كشكول رسائل ومشاركات القراء
إطلالةٌ على شخصية أمير المؤمنين (ع)
غير خافٍ أن الحديث عن الشخصيات العظيمة مما يعجز عنه اللسان ويتحيّر فيه البيان لاسيّما أمام شخصية عملاقةٍ طالما تحدَّث عنها التاريخ وكتب حولها الباحثون الكثير من الدراسات والبحوث، تلك هي شخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ذلك الإمام الذي ارتبطت حياته منذ لحظات ولادته الأولى بذلك النبي العظيم وبزوغ فجر الإسلام ومروراً بفصول الدعوة والجهاد والخلافة وحتى آخر لحظات عمره الشريف، وما محاولة الاقتراب من هذه الشخصية الفذّة إلا محاولةً للتأمل في تلك الصفحات الخالدة والتي لا يقرأ فيه القارئ سوى أحاديث المجد والسمو، والمُثل والمبادئ العظيمة.
غير خافٍ أن الحديث عن الشخصيات العظيمة مما يعجز عنه اللسان ويتحيّر فيه البيان لاسيّما أمام شخصية عملاقةٍ طالما تحدَّث عنها التاريخ وكتب حولها الباحثون الكثير من الدراسات والبحوث، تلك هي شخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ذلك الإمام الذي ارتبطت حياته منذ لحظات ولادته الأولى بذلك النبي العظيم وبزوغ فجر الإسلام ومروراً بفصول الدعوة والجهاد والخلافة وحتى آخر لحظات عمره الشريف، وما محاولة الاقتراب من هذه الشخصية الفذّة إلا محاولةً للتأمل في تلك الصفحات الخالدة والتي لا يقرأ فيه القارئ سوى أحاديث المجد والسمو، والمُثل والمبادئ العظيمة.
هو الإمام علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف. ولد بمكة المكرمة في جوف البيت الحرام، يوم الجمعة في (13) من شهر رجب، بعد عام الفيل وولادة النبي (ص) بثلاثين سنة.
اشترك (ع)في حروب رسول الله (ص) جميعاً، عدا غَزوَة (تَبُوك)، حيث أمره النبي (ص) بالبقاء في المدينة المنورة ، لإدارة شئونها.
أما الحروب التي قادها بنفسه في زمن خلافته (ع) فهي حرب الجمل التي وقعت في البصرة في شهر رجب من سنة (36) للهجرة، وحرب صفين وهي منطقة بين العراق والشام وقد وقعت المعركة فيها في الأول من شهر صفر من سنة (37) للهجرة، وآخرها معركة النهروان وهو اسم لمنطقة واقعة بالقرب من بغداد، وحدثت هذه المعركة في التاسع من سنة (38) أو (39) للهجرة.
بايعه المسلمون خليفة عليهم بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان سنة (35) للهجرة حتى استشهاده في (21) من شهر رمضان لسنة 40 للهجرة إثر ضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي له بالسيف على أُمِّ رأسه وهو في حال سجوده (ع) في محرابه بمسجد الكوفة، ومحل دفنه في النجف الأشرف في منطقة الغري.
من أشهر زوجاته (ع): السيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت النبي محمد (ص) وأمامة بنت أبي العاص وأم البنين الكلابية وليلى بنت مسعود وأسماء بنت عميس، كما أن من أبرز أبنائه هم: الإمام الحسن(ع) والإمام الحسين (ع) والعباس ومحمد بن الحنفية والسيدة زينب الكبرى.
مراحل حياة الإمام علي (ع)
احتلت شخصية الإمام علي (ع) مكانةً مرموقة في التاريخ الإسلامي على مستوى الكثير من الأبعاد المختلفة لاسيَّما فيما يمكننا اعتباره منعطفات تاريخية مفصلية في حياة الإسلام، حيث كانت حياته (ع) تجسيداً للإسلام، في أبهى صورة له وأدق تطبيق إليه.
وعلى هذا الأساس نجد أن العلماء قسَّموا حياة الإمام عليٍ (ع) إلى خمس مراحلٍ أو فتراتٍ زمنيةٍ كالتالي:
المرحلة الأولى: من الولادة المباركة حتّى البعثة النبوية، أي من (13) رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة إلى (27) رجب من سنة (13) قبل الهجرة وهي سنة البعثة النبوية، أي عشر سنين تقريباً.
المرحلة الثانية: من البعثة النبويّة حتّى الهجرة وهي ثلاث عشرة سنة.
المرحلة الثالثة: من الهجرة حتى وفاة الرسول الأعظم (ص) وهي عشر سنوات.
المرحلة الرابعة: وهي ما اصطلح عليه مرحلة بداية الخلافة الإسلامية الراشدة والتي امتدت خمساً وعشرين سنةً وبعدها تولّى الإمام الخلافة والقيادة المباشرة للدولة الإسلامية.
المرحلة الخامسة: وهي المرحلة الواقعة في خمس سنواتٍ تقريباً، أي من سنة خمسٍ وثلاثين للهجرة وحتى الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة حيث قضى شهيداً في محرابه بمسجد الكوفة.
وبما أن الحديث حول مَنْ تجاوز أبعاد الزمان والمكان وأسهم في بناء الحضارة الإسلامية الراقية التي لا يستطيع أنْ يقف عليها الباحث إلا بالتعظيم والإجلال، فما الدور المحوري للإمام علي بن أبي طالب (ع) في تاريخ الحضارة الإسلامية بشكل عام وفي الحركة الإصلاحية بشكل خاص - خلال المرحلة الخامسة فضلاً عن المراحل السابقة - إلا صيانةٌ للشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي (ص) وسعيٌ للمحافظة على كيان الدولة الحديثة التي أنشأها الرسول (ص) من الانحراف. ومنها على سبيل المثال لا الحصر: صيانة وحدة الصف الإسلامي خصوصاً خلال مرحلة ما بعد رحيل النبي الأعظم (ص) وما رافقه من حوادث، وجمع القرآن الكريم وشرحه وتفسيره، وإسداء النصائح الاجتماعية والسياسية والعسكرية للخلفاء كغزو الروم والفرس ومشورته للخليفة عمر بن الخطاب في تقسيم سواد الكوفة، ففي الجزء الثاني من تاريخ اليعقوبي أبوالعباس أحمد بن إسحاق (ت: 284ھ / 897م) قال: شاور الخليفة عمر أصحاب رسول الله (ص) في سواد الكوفة، فقال له عِضهُم: تقسمها بيننا، فشاور علياً، فقال: إن قسمتها اليوم لم يكن لمن يجيء بعدنا شيء، ولكن تقرها في أيديهم يعملونها، فتكون لنا ولمن بعدنا. فقال: وفقك الله، هذا الرأي.
لذا نجد أن الإمام علي (ع) كان يعتبر الخلافة والقيادة امتثالاً لخطِّ النبي (ص) ونهجه، وهو في الحقيقة يمثلُ غايةً ووسيلةً لطاعة الله عزَّ وجلَّ، كما أنها سلطةٌ لتحقيق القيم العليا والمبادئ الإنسانية المتقدمة.
الإمام علي (ع) وعهد
الإصلاحات الجريئة
قام الإمام عليٍ (ع) إبان توليه الخلافة في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة (35) للهجرة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان (ت:35ھ / 643م) بتنفيذ مجموعة من برامج الإصلاح والتي كان من أهمها:
أولاً: الإصلاح السياسي - الإداري:
وذلك بعزل الولاة المتورطين في نهب ثروات الأمة وخيراتها، ومَنْ كانت تحوم حولهم الشبهات، والأشخاص غير المؤهلين للولاية وإدارة شئون المسلمين، واستبدالهم بولاة عادلين مؤهلين لقيادة الأمة والسهر على مصالحها وحفظ حقوقها، وكان الإمام (ع) متشدداً في تنفيذ هذا الإجراءات بشكل صارم حتى أن المؤرخين يذكرون في كتبهم أنّ جماعةً من المخلصين له أشاروا عليه بإبقاء بعض الولاة في مناصبهم حتى تستقر الأوضاع السياسية، ومن ثم تتم عملية عزلهم إلا أن الإمام (ع) أبى ورفض ذلك بقوله المشهور: «لا أداهن في ديني، ولا أعطي الدنية في أمري»، وفي موضع آخر قال: «لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع، ولا يضارع، ولا يتبع المطامع».
ثانياً: الإصلاح الاقتصادي - الاجتماعي:
1- استرداد أموال بيت المال مِن أيدي المتسلطين والنافذين في الجهاز الحاكم قبل مجيئه للسلطة حتى قال (ع): «والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق».
2- تطبيق العدالة والمساواة بين الناس في العطاء، حيث كانت الطبقية عميقة جداً، والثروات متراكمة عند فئة معينة من فئات المجتمع الإسلامي الفقيرة والمهمشة في الغالب، ففي خطبة له (ع) بهذا الشأن يقول: «ألا وأيّما رجلٍ استجاب لله وللرسول (ص) فصدَّق مِلَّتنا ودَخَلَ في ديننا واستقبل قِبلتنا فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده، فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يُقسَّم بينكُم بالسوية، لا فضل لأحدٍ على أحدٍ وللمتقينَ غداً أحسنُ الجزاءِ وفضلُ الثواب».
وبسبب هذا الأمر واجه الإمام عليٍ (ع) الكثير من المشاكل والضغوط التي لم تجعله إلا أكثر تمسُّكاً وإصراراً بمنهج العدل والمساواة وحسب ما تقتضيه الموازين الشرعية والمعايير الإسلامية، قائلاً في جواب المعترضين عليه: (أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه! والله لا أطور به ما سمر سميرٌ وما أمَّ نجمٌ في السماء نجماً، لو كان المال لي لسوّيت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله، إلا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند الله.ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه ولا عند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودّهم).
أحمد عبدالله
حسين الأمير... غصنٌ رفرف وطار
أيها الغصنُ المخضبُ بالندى والياسمين... لماذا رحلت بجناحك الذي رف باكراً. وطرت إلى مواطنَ أخرى. كنور قلبك أبيض أبيض...
كالفراديس مليئةُ بحورها المخلدين... نظلُّ منتظرين أن نرى النور السماوي المحلقُ في سماء المطلق، وأنت قبل الموت كنت تراهُ، رغم كفافك الوقتي. كنت تعيشُ في الأضواء رغم خلوِّ عينك منها، وكنت ترى الأشياء رغم غيابها عنك... كنت تمشي على مسلك العاطفات بصيراً أكثر من الناظرين، وكنت تقرأ كتابات القلوب أكثر من القارئين بأعينهم عبارات الكتاب!
كنت ترى ملائكتك الصغار، محاطين بزهور طفولتهم... تُتابعُهم بقلبك، كما لو أنك تراهم أمامك، فتهم إذا ما سقط أحدٌ قبل سقوطه...
لطالما حيرني المعري، وطه حسين، ولكن ليس في الأمر حيرة، فنماذج حية مثلك تعلمنا كيف لا نحتار، وكيف لنا أن نعيش بأمل واختيار، وأن نحيا كما نحنُ فنحنُ قادرون على أن نكون، مهما كان... إلى فراديس الإله يا حسين الأمير، رحمك الله.
السيد أحمد رضا حسن
ما هقيت
إسألوا عني إلى لابسه الحرير
هي تعرف عنّي ذاك الزمان
هي إللي خلتني ما أقدر أسير
كانت من قبل تسقيني الحنان
ياما وياما عليها كنت أغير
محلى حلاوتها عود الخيرزان
ما هقيت مثلها بعد عقلي يطير
وما هقيت في عيوني يضيق المكان
ما أدري تاليها منها وش يصير
وأنا ما أدري إذا فات الأوان
ما يسوى يوم ألقاها بدرب الصخير
ما دريت إنكان بسحب العنان
لا تسألوا عني إلي لا بسه الحرير
تغير كل شيء حتى الزمان
جميل صلاح
مأساة غريبة
سأزيل بقايا الشمع!
عندما ترحل الشمس في المساء..
وتغني الطيور في الماء..
ويكون الطين هو الرملَ والرمل!
سأزيل بقايا الخيوط!
حينما تلعب الورود،
وتخاف الوحوش..
وتتثلج الثلوج!
فتبقى الكلمات تسهر!
والحروف تضيء القلوب!
إسراء سيف
يوم القدس العالمي
تطلّ علينا في آخر جمعة في شهر رمضان من كل عام، آفاق القدس وعلامات التحرير، وبوادر النصر فيسعى كل المسلمين في أنحاء العالم لتجميع أفئدة المؤمنين نحو القبلة الأولى للمسلمين ألا وهي المسجد الأقصى لتلبي الأمة نداء المظلومين، ليهبوا لنجدة القدس ويساعدوا في تحريره، أمّا كيف ولمَ؟
فنقول: إن أهم سلاح يملكه كل إنسان مسلم حتى في أقصى الأرض هو الدعاء. فإن الدعاء له أثر كبير في قضاء الأمور وتعجيلها، والدعاء هو سلاح المؤمنين في الشدائد وباستطاعة أي مسلم أن يدعو ولا يُعذر أحد على ترك هذا الدعاء. ويأتي يوم القدس ليرفع المسلمون أكفهم بالدعاء في كل أنحاء المعمورة يرجون من المولى العزيز القدير أن يعجّل الفرج ويزيل الباطل بأكفهم وبأيدي المجاهدين المؤمنين. وما دام الإنسان يحمل همّاً وهدفاً في حياته، ويتذكر ذلك دائماً ويسعى لتحقيقه، فلا بدّ أن يصل إلى الهدف. فلحيي ذكرى القدس، ذكرى الدعاء وذكرى الأمل، وذكرى النصر.
منى الحايكي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3276 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ