عَودةً إلى وزارة الكهرباء!
انقطعت الكهرباء عن بيتنا قبل يومين، وما ان اتصلنا بالخط الساخن، حتى بادر الأخوة بحل المشكلة، وما هي الاّ نصف ساعة ورجعت الكهرباء في دارنا، وقد اتصل بنا الموظّفون المسئولون عنها، ولم يرتاحوا حتى تأكّدوا من انّ البيت ينعم بالكهرباء.
وفي حديث مع أخوة آخرين يشتغلون في هذه الوزارة، سألناهم عن أحوالهم وعن حوافزهم وترقياتهم، وشكروا في هذا الموقف وكيل الوزارة الشيخ نوّاف الخليفة كثيرا على تعاونه وتعامله بأفضل الطرق معهم، ولكنّهم أخبرونا بأنّهم مازالوا يعانون من المشكلة ذاتها.
فمن تعرّض الى تحقيق أو ورد اسمه في تحقيق أو كان من تلك الطائفة أو ذهب الى ذلك المكان (...)، فانّه لا يحصل على ترقيته التي هي من حقّه، ولا على حافزه ولا على مكافأته، ولكأنّ التحقيق (قرآن) لا يتغيّر حسب الظروف الموجودة!
اننا ننعم بالكهرباء، ولكن أهل الكهرباء يشقون اليوم في وظائفهم، يعملون كالنحل، ويتواصلون مع الشعب من أجل تأمين عدم الانقطاعات، خاصة في هذا الشهر الفضيل وفي «عز» الحر، وليس لهم الاّ الدعاء من أجل الحصول على الحافز أو الترقية البسيطة، التي تُدخل 10 الى 30 دينارا في الحساب.
انّه مبلغ زهيد، ولكنّه سيفي بأغراض أخرى يعلمها الله، وهذه هي أرزاقهم، فالويل من قطع الأرزاق، التي حذّرنا الله من قطعها، وهي مخالفة صريحة لمبادئ الانسانية والعمّال، وكيف لنا العمل والاستمرار والتحسين، ونحن لا نحصل على فتات حقوقنا؟!
هذه الحقوق لابد أن تُرد الى أصحابها، فالترقيات والحوافز والمكافآت، كانت ومازالت أداة تشجيع للموظف، الذي أفنى عمره في العمل داخل دولة المؤسسات، ولم يكلَّ أو يمل ممّا يؤديه، فالواجب أملى عليه عدم التخاذل والتأخّر.
كلّ «العشم» اليوم في سعادة الشيخ نوّاف الخليفة، الذي هو عند حسن ظن موظّفيه، والذي لم نعهد منه الاّ الخير، فهل يستطيع مساعدة هؤلاء على الحصول على حوافزهم وترقياتهم أم انّه من الصعب تغيير ما تمّ بسطه خلال الأحداث؟!
ولنتذكّر في نهار رمضان بأنّ الله عادل، ولا يرضى الا بالعدل والاحسان، وينهى عن سلب حقوق الناس بدافع التأديب أو ارضاءً للآخرين، وها نحن نحاول المصالحة والتحاور في شئوننا من أجل خير البحرين، فلنبدأ بارجاع ما كان حقّاً في يوم من الأيام، وأصبح نهباً هذه الأيام.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3629 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ