الزياني» يتسلم أمانة التعاون في فترة تاريخية
نظم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين عبد المحسن بن فهد المارك بمقر السفارة السعودية أمس حفل غداء بمناسبة تعيين أول أمين عام بحريني لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني، الذي سيبدأ مهام عمله في 1 ابريل/ نيسان 2011... ونحن كبحرينيين نفخر بأن أحد أبناء البحرين المخلصين يتسلم هذه المسئولية الكبيرة، وفي هذه الفترة التاريخية التي تمر على منطقتنا العربية والخليجية.
ويوم أمس رحب السفير المارك بالضيوف الذين حضروا لتهنئة الزياني بتسلمه منصباً خليجياً استراتيجياً. وقال الزياني إنه سعيد بثقة قادة مجلس التعاون، متعهداً بأن يواصل مسيرة البناء «تحت ظل ستة قادة كرام يبغون الخير لكافة دول التعاون»، مشيداً بوقوف دول التعاون مع عمان اقتصادياً، ومع البحرين اقتصادياً وعسكرياً، وهو ما يؤكد متانة الأسرة الخليجية الواحدة.
الملفات المطروحة على مجلس التعاون عديدة، ولكن في هذه الفترة نشهد انفجار الأوضاع في عدد من الدول العربية، وفي المنطقة الخليجية، ونحن في الوقت الذي نحتاج للتعاون في مجال الدعم الاستراتيجي، اقتصادياً وعسكرياً، فإن مظلة دول التعاون يمكن أن تمتد إلى مساندة «إصلاح ذات البين» في المجتمع.
إننا في البحرين بلا شك نستفيد من الدعم الاستراتيجي بمختلف أشكاله، ولكننا بحاجة إلى أن نلتفت إلى أن البحرين مثلها كالطير بجناحين... وإذا كانت القيادة السياسية بيد عائلة آل خليفة، فإن الجناحين اللذين يحلق بهما الوطن هما الشيعة والسنة. ودعونا نؤكد مرة أخرى أن البحرين لن تطير بجناح واحد فقط مهما حدث في الماضي ومهما سيحدث في المستقبل، وأنه آن الأوان إلى التفكير عملياً لليوم الذي يلي العاصفة. فنحن حالياً لازلنا في عين العاصفة، ولازلنا نعيش الصدمة من كل ما حدث منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011 وحتى الآن.
إن البحرين لها تركيبة خاصة لن يستطيع أحد القفز عليها، والبحرين جزء لا يتجزأ من محيطها العربي ومجلس التعاون الخليجي... والحديث موجّه إلى أي جهة من الجهات التي قد ترتكب خطأ الاعتقاد أن بإمكانها أن تجعل الطير يطير من دون أحد جناحيه.
لدينا بحريني مخلص سيمسك بدفة الأمانة العامة لمجلس التعاون، ونأمل أن نرى دور المجلس يمتد إلى مساندة المحافظة على النسيج الاجتماعي في البحرين أو في أي دولة خليجية بحسب خصوصيتها، وبذلك ننتصر «خليجياً»، ونحفظ مجتمعاتنا من مخاطر التأجيج الطائفي والعنصري الذي ينفث سمومه عبر الفضائيات والإشاعات التي تستثير المشاعر الدينية وتفسح المجال لتحويل شئوننا (القابلة للحل) إلى قضايا مستعصية تنشر الغسيل على الملأ
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3127 - الأربعاء 30 مارس 2011م الموافق 25 ربيع الثاني 1432هـ