المهدي: 200 طلب في الدائرة لإعادة بناء «الآيلة للسقوط» على قائمة الانتظار
«تاسعة الشمالية»... مأساة تحكي فصولها المنازل المتهالكة
صدد، المالكية - حسين الوسطي
أحد المنازل المتهالكة في- الدائرة التاسعة الشمالية
.... وفي الإطار جاسم المهدي
المحافظة الشمالية تضم في جنباتها معاناة متعددة في مختلف المناطق سواء كان على الوضع المعيشي الصعب أو المنازل الآيلة للسقوط التي أصبحت في طي النسيان، بيوت قديمة تقاوم للبقاء فيما يعيش قاطنوها كل يوم على حالة من الخوف أن تتهاوى أسقف المنازل فوق رؤوسهم.
صحيفة «الوسط» زارت الدائرة التاسعة في المحافظة الشمالية وخصوصاً قريتي صدد والمالكية للوقوف على الوضع الإنساني في هذه المناطق، وحصلت على روايات عدة تحكي عن وضعها المعيشي المعدوم، وعند الإشارة إلى مكان السكن تجد المنازل الآيلة للسقوط تقض مضجع الساكنين، وخصوصاً أن غالبية هذه المنازل مدرجة ضمن مشروع إعادة البيوت الآيلة للسقوط إلا أن تذرع الحكومة بالموازنة جعل من العوائل تعيش وضعا مأساويا في منازل معرضة للسقوط في أي وقت.
من جانبه، أفاد عضو مجلس بلدي المنطقة الشمالية جاسم المهدي بأن عدد الطلبات المتوقفة بالدائرة التاسعة نحو 200 طلب مدرج ضمن مشروع إعادة البيوت الآيلة للسقوط، مشيراً إلى أن العمل على هذا الملف يسير بشكل بطيء، مشيراً إلى أن العمل جار على نحو 20 حالة فقط.
وأوضح المهدي أن آلية العمل في المشروع صعبة، إذ تتذرع الجهات الرسمية بعدم توفر الموازنة الكافية، لافتاً إلى أن مجلس بلدي المنطقة الشمالية تقدم بعدة اقتراحات لحلحلة هذا الملف من خلال إعطاء صاحب المنزل الآيل للسقوط مبلغا يصل إلى 50 ألف دينار يستطيع من خلاله إعادة بناء منزله، وذلك تحت إشراف الجهات المعنية، ولكن على رغم طرح هذه الأفكار فإنها لا تجد أذنا صاغية من قبل الجهات الرسمية، على حد قوله.
وذكر المهدي أن المحافظة الشمالية تعاني من ازدياد في عدد المنازل وخصوصاً أنها تعتبر المحافظة الأكبر من ناحية الكثافة السكانية، مشيراً إلى ضرورة أن تولي الحكومة اهتماما أكبر لهذه المحافظة.
أخطاء هندسية توقف البناء لأكثر من سنة
أكثر من سنة، ومنزل عائلة محمد المنصور بقرية صدد (5 أشخاص) المدرج ضمن إعادة البيوت الآيلة للسقوط متوقف عن البناء بسبب أخطاء هندسية، وأفاد المنصور بأن وكيل وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني محمد نور الشيخ زار المنزل واطلع على الأخطاء الهندسية الفادحة من خلال بناء نوافذ المنزل وهي مطلة على منزل الجيران فضلاً عن استخدام طابوق مختلف عن بعضه البعض، بالإضافة إلى جدران المنزل المائلة وليست المستقيمة، والتمديدات الكهربائية الخاطئة. وذكر المنصور أن اللوم يقع على عاتق المهندسين الذين اعتمدوا على الرسم الهندسي للمنزل، مشيراً إلى أنه قبل سنة وقع على الأوراق الخاصة بالخرائط وغيرها باعتبار موافقته على الرسم الهندسي للمنزل، إلا أنه لا يفقه عن الأمور الهندسية.
وأفاد بأن «البلدية تماطل في إنهاء المشكلة التي مازالت في طي ملفاتها منذ سنة على رغم معرفتهم بسبب اعتراضي على أسباب البناء الهندسي الخاطئ»، وأشار إلى أنه يسكن في شقة إيجار وقد توقفت البلدية عن دفع مبلغ الإيجار لمدة 6 أشهر.
19 فرداً تحت رحمة منزل يصارع للبقاء
3 عوائل مكونة من 19 شخصاً تسكن في منزل آيل للسقوط بقرية المالكية، أسقف المنزل لا تقيهم من الأمطار إذ إنها هشة فضلاً عن أن غالبية جدران المنزل مصنوعة من الطين القديم.
عائلة عبدالله جعفر العبادي تشكو من وضع منزلهم الآيل للسقوط والمدرج ضمن مشروع إعادة البيوت الآيلة للسقوط منذ العام 2008 بالدفعة الخامسة والطلب مسجل باسم زوجته، وحتى الآن لم تحرك الجهات المعنية أي ساكن على رغم وضع منزلهم المتهالك.
وقالت زوجة العبادي إنها تطبخ في الكراج الذي يقع في واجهة المنزل «مصنوع من الألمنيوم» ولا يوجد به باب خاص به، إذ إن الباب عبارة عن ستارة من قماش مطلة على الشارع، مشيرة إلى أنه عند وقوع أحداث أمنية في المنطقة لا تستطيع أن تطبخ بسبب روائح الغازات المسيلة للدموع التي تتسرب رائحتها إلى داخل المنزل. وأضافت أن أحد أبنائها يسكن في غرفة مع زوجته وأبنائه فضلا عن أن عددا من الأولاد مفصولون من عملهم والآخر طالب فصل من جامعة البحرين وتم اعتقاله، وأوضحت أن مصدر الدخل للعائلة هو الراتب التقاعدي بالإضافة إلى الراتب الشهري من وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية، مشيرة إلى أن رب الأسرة كفيف وكبير في السن. وتابعت بالقول إن الصندوق الخيري للمنطقة يسعى لبناء جزء من المنزل إلا أن ذلك لم يحدث حتى يومنا الحاضر، ونحن ننتظر التجاوب من قبل الجهات الرسمية لانتشال العائلة من المنزل الآيل للسقوط.
العقارب تنهش جدران المنزل منذ 5 سنوات
5 سنوات من الانتظار على قائمة مشروع إعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، والجهات المعنية لا تتجاوب مع عائلة أحمد محمد حسن القرمزي المكونة من 9 أفراد، منزلهم أصبح مرتعاً للزواحف والحشرات والقوارض الغريبة.
تحدثت أم علي عما تعانيه مع أولادها في منزلهم بقرية صدد، قائلة: «نتفاجأ في كل مرة بخروج أفاع وعقارب وفئران داخل المنزل، بالإضافة إلى انتشار القوارض والحشرات الغريبة، طلبنا مدرج ضمن مشروع إعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط منذ 2006 وقد تسلمنا خريطة المنزل وبقي التنفيذ، وإلى الآن لم نحصل على أي رد رسمي متذرعين بشح الموازنة»، وتساءلت «إلى متى يظل منزلنا معرضا إلى كل تلك الزواحف والحشرات من دون أن تحرك الجهات الرسمية ساكناً لإنقاذنا من الوضع المأساوي الذي نعيشه؟».
وذكرت أم علي أن جدران منزلهم متهاوية ومتشققة ولا تقي من الأمطار، إذ يتحول المنزل إلى مكان مغمور بمياه الأمطار، وخصوصاً في إحدى الغرف فضلاً عن أن سقف المطبخ غير قابل لمقاومة الأمطار، وذلك لأنه مصنوع من الألمنيوم، ولفتت إلى أن أجزاء من سقف الباب الرئيسي للمنزل سقطت على الأرض ولولا لطف الله لحدثت مصيبة.
وأوضحت أن مصدر دخلهم هو من الراتب التقاعدي للأب الذي لا يفي بتوفير متطلبات الحياة والاحتياجات الضرورية
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3333 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ