عائلة بحرينية تعيش بين مرارة الفقر وعذاب الحرمان بسترة
سترة - محمد الجدحفصي
واجهة المنزل تحكي معاناة عائلة بأكملها
ألقى بها الزمن في مرارة الفقر وعذاب الحرمان، في حين لم يتوانَ البلاء عن التوقف حتى خطف الموت رب العائلة على حين غفلة ليترك تلك الأرملة تحارب مع أبنائها سنوات الجوع وألم الحرمان في منزل تم تشييده في زمن الطوب والطين، وفي كل زاوية من زواياه تجد حفرة تستخدمها الفئران ملاذاً تشارك فيه أفراد العائلة مسكنها غير الصالح للسكن بالأساس.
كانوا جميعهم ينتظرون على وجل عندما وصلنا إلى منزلهم بقرية الخارجية في جزيرة سترة لرصد ما هم فيه، إلا أن الأرملة أم محمد كانت تنتظرنا بشكل مختلف عنهم، حيث انتظرت قدومنا أمام باب المنزل وعيناها تفيضان بالدموع وعكس صوتها ما تقاسي هذه العائلة من الفقر والحرمان.
وبسؤالنا لأم محمد عمّا تعانيه مع أفراد عائلتها أجابت قائلة: «ربما لسنا الوحيدين الذين نعاني من الفقر في البحرين، وربما تكون الصدمة هي الأقوى على المواطنين عندما يشاهدون صور هذا المنزل وإن صح تسميته بمنزل، فهل يمكن أن ننكر أننا في بلد خليجي وخيراته تعم الجميع كما يتصور البعض، لهذا أنا أدعو الجميع لزيارة المنزل ليرى كيف تقاسمنا الفئران بعد أن تخرج من جحورها، وليرى كيف أن المنزل مشيد من الطوب والطين القديم».
وتضيف «كنت أعمل عاملة للتنظيف بإحدى المدارس الحكومية وتقاعدت حتى أقوم بتربية أولادي، حيث لدي العديد من البنات وثلاثة من الأولاد؛ أحدهم أصيب في حادث مرور بليغ أدى لعجزه عن التحرك بشكل طبيعي، والآخر عاطل عن العمل، وأما الثالث فقد فصل مع موجة المفصولين في الأحداث الأخيرة، ولذا لا أعلم عن أي شيء أتكلم وبأي أسرار أبوح بها إليكم، فهل أتكلم عن عدم هدم وتشييد منزلنا على رغم أنه آيل للسقوط، أم أتكلم عن عدم وجود كهرباء في المنزل، ما جعلنا نقوم بتوصيل أسلاك كهربائية من المنزل المجاور حتى تصلنا الكهرباء».
وتتابع أم محمد «ووسط كل هذه الفوضى وطاحونة البلاء التي باتت تنخر بأجساد أحفادي أتمنى من المسئولين في الجهات المعنية إنهاء ملف الفقر لأنه من أهم الملفات التي كانت ومازالت عالقة من دون حل في مختلف المناطق والقرى بالبحرين، من يتفقدنا وينقدنا وينتشلنا مما نحن فيه غير الله سبحانه وتعالى وأصحاب الأيادي البيضاء»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3431 - الأحد 29 يناير 2012م الموافق 06 ربيع الاول 1433هـ