اغتيال دبلوماسي سعودي في كراتشي والرياض تطالب إسلام آباد بحماية بعثاتها
تكبير الخط
كراتشي (باكستان) - وكالات الأنباء: قتل دبلوماسي سعودي يعمل في قنصلية المملكة في كراتشي جنوبي باكستان بالرصاص أمس الاثنين بينما كان في سيارته قرب القنصلية، بعد خمسة ايام من اعتداء بقنبلتين يدويتين على هذه البعثة، في حين طالبت الرياض إسلام آباد بحماية بعثاتها الدبلوماسية.
ولم تتبن أي جهة الاعتداءين في حين لم تشر السلطات الباكستانية إلى أي فرضية، لكنها تحقق في الأمر وخصوصا لمعرفة إذا ما كان الهجومان يندرجان في إطار الانتقام لمقتل أسامة بن لادن مطلع الشهر الجاري على يد قوات خاصة أمريكية في شمال باكستان.
وقال مسئول العلاقات الإعلامية في السفارة السعودية في إسلام آباد «انه دبلوماسي سعودي، لقد قتل بالرصاص داخل سيارته، التي تحمل لوحة دبلوماسية، على مقربة من قنصليتنا». وكان مسئول آخر في السفارة قد قال إن القتيل حارس امني في القنصلية، من دون إيضاحات أخرى.
وأعلن فايز القهاري قائد شرطة ولاية السند وعاصمتها كراتشي ان «موظف القنصلية أصيب بعدة رصاصات أردته قتيلا». وأكد ان رجلين يركبان دراجة نارية أطلقا النار على سيارته التي تحمل لوحة دبلوماسية في مفترق طرق حي راق في العاصمة الاقتصادية لباكستان التي يقطنها نحو 18 مليون نسمة. وأضاف ان «المعتدين فروا على الدراجة النارية».
من جهتها أدانت الرياض الجريمة وطالبت إسلام آباد بتعزيز حماية ممثلياتها الدبلوماسية في باكستان، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسئول في وزارة الخارجية «استنكار المملكة الشديد للحادث الإجرامي الذي تعرض له حسن مسفر القحطاني احد منسوبي القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في كراتشي الذي اغتيل غدرا وهو في طريقه إلى العمل». وذكر المصدر أن وزارة الخارجية «تقوم بمتابعة التحقيقات مع السلطات الأمنية الباكستانية» التي «تم الطلب منها تشديد الحراسات على كل من القنصلية في كراتشي والسفارة في إسلام آباد ومنسوبيهما». وتم إرسال طائرة لنقل جثمان الدبلوماسي إلى المملكة، بحسب الوكالة.
وقد أسقطت السلطات السعودية عن أسامة بن لادن جنسيته السعودية سنة 1994 في حين توعدت حركة طالبان الباكستانية بالثأر له. من جانبه أعلن مسئول في وزارة داخلية إقليم السند شرف الدين ميمون أن الضحية كان «موظفا ثانويا» في القنصلية، وتحدث مسئول في السفارة في إسلام آباد أيضا عن «موظف ثانوي». وحصلت هذه الجريمة بعد خمسة أيام على إلقاء مجهولين يركبون دراجة نارية قنبلتين يدويتين على القنصلية السعودية في كراتشي. وفي وقت لاحق أعلنت طالبان الباكستانية مسئوليتها عن قتل الدبلوماسي السعودي.
وقال متحدث باسم طالبان في اتصال تليفوني من موقع لم يكشف عنه «نتحمل المسئولية» عن مقتل الدبلوماسي. وأضاف «سنواصل تنفيذ مثل هذه الهجمات إلى أن تتوقف أمريكا عن تعقب القاعدة وتوقف هجماتها بطائرات من دون طيار» وهي الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على المقاتلين بشمال غرب باكستان.
وكان قائد الشرطة القهاري قد أعلن في وقت سابق أنه «في الوقت الراهن لا يمكن القول من الذي قتله». وأكد الوزير ميمون «أننا نحقق لمعرفة ما إذا كان لذلك علاقة بالغارة على أبوت اباد أو انه حادث معزول».
وقد شنت مجموعة كوماندوس أمريكية أنزلت بمروحيات ليلا، عملية خاطفة على منزل كبير في مدينة ابوت اباد، الحامية التي تبعد عن إسلام آباد ساعتين بالسيارة، قتلت خلالها اسامة بن لادن من دون إبلاغ السلطات الباكستانية، بحسب واشنطن وإسلام آباد. وفي اليوم التالي توعدت حركة طالبان الباكستانية الموالية لتنظيم القاعدة بالثأر لأسامة بن لادن وبتكثيف حملة اعتداءاتها على الحكومة الباكستانية وقوات الأمن. وقد طرد بن لادن سنة 1991 من السعودية مسقط رأسه، وأسقطت الرياض عنه جنسيتها في .1994