطقة الخلفية (25/23).

طاقم التحكيم

يعد الحكمان الدوليان أحمد القيم وعبدالله حبيب من نجوم النهائي، وذلك بعد أدائهما الكبير في قيادة المباراة، إذ كانوا حاضرين في كل صغيرة وكبيرة، وهذا ولد اطمئنانا عند اللاعبين أيضاً على رغم حدوث بعض الاحتجاجات وبالذات من جانب «قرية الفخار».

محمد جلال: تأهلنا جاء ثمرة جهود كبيرة بذلت

أكد مدرب طائرة النبيه صالح محمد جلال أن الفوز جاء ثمرة جهد كبير بذل في الفترة الماضية، وأضاف «وهنا لا أقصد جهود المدرب، بل اللاعبين الذين لم يقصروا إطلاقاً ومساعد المدرب حسين الجزيري وبالدرجة الأولى مجلس الإدارة الذي وقف وساند الفريق قدر المستطاع ولهذا التأهل التاريخي يحسب للجميع».

وتابع قائلا: «بداية المباراة كانت متواضعة بالنسبة لنا، لكن بعد التخلص من رهبة البداية نجحنا في قلب المعطيات لصالحنا وفوزنا بالشوط الأول نقل الضغط كله على الفريق المنافس الذي على رغم فوزه بالشوط الثاني إلا أنه لم يتخلص من الضغوط والفضل يعود لإرسالنا الموجه وعودة لاعبينا لكامل تركيزهم في الهجوم والدفاع».

وأوضح جلال أن معده أحمد عبدالحسين استطاع أن يسير المباراة بشكل جيد رغم هزة البداية.

ونهى حديثه بالقول: «ربما لم أكن أثق بنسبة 100 في المئة بأننا سنحسم التأهل في الشوط الرابع بعد تخلفنا بالنتيجة لكن كان لدي إيمان وثقة بأن اللاعبين لن يدخروا جهداً من أجل تحقيق المطلوب ولله الحمد ضغطنا بالإرسال ورأينا عالي يرتكب الأخطاء تلو الآخر والسبب يعود للضغط النفسي».

قالوا بعد التأهل لـ «أولى الطائرة»

أبدى لاعبو النبيه صالح سعادة كبيرة بالتأهل واحتفلوا مع جماهيرهم بهذا التأهل التاريخي والمستحق. «الوسط الرياضي» أجرى بعض اللقاءات السريعة مع صناع الانجاز وإليكم ما قالوه:

القطان سعيد

أوضح لاعب ارتكاز النبيه صالح محمد القطان أنه سعيد لأجل اللاعبين الصغار و»جزيرة النبيه صالح» ككل بهذا التأهل. واضاف «هذا التتويج والتأهل جاء بعد التغلب على كافة الظروف التي مررنا فيها خلال هذا الموسم. أنا سعيد لأن اللاعبين الصغار سيتعلقون أكثر باللعبة. بالإضافة إلى ان السعادة دخلت كل بيوت (الجزيرة)».

وتابع قائلا: «كان لابد أن نضحي ونجد حتى نرفع اسم نادينا عالياً لأنه مؤسس للتو أصلاً. ربما عانينا نسبياً من الأخطاء التي هي نتاج قلة الخبرة، لكن عرفنا كيف نعود، وهذا أكدته للاعبين في الحصص التدريبية، ولله الحمد وفقنا بالنهائي».

حمزة: حققنا المستحيل

من جهته، أكد لاعب الارتكاز الآخر محمد حمزة أنهم حققوا إنجازا كان مستحيلاً لفريق يؤسس للتو، وأضاف «أداؤنا بالأمس كان متوقعاً لأننا أصلاً اجتهدنا لكي نقدم مباراة كبيرة وبفضلٍ من الله نجحنا ونلنا مرادنا».

وأرجع هذا التألق إلى تطبيق ما يطلبه المدرب منهم داخل الملعب، واضاف «نهدي هذا التأهل لجميع عشاق النبيه صالح ونتمنى أن نكون عند حسن الظن في قادم المناسبات».

شاكر: بداية البناء

أما الإداري شاكر جاسم فأكد أن هذا الانجاز ما هو إلا بداية لبناء فريق قادر على تحقيق النتائج الإيجابية، واضاف «لدينا طموح بأن نلغي نظرية الصاعد هابط، ونسأل الله أن يوفقنا في تطبيق الاستراتيجية الموضوعة».

وأشار شاكر إلى أن محمد جلال نجح في كسب الرهان على رغم كل الظروف الصعبة التي يمر فيها الفريق وهذا تأهل يحسب له ولجميع المساندين للنادي.

محمد الحمر: نتيجة غير منتظرة إطلاقا

ذكر مدرب طائرة عالي محمد الحمر أنه لم يكن ينتظر النتيجة التي آلت إليها المباراة والتي حرمته من التأهل لدوري الأضواء. وأضاف «جهزنا الفريق لكي يقدم مباراة كبيرة. لكن للأسف فقدنا الشوط الأول الذي كنا مسيطرين فيه ولهذا السبب تعرضنا لصدمة. فعلى رغم عودتنا إلا أننا لم نفلح في تحقيق المطلوب».

وأشار الحمر إلى أن فريقه عانى من بعض الظروف الصعبة المتمثلة بإصابة محمد هرونة وعدم انتظام محمود مال الله بسبب العمل.

وعن التعاقد مع حمد أمين لهذه المباراة فقط، قال: «حمد حاول ان يقدم الإضافة ونجح في بعض الأحيان لكن غياب الانسجام كان سبباً بعدم ظهوره بأداء أفضل ولهذا لا ألومه إطلاقاً».

وأنهى حديثه بالقول: «حتى لو فكرنا بتغيير التشكيل وتحويل جاسم محمد لمركز (2) سنكون قد جازفنا بالاستقبال ولهذا كان صعباً تغيير التشكيل».

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3918 - الخميس 30 مايو 2013م الموافق 20 رجب 1434هـ