أهالي المالكية زفوا التهاني لعائلة شهيدهم قاهرين الدموع
زوجة الشهيد عبدالرضا: زوجي ضحَّى بحياته لأجل هذا الوطن
المالكية - زينب التاجر
أبت أن تسقط دمعة بعد أن فقدت زوجها وأب أطفالها الثلاثة برصاصة حية يوم الإثنين الماضي وتوسطت الحضور مبتسمة، قوية وفخورة ورددت كلماتها «زوجي ضحَّى بحياته لأجل هذا الوطن، ولأجل إعلاء كلمة الحق، وتلحَّف بعلم البحرين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة».
سجلت «الوسط» يوم أمس الأربعاء (23 فبراير/ شباط 2011م) كلمات زوجة الشهيد عبدالرضا محمد حسن بوحميد (32 عاماً) والتي زف لها أهالي المالكية وكثير من شعب البحرين التهاني رافضين البكاء على شهيدهم.
التفت العائلة حول زوجة الشهيد وهي تروي مراحل من حياته، شخصيته، علاقته مع أطفاله ومشاركته في التضامن مع دوار اللؤلؤة، وصولاً إلى تعرضه لرصاصة الجيش وختاماً بالحديث عن الحياة من بعده، إذ قالت: «تعودت على مناداته بـ»رضا». كان عصبياً، حنوناً ومحبّاً لأطفاله تربطه علاقة قوية بأخوته، وله أنشطة فعالة في المالكية وفي كل مسيرة تنادي بالإصلاحات المعيشية والدستورية. لطالما كان يردد بأنه سيكون أول شهداء المالكية»، تتنهد وتواصل «تحققت أمنيته وكان الشهيد الأول في المالكية وباستشهاده أفرج عن جميع معتقلي المالكية، والذين رأوا أن دمه هو من فك القيود عن أبنائهم».
لم تعدم زوجة الشهيد الوسيلة لإيصال خبر استشهاد زوجها لأطفالها الذي أكبرهم لا يتجاوز الثامنة من عمره، فقد ردد هو الآخر كلمات بسيطة تعبر عن سنه، ولكنها تحمل في مضمونها الكثير، إذ قال: «بابا بطل، بابا الكل يحبه».
وتفتح لنا زوجة الشهيد قلبها وتروي أيام زوجها الأخيرة، والتي تستلها بلحظة عزمه قصد مجمع السلمانية الطبي فجر الخميس الدامي وإصراره على التضامن مع شهداء دوار اللؤلؤة، مشيرة إلى أنه اتصل بها لتسجل ما عليه من ديون وسط استغراب منها.
وقالت: «أحس بأنك تكتب وصيَّة... لم أستطع منعه، ولاسيما أنه في ليلة الخميس الدامي كان قلقاً في منامه».
كيف علمت بخبر تعرضه لرصاصة الجيش؟ وما هي ردة فعلها وفعل عائلته، ترويها على عجالة حينما قالت إنها أحست بحركة غريبة بين أهلها وقصد أخ زوجها المستشفى بعد أن أذاعت بعض القنوات الفضائية خبر إطلاق الجيش رصاصاً حياً على من قصد الدوار مجدداً، ونقل لها أخ زوجها وأختها التي تعمل مسعفة نبأ تعرضه لتلك الرصاصة التي أودت فيما بعد بحياته.
واصلت في سرد قصتها من دون بكاء كما ولم تبدُ على تقاسيم وجهها أي ملامح للحزن، مستدركة بالقول إنها في نهاية المطاف زوجة وأم، وفقدت زوجها بعد 9 سنوات من الحياة معه، وأن عدم قدرتها على البكاء نابعة من يقينها أنه راح فداء لهذا الوطن كما كان يرغب.
وقالت: «انهرت مرة واحدة فقط، حينما عدت من المستشفى بعد يومين من موته سريرياً ورأيت بعيني شريط فيديو في إحدى القنوات الفضائية يعرض طريقة سيره مع عدد من الشباب عراة الصدور أمام دبابات الجيش، وتعرضه بعد 3 دقائق لتلك الرصاصة التي أوقعته أرضاً، لم أتمالك نفسي وبكيت وكانت المرة الأولى وستكون الأخيرة، فلم أبكي على جثته ولم أبكي على قبره ولن أبكي على فراقه لأنه استشهد لأبنائه وأهالي المالكية ولشعب البحرين، وسيذكره الناس طوال عمره، ومنحني في ختام حياته شرفاً لم أكن أحلم به يوماً».
لم تكن والدته أقل صبراً من زوجة الشهيد الذي يعد ابنها الثالث، فقد رفعت يدها للسماء وقالت: «هذا فوز وسعادة لنا وذنب وشقاء لمن قتله»، في حين نادت أخته بمحاكمة من قتله وأكدت على أن دمه وباقي الشهداء لا يجب أن يضيع، وأن يرسم ملامح الحياة الجديدة لهذا الوطن.
كان لأفراد عائلته الذين التفوا في مأتم عزائه كلمة أكدوا فيها على أن حزنهم على ابنهم في قلوبهم، وأن الفرح والفخر غلب حزن فراقه، موجهين حديثهم للمتضامنين في دوار اللؤلؤة ولكل من خرج في مسيرة الشهداء أمس، مبدين شكرهم ومقدرين شعورهم الذي كان له بالغ الأثر في التخفيف عنهم.
وقالوا: «صحيح أننا سعداء باستشهاد ابننا من أجل هذا الوطن، ولكن لهذا الوطن واجب ودين يجب أن يدفعه لأبنائه من الشعب كي لا تروح دماء من ضحى لأجله سدى».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3093 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ