كوريا الشمالية توافق على عودة مفتشي الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي
بيونغ يانغ: المناورات الكورية الجنوبية «لا تستحق الرد عليها»
مدافع كورية جنوبية تطلق قذائفها خلال مشاركتها في
المناورة التي جرت أمس (أ.ف.ب) اعتبر الجيش الكوري الشمالي أن المناورات المدفعية التي أجرتها كوريا الجنوبية بالذخيرة الحية أمس (الاثنين) في جزيرة قريبة من الحدود بين البلدين «لا تستحق الرد عليها»، كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وهذا هو أول إعلان يصدر عن بيونغ يانغ منذ إجراء مناورات عسكرية لفترة قصيرة بالذخيرة الحية في الجزيرة الكورية الجنوبية التي تعرضت في الآونة الأخيرة لقصف كوري شمالي.
وقالت القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي في بيان نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «القوات المسلحة الثورية لم تشعر بأي ضرورة للرد على استفزاز عسكري مزر، كما وكأن شخصاً ما يسعى للانتقام بعد تلقي ضربة».
وكانت سيئول قامت بالمناورات العسكرية رغم تهديدات بيونغ يانغ التي توعدت بـ «كارثة» في حال إجرائها.
وقبيل إجراء المناورات، تلقى المدنيون في جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية التي تعرضت للقصف الشمالي ومعهم المدنيون في أربع جزر مجاورة الأمر بالنزول إلى الملاجئ في مهلة ثلاثين دقيقة، على ما أفاد مصور من وكالة «فرانس برس» موجود في المكان.
وقال متحدث باسم قيادة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي إن الأمر تم تعميمه في كل الجزر القريبة من حدود كوريا الشمالية في البحر الأصفر.
كما أمر الرئيس الكوري الجنوبي، لي ميونغ باك الاثنين جميع العاملين بالحكومة بالبقاء في حالة تأهب قصوى بعد أن أجرى الجيش المناورات.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن المتحدثة باسم الرئاسة، كيم هي جونغ في تصريحاتها للصحافيين أن الرئيس الكوري الجنوبي جرى إبلاغه بالمستجدات ذات الصلة من رئيس هيئة أركانه، إيم تيه هي وأصدر أمراً من خلال رئيس الوزراء، كيم هوانغ سيك «للحكومة وجميع المسئولين الحكوميين للبقاء في حالات الطوارئ».
واعتبرت الدبلوماسية الروسية أن المناورات التي أجرتها كوريا الجنوبية بالذخيرة الحية تشكل تهديداً للاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، بحسب وكالة «انترفاكس».
وقال مصدر دبلوماسي روسي إن «شبه الجزيرة كانت على شفير نزاع مسلح، ولذلك يجب أن تبدي كل الأطراف أكبر قدر من ضبط النفس والعدول عن أي تحرك من شأنه التسبب بتصعيد».
وأضاف «نعتبر أن المناورات التي تمت بالذخيرة الحية لا تحقق هذه الغاية».
وأطلقت الصين أمس دعوة إلى الهدوء في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدة أنه «لا يحق لأحد إثارة نزاع» بين الكوريتين. وقال نائب وزير الخارجية الصيني، كي تيانكي إن «الصين لطالما قالت إن السلام والاستقرار يجب المحافظة عليهما في شبه الجزيرة. هذا هدف عملنا من أجله بشكل حثيث دوماً».
وفي نيويورك، أعلن السفير الروسي في المنظمة الدولية، فيتالي شوركين مساء الأحد فشل المحادثات الدائرة في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة بين الكوريتين. ولفت إلى أن الاتصالات بين القوى الكبرى بشأن هذا الموضوع ستتواصل.
وبحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة فقد رفضت الصين مطلب الدول الغربية بتضمين البيان إدانة لكوريا الشمالية على قصفها يونبيونغ.
في غضون ذلك، وافقت كوريا الشمالية خلال لقاءات مع حاكم ولاية نيومكسيكو الأميركية، بيل ريتشاردسون على عودة مفتشي الأمم المتحدة المكلفين مراقبة برنامجها النووي إلى أراضيها بهدف تهدئة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، على ما أفادت شبكة «سي إن إن « أمس.
وبحسب الصحافي، وولف بليتزر الذي رافق ريتشاردسون في بيونغ يانغ، فإن الكوريين الشماليين وافقوا على عودة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى موقع يونبيون النووي.
وكانت كوريا الشمالية سحبت كل تجهيزات المراقبة لموقع يونغبيون في أبريل/ نيسان 2009 وطلبت من المفتشين مغادرة البلاد.
وأضاف بليتزر أن كوريا الشمالية وافقت أيضاً على السماح بإرسال قضبان الوقود النووي اللازمة لتخصيب اليورانيوم إلى الخارج. كما أبدت موافقتها على تشكيل لجنة ووضع خط اتصالات ساخن بين الكوريتين والولايات المتحدة.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3028 - الثلثاء 21 ديسمبر 2010م الموافق 15 محرم 1432هـ