اصدارات جديدة: الهوية والهويات
الكتاب: الفرد – الزمرة – المجتمع
الكاتب: كاثرين البيرن وجان كلود روانو
ترجمة: الدكتور اياس حسين
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب / دمشق
عدد الصفحات: 447 صفحة من القطع الكبير
شبكة النبأ: للهوية علاقة بالتطابق مع الذات عند شخص ما او جماعة اجتماعية ما في جميع الازمنة وجميع الاحوال،، فهي تتعلق بكون شخص ما او كون جماعة ما قادرا او فادرة على الاستمرار في ان تكون ذاتها، وليس شخصا او شيئا اخر.
وقد يمكن اعتبار الهوية خيالا، يراد منه ان يضفي نموذجا او سردا منتظما على التعقيد الفعلي والطبيعة الفياضة لكل من العالمين النفسي والاجتماعي.. ويتركز سؤال الهوية على تاكيد مباديء الوحدة في مقابل التعدد والكثرة، والاستمرار مقابل التغير والتحول.
ما يحظى بالاهتمام هو رعاية الذاتية او تقويم الهوية الشخصية مع الحرص على التطابق مع الذات واستمرارية الفرد... والمثير ان معجم اكسفورد الانكليزي بيّن ان الاستعمالات الاولى للمفهوم في ما يتعلق بالفرد لم تحصل الا في القرن السابع عشر.
في هذا الوقت جاءت الى الوجود ما يسميها ستيوارت هول ب (ذات التنوير) استنادا الى مفهوم عن الشخص الانساني باعتباره متركزا تماما وفردا موحدا، منح قدرات العقل والوعي والفعل.. فكان المركز الجوهري للذات هو هوية الشخص.
لقد تم تلطيف مبدأ العقلية، اي فكرة الهوية الشخصية باعتبارها (التطابق العقلي مع الذات) خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.. فصارت الذات في السير الذاتية تنحو الى الانتظام حول مجموعة من الصفات الثقافية الاخرى، كالخاصية والشخصية والتجربة والموقع الاجتماعي واسلوب الحياة.. على انه اذا وجدت تحولات دالة في معايير التميز الفردي، فان مباديء وحدة السير الذاتية وتماسكها واستمراريتها وحتى تراكمها عبر الزمن بقيت مركزية بالنسبة الى مشروع السيرة الذاتية.
في بعد اخر، يعنى سؤال الهوية بطرق محددة في تخيل جماعات اجتماعية وتاسيسها والانتماء الجماعي لها.. في حالة الهوية الجمعية يمكن القول ايضا ان مباديء الوحدة والاستمرارية قد وضعت في الصدارة.. وعمل منطق الهوية لصالح الكمال والتماسك في ضوء العلاقة بما صار يعرف على انه الذات الجمعية.
اولا تم تصور الجماعة بوصفها كيانا منسجما متجانسا، وامة ذات جوهر مشترك، انكر تعقيدها الداخلي وتشعبها، اذ كانت الصور الغالبة تنتمي الى عائلة قومية وجسد واحد ودم مشترك ووطن للجميع.
وثانيا كانت الجماعة تريد المحافظة على ثقافتها وتراثها وذكرياتها وقيمها وطابعها وبالذات على فرادتها عبر الزمن، وتنكر واقعية التغير والانقطاع التاريخيين، فاضفيت قيمة ايجابية على الاستمرارية بين الاجيال والقوة الاخلاقية للتراث.
تمثلت الحالة النموذجية لهذا المفهوم المحدد عن الثقافة الجمعية في الدولة القومية، ومثال ما سماه بندكت اندرسون ب (الجماعة المتخيلة) وهي مرة اخرى ابتكار ثقافي جديد نسبيا.
في هذا الاطار انحصر سؤال الهوية في بعد الانتماء، وعدّ الانتماء الى مثل هذه الجماعة – اي الى ثقافة مشتركة – الشرط الاساس للتعبير عن الذات وتحقيق الذات.. وكما يعبر دايفد ميلر فان مثل هذه الهوية (تساعدنا في ان تضعنا في العالم).. فتخبرنا من نحن ومن اين جئنا وماقمنا به.
واذا كان هذا يقترح المعنى واللجوء الى الهويات الجمعية بالنسبة الى من ينتمون اليها، فان علينا ايضا ان نعرف الاساس العقلي للوحدة الجمعية التي يتماهون بها لان الهويات روابط حاسمة يحافظ صناع الدول على مرور رعاياهم السياسيين بها.. ووجود شخص يمتاز بالتماسك الذاتي ويمتلك هوية هو نتاج عملية تاريخية معينة، الا وهي عملية تشكّل الامة الحديثة.
جاء الكتاب على ثلاثة اقسام وعشرة فصول
القسم الاول: الفرد
الفصل الاول: اسس الهوية الشخصية
الفصل الثاني: الهوية الشخصية والمعايير الاجتماعية
الفصل الثالث: الهوية وتشييد الذات
القسم الثاني: الزمرة
الفصل الرابع: اطر الانتماء
الفصل الخامس: البيئات الاجتماعية الاولية
الفصل السادس: الزمر المهنية
الفصل السابع: منطق الجاليات
القسم الثالث: المجتمع
الفصل الثامن: الثقافات والهويات
الفصل التاسع: الامة كاطار هوياتي
الفصل العاشر: النزاعات والاستراتيجيات الهوياتية
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/آيار/2012 - 13/جمادى الآخر/1433