لماذا يا وزارة الصحة؟

سوالف

لماذا يا وزارة الصحة؟

الأحد 04 أغسطس 2013
إن القضية التي نطرحها اليوم قضية غاية في الأهمية، وتتعلق بفشل بعض المراكز الصحية في تأهيل موظفات استقبال وكّتاب، يملكون الخبرة العلمية الكافية والمعلومات الطبية الأولية، وقادرين على رفع المستوى الصحي والخدماتي، والواضح لنا أن هناك تباينا في المستوى الإداري بين المراكز الصحية في البحرين، فكثير من الأمور التي تعتبر مشاكل في هذا المركز، قد لا تعني شيئا في المركز الآخر.

كما يدهشنا أشد الدهشة أن وزارة الصحة لم ترد على ما كنت قد كتبته في هذه الزاوية الأسبوع الماضي عن موظفة استقبال في مركز كانو الصحي التي رفضت إدخالي على الطبيب بحجة انني من قاطني مدينة عيسى وليس من الرفاع، مع أن حالتي كانت صعبة جدا، حيث كنت أشتكي من ألم شديد في اصبعي بعد سقوطي في المنزل وحينها كنت قادما من مدينة حمد قاصدا مركز أنجنير الصحي، ولكنني لم أستطع مواصلة القيادة لمدنية عيسى وفضلت أن أذهب إلى أقرب مركز صحي، وعندما شرحت لها الأمر بعدم استطاعتي مواصلة قيادة السيارة وأنا بهذا الوضع ويجب إدخالي على الطبيب ليفعل ما يراه مناسبا، رفضت طلبي وكأن علاج أبناء المناطق الأخرى محرما في هذا المركز!.
ومن مركز كانو الصحي أنقل إليكم يا سادة في وزارة الصحة.. يا مكتب علاقات عامة يفترض أن يُطلع الوزير على كل ما يكتب في الصحف من مشاكل المواطنين. أنقل إليكم ما حدث أمامي في كونتر استقبال مركز أنجنير الصحي بعد الإفطار. إذ كان يفترض أن تتواجد الموظفات في الكونتر في تمام الساعة السابعة والنصف لمباشرة المراجعين والمرضى، ولكنهن تأخرن مما جعل المراجعين في حالة استياء، وبعد كل هذا الانتظار، رفضت إحداهن إدخال امرأة مع طفلها على الطبيب ولا أذكر ما هو السبب، ولكن هذا التصرف جعل المرأة تثور وتوجه كلاما لاذعا لموظفة الاستقبال، إذ قالت لها بالحرف. “ننتظر طويلا ومع ذلك لا تدخلوننا على الطبيب..”!.
والأنكى من ذلك أن بعض الموظفات ينشغلن في الهواتف النقالة وأمام المرضى والمراجعين، فالواحدة منهن تأخذ بطاقة مريض وتسجلها وتترك المريض الآخر وتعود لهاتفها النقال أو ثرثرتها مع زميلتها، ومن ثم تعود للمريض.. وهكذا.
إنها حالة استفزازية شديدة لا يمكن القبول بها أبدا في أي صرح طبي، واستهتار وتصرفات غير لائقة في حق المرضى من المواطنين والمقيمين ويجب أن تتخذ وزارة الصحة إجراءات سريعة لمعالجة هذا الأمر الخارج عن المهنية والخلق.. لا نهدف إلى إلحاق الضرر بأية موظفة استقبال، ولكننا نطالب بإصلاح هذا الاعوجاج حتى يقمن بدورهن على الوجه الأكمل.
وفي اعتقادي الشخصي ان السبب في “بلادة” هؤلاء الموظفات واستهتارهن لا يكمن في كون هؤلاء الموظفات لا يملكن شهادات... لا.. وإنما بسبب الأمور الإدارية والروتينية في بعض المراكز الصحية التي تحد من متابعة الموظف وتقييمه بشكل دوري والإشراف عليه بصورة صحيحة، فالملاحظ أن كل الاهتمام في المراكز الصحية ينصب على الكادر الطبي، أما الأقسام الأخرى فهي مهملة أو لا تلقى الاهتمام اللازم من قبل إدارة المركز!.
إن التخصص في مهنة موظف استقبال في المراكز الصحية وفي هذا الميدان بالذات من الأمور المطلوبة والتي تحتاج إلى رعاية واهتمام بنفس الاهتمام بالكوادر الطبية وتقييمها باستمرار، لذلك نتمنى من الإخوة في وزارة الصحة إطلاعنا على كيفية تأهيل هؤلاء الموظفين والموظفات، ونوعية الدورات والبرامج التي يلتحقون بها، أم سنترك كصحافة هذه المرة أيضا دون إجابة ولا توضيح؟!!.