مسيرتان حاشدتان من «السلمانية» و«السيف» باتجاه «اللؤلؤة»
المنامة-مالك عبدالله
خرجت ظهر أمس حشود كبيرة في مسيرتين الأولى من إشارات السلمانية باتجاه دوار اللؤلؤة والثانية من تقاطع السيف بإتجاه دوار اللؤلؤة.
ورفرف علم البحرين في أرجاء المسيرتين التي دعا لها كبار العلماء حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا في الأيام القليلة الماضية وتعبيرا عن دعم مطالب الإصلاح وتغيير الحكومة، وتقدم كل من السيد جواد الوداعي والشيخ عيسى أحمد قاسم والسيد عبدالله الغريفي والشيخ محمد صالح الربيعي المسيرة التي انطلقت من إشارات السلمانية فيما تقدم المسيرة التي انطلقت من تقاطع السيف الشيخ عبدالحسين الستري. وردد المتظاهرون الهتافات المنادية بالإصلاح وبتغيير الحكومة.
ولم يتسع مسار المسيرتين للأعداد الضخمة من الناس إذ أعلن المنظمون أن بداية كل مسيرة وصلت إلى دوار اللؤلؤة بينما لا تزال نهايتها عند نقطة الانطلاق. وشددت المسيرتان في بيانهما الذي تلاه رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل في دوار اللؤلؤة على أن «المطالبة بالحقوق العادلة بصورة سلمية حق ثابت، والإصرار والثبات في المواصلة في هذا الطريق ضرورة سياسية اليوم»، مؤكدا على «ضرورة المحافظة على سلمية المسيرات والاعتصامات، واستقامتها في خط الصمود والجدية في المطالبة بالحقوق العادلة، بعيداً عن أي محاولات التضعيف أو التمييع أو الانحراف بها عن أهدافها الحقيقية وأطرها الجادة»، وطالب بـ»محاكمة ومعاقبة الجنات الذين وجهوا السلاح للصدور العارية والأيدي الخالية لأبناء الشعب، و تسببوا في وقع الشهداء والجرحى».
ونبه البيان على ضرورة «الحفاظ على وحدة الصف بين أبناء الشعب، وتجنب الوقوع في منزلق الفرقة الطائفية أو السياسية أو غيرهما»، و قال أن «الحوار آلية من آليات الوصول للمطالب المشروعة، فلا معنى لأن يكون الحوار لأجل الحوار، فلا بد من مبادئ واضحة، وأرضية صلبة وتعهدات مضمونة وجداول زمنية محددة، حتى يمكن أن ينتح الحوار ويكون مقبولا»، معتبرا أن «الحشود عبر من خلالها الشعب – رجالاً ونساء، شيوخاً وشباباً – عن إرادته الصلبة في التغيير الحقيقي، ووفائه للشهداء الأبرار في يوم الحداد على أرواحهم الطاهرة».
إلى ذلك تواصل حشود كبيرة الإعتصام في دوار اللؤلؤة مؤكدة بقاءها حتى تحقيق مطالبها بالإصلاح الحقيقي والشامل.
--------------------------------------------------------------------------------
المعارضة البحرينية تحيي «يوم الحداد» ومولن يشيد بالتعامل مع الأزمة
المنامة - أ ف ب)
أحيت الحركة الاحتجاجية في البحرين أمس الجمعة يوم حداد شعبي ورسمي دعا إليه رجال دين وتبناه الديوان الملكي، في وقت أشاد رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن بالطريقة التي تتعامل بها السلطة مع الأزمة.
وعند دوار اللؤلؤة في المنامة، مركز الحركة الاحتجاجية المتواصلة منذ 12 يوما، أدى مئات البحرينيين صلاة الجمعة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» الموجود في المكان.
وخرج عشرات الآلاف من مساجد العاصمة وبينهم عدد كبير من النساء، وساروا باتجاه دوار اللؤلؤة وهم يهتفون «بالروح بالدم نفديك يا بحرين».
وقال المهندس إبراهيم علي (42 عاما) الذي أتى إلى دوار اللؤلؤة للمشاركة في «يوم الحداد» إن «محاولات ترويع المتظاهرين فشلت، فلا أحد منا يخشى الدبابات والأسلحة»، فيما لم يظهر أي أثر للشرطة في المكان.
وأضاف «معظم الحاضرين يرون أن سقوط الحكومة قد يأتي بإصلاحات جدية».
ورفع علم كبير للبحرين ولافتات تدعو إلى الإفراج عن الناشطين المعتقلين.
وقال رجل الدين عبدالجليل المقداد لوكالة «فرانس برس» بعدما ألقى كلمة عند دوار اللؤلؤة «نريد نظاما برلمانيا ديمقراطيا، نظام فيه انتخابات حرة يشكل حكومة جديدة».
ورفض القول بان التظاهرات لها طابع مذهبي، موضحا «هل سمعتم أحداً يتحدث بهتافات مذهبية؟ الناس هنا يطالبون بالديمقراطية وبالتوزيع العادل للثروة».
وكان الديوان الملكي أعلن الجمعة يوم حداد رسمي على أرواح الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات.
وجاء في بيان ملكي انه «نظرا للأحداث المؤسفة التي مرت على مملكة البحرين في الآونة الأخيرة والتي على أثرها فقدت المملكة عددا من أبنائها، وتعاطفاً مع مصاب أهلهم، يعلن يوم الجمعة 25 فبراير/ شباط يوم حداد رسمي».
ووصف الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني المعارضة الشيخ علي سلمان الخطوة الملكية بأنها «إيجابية».
وكان ستة من كبار رجال الدين أعلنوا في وقت سابق أن يوم الجمعة «يوم حداد عام على أرواح الشهداء الأبرار».
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3095 - السبت 26 فبراير 2011م الموافق 23 ربيع الاول 1432هـ