لشهيد محمد جمعة
الاسم: محمد جمعة أحمد علي.
العمر: 24 عاماً.
المهنة: موظف في مستشفى السلمانية.
المنطقة: قرية الشاخورة.
تاريخ الشهادة: 7 أبريل 2002م.
سبب الشهادة: الإصابة برصاصة مطاطية قرب محجر العين اليمنى أدى إلا نزيف داخلي حاد, و هناك بعض المصادر المطلعة التي قالت بأن الطلقة التي أصابت الشهيد هي عبارة عن رصاص حي.
كيفية الشهادة: استشهد وهو يلبّي نداء الضمير، والتحق بقافلة الشهداء في البحرين وفلسطين، وأكد مجدداً أصالة شعب البحرين وارتباطه الوثيق بقضايا أمته، فقد برزت مشاركة شعب البحرين في اعلان التضامن مع شعب فلسطين كواحدة من أبرز المشاركات العربية والإسلامية، حيث كان في طليعة المتحسسين لآلام الأمة والمتعاطفين مع إخوته في بقاع العالم، فهذا ليس سمة طارئة على أخلاقه بل له قصب السبق في التعاطي مع قضية فلسطين منذ أيامها الأولى. ففي الثلاثينات احتفى الشعب البحريني بالحاج أمين الحسيني لدى زيارته البلاد، وجمعت التبرعات لصالح شعب فلسطين. وعندما صدر قرار التقسيم في 1947 خرجت المظاهرات الحاشدة احتجاجاً على ذلك، وشارك فيها أبناء الشعب البحراني بحماس منقطع النظير. ورفض أكثر من سبعين من الأعيان في 1948 الاستجابة لدعوة قبطان سفينة أمريكية راسية في ميناء سلمان بالبحرين لحضور حفل استقبال، ووقّعوا عريضة قالوا فيها أنهم غير مستعدين لقبول الدعوة لأن أمريكا اعترفت بقيام "اسرائيل". وعندما حدث العدوان الثلاثي على مصر في 1956 خرجت المسيرات الصاخبة في أنحاء البحرين مستهدفة المصالح البريطانية آنذاك. وبعد يومين من التظاهر، أقدمت القوات البريطانية على ضرب حركة الهيئة التي شكلت لقيادة الشعب واعتقلت خمسة من قادتها، ثم قامت بنفي ثلاثة منهم إلى جزيرة سانت هيلانة. وفي الستينات خرجت المسيرات الشعبية من مدارس البحرين في اثر هزيمة 67 وتأجلت الامتحانات فترة من الزمن، وتكررت المسيرات في الأعوام اللاحقة. واستمر الاحتجاج الشعبي الصامت خلال الحقبة السوداء ثم عادت إلى الظهور مؤخراً.
وأخيراً كلّل شعب البحرين تضامنه مع الشعب الفلسطيني بتقديمه أول قربان في طريق تحرير أولى القبلتين، ففي يوم الجمعة 5 أبريل 2002م انطلقت مسيرة حاشدة من أطراف العاصمة المنامة وتحديدا بالقرب من مسجد الصبور بمنطقة الزنج، شارك فيها الآلاف من أبناء الشعب البحراني الغيور على المقدسات الإسلامية، يتقدما مجموعة من العلماء العاملين. وكانت المظاهرة قاصدة وكر التجسس الأمريكي (السفارة الأمريكية) احتجاجا على الدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا الشيطان الأكبر للغدة السرطانية إسرائيل، ورفعت في المظاهرة أعلام فلسطين وأعلام حزب الله لبنان، كما رفعت صور الإمام الخميني (قده) والإمام القائد الخامنئي (دام ظله) وصورة أخرى لسماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لبنان، و ألقيت في المسيرة كلمات للإمام الراحل الخميني (قدس) و الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) و كلمة للشهيد السعيد السيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله لبنان.
وقد رفعت شعارات الفداء للإسلام والقضية الفلسطينية، كان من بينها:
خيبر خيبر يا صهيون، جيش محمد قادمون..
إننا لسنا إرهابيون، إنما الإرهابي شارون...
هل من ناصر فدائي ؟... لبيك يا خامنائي...
هل من ناصر لحزب الله؟... لبيك يا نصر الله...
نطالب الحكومة بإغلاق السفارة
و فيما كانت المسيرة تتوجه نحو وكر التجسس الأمريكي (السفارة الأمريكية) حدثت اشتباكات ومناوشات مع الحرس الأمريكان المتواجدين داخل السفارة، وتم إطلاق بعض الطلقات من الرصاص الحي في الهواء. يذكر أن حرس السفارة هم من بدأ التحرش بالشباب، بعدها تفجر الوضع وجرت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وحرس السفارة وقوات الشغب المتواجدة خارج السفارة الذي بلغ عددهم المئات، وقام المتظاهرين بإلقاء العشرات من الزجاجات الحارقة (المولوتوف) والحجارة على مبنى السفارة وقوات الحرس الأمريكان وقوات الشغب. واستخدمت هذه القوات كل ما كان لديها من أسلحة للفتك بالمتظاهرين حيث قاموا بإمطار المتظاهرين بالطلقات الخشبية والمطاطية بحجم كبير ومتوسط والغازات المسيلة للدموع والخانقة، مما أدى إلى جرح واختناق المئات من المتظاهرين ونقلهم إلى المستشفى.
وعندما كانت المواجهات على شدتها كان شهيدنا الغالي محمد جمعة في الصفوف الأمامية للمواجهة مع أعداء الإسلام، وفي هذه الأثناء أصابت إحدى طلقات الغدر الشهيد محمد جمعة بالقرب من محجر العين، مما أدى إلى نزيف داخلي حاد نقل على أثرها إلى قسم الطوارئ في مستشفى السلمانية الطبي، وجرت محاولات عديدة من الأطباء لإنقاذ حياة إلا أنه أبى إلا الالتحاق بركب الشهداء رفاق الدرب، وفاضت روحه الطاهرة يوم الأحد 7 أبريل 2002م الساعة التاسعة والنصف صباحاً.
وقال والد الشهيد إن ابنه قتل برصاص أطلق من السفارة الأمريكية وأصيب في رأسه، كما أصيب برصاصات مطاطية في عينه وفخذه.
تفاعلات الشهادة
تفجر الوضع حال انتشار خبر الاستشهاد و توجهت الجموع المؤمنة إلى مستشفى السلمانية الطبي، فتم تسلّم جثته، وشيّع في موكب مهيب يتقدمه العلماء الاعلام، من منطقة السنابس إلى مسقط رأسه في قرية الشاخورة الواقعة علي بعد 12 كيلومتراً غرب العاصمة المنامة. فقد حمل جثمان الشهيد على سيارة، تحيطه الأعلام الفلسطينية، ورددّ المشيّعون هتافات "الموت لأمريكا" و "الموت لاسرائيل"، مطالبين الحكومة البحرينية بفتح ملف تحقيق في قضية استشهاده وكشف ملابساتها، كما طالبوا بإغلاق السفارة وطرد السفير الأمريكي من البحرين.
كما انتشرت الكتابات على جدران البحرين خصوصاً في اليوم الأول من شهادتها على امتداد الطريق ما بين مستشفى السلمانية الطبي إلى مسقط رأسه قرية الشاخورة، وكان من بين الشعارات "أمريكا الشيطان الأكبر", "نطالب الحكومة بإغلاق السفارة الأمريكية", "الموت للحكام الخونة والعملاء".
من ناحية ثانية جرت بعض الاشتباكات والمطاردات بين الشباب المؤمن الرسالي وزمر المخابرات البحرينية حيث كان الشباب يلاحقون أفراد المخابرات حال رأيتهم. كما طبعت صور كبيرة للشهيد الغالي في مناطق البحرين، حجم بعضها يصل إلى حوالي متر ونصف.
يذكر أن الشهيد كان قد عقد قرانه على إحدى الأخوات قبل شهرين من استشهاده.
فهنيئاً لشهيدنا مجاورته للأنبياء والأئمة الهداة والخيرة الكرام والشهداء العظام.
__________________