الشهيد الحاج ميرزا
االاسم : الحاج ميرزا علي عبد الرضا
العمر : 74 سنة
الاستشهاد : 20/12/1994م
المنطقة : جدحفص
التفاصيل :
إذا كان النظام القمعي في البحرين يعتقد أنّ بإمكانه حصر دائرة الصراع بينه وبين الشعب في إطار الشباب والأولاد فان استشهاد الحاج ميرزا علي عبدالرضا ، الذي يبلغ من العمر قرابة السبعين عاماً قد أفشل خطته تلك ، فسقوط هذا الرجل في بداية الانتفاضة بدون مبرر حرك الوجدان الشعبي ودفع المواطنين إلى مزيد من التفاعل والعطاء لتحقيق وضع سياسي أفضل في البلاد ، فلم يكن الشهيد من جيل الشباب المتحمس ، وليس من الذين يواجهون قمع قوات الشغب أو الذين ينظمون المسيرات ، وإن قلبه شأنه شأن أي مواطن آخر مع مطالب الشعب وهمومه . كان الرجل يمارس أعمالاً حرة بعد أن ترك عمله بمستشفى السلمانية ، كان الشهيد قد غادر مسجد " مشرّف " بمنطقة جدحفص التي يعيش فيها مع عائلته الطيبة ، بعد أن حضر مجلس فاتحة في المنطقة متوجهاً إلى المنزل، فيما كانت مسيرة سلمية لمتظاهرين من النساء والرجال تجوب شوارع القرية للمطالبة بالحقوق المشروعة ، في تلك اللحظات وصلت قوات الشغب ولديها أوامر من السلطات العليا في البلاد بالاعتداء على الأبرياء ، وبدأ حالاً إطلاق الرصاص المطاطي والذخيرة الحية بالإضافة إلى الغازات المسيلة للدموع ، وسقط العديد من الجرحى على الأرض ، فيما لاذ الآخرون بالركض باتجاه الأزقة والطرقات الضيقة ، وكان نصيب الشهيد إصابة مباشرة برصاصة مطاطية في صدره ، وضربة بهراوة أحد المرتزقة من قوات الشغب . كان جسد الرجل الذي أتعبته السنون في بلاد اعتاد حاكموها ظلم الرعية عاجزاً عن تحمل الآلام والجراح التي أحدثتها رصاصات قوات الشغب ، فظل يصارعها ثلاثة أيام كاملة حتى وافاه الأجل في 20 ديسمبر 1994م والتحق بقافلة شهداء شعب البحرين الآخذة في التمدد والنمو . وقد فرضت حكومة آل خليفة على عائلة الشهيد أن تتكتم على ما جرى وان تدفن جثمان شهيدها في موكب متواضع ، فقام ابنه الأكبر بدفن والده في منطقة القدم - وهي مسقط رأسه - في جو كئيب متوتر تميز بالصمت تحت إشراف قوات الشغب ، ولم يكن هناك إلا عدد قليل من أهالي الشهيد وجيرانه ، لقد خلف الشهيد عائلة كبيرة حيث كان له عشرة أولاد وثلاث بنات ، افتقدوا حنان الأبوّة ودفء عطفها ، إنها تشكو ليلاً ونهاراً ظلم الظالمين وتدعو الله المقتدر الجبار أن يكشف هذا الليل الحزين عن بلادنا الحبيبة .
__________________