الشاب الجفيري... بث معاناة «السكلر» بصوته قبل شهرين وراح ضحية المرض
الفقيد حسين الجفيريتصغير الخطتكبير الخط
الوسط - علي الموسوي
نشر قبل نحو شهرين عملاً فنياً بصوته، بث فيه آهات ومعاناة مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر)، الذي هو واحد منهم، ولم يكن يعلم أنه بعد هذين الشهرين، سيكون هو الضحية التالية للمرض، فكأنما أراد أن يتوّج نهاية حياته بعمل يبقى سنين طويلة، ويكون شاهداً على أن مرضى السكلر قادرون على الإبداع، والتميّز، من خلال المواهب التي يمتلكونها.
ذلك هو الشاب حسين الجفيري، الذي راح ضحية مرض السكر فجر يوم الثلثاء الماضي (18 يونيو/ حزيران 2013)، بعد أن انتكست حالته الصحية خلال وجوده في مجمع السلمانية الطبي، وفارق الحياة، ليكون هو الضحية 14 بالمرض خلال العام الجاري.
الشاب الجفيري، الذي فارق الحياة حاملاً معه 22 عاماً من حياته مريضاً بالسكلر، هو مغني راب، بث على موقع «يوتيوب» قبل نحو شهرين، أغنية مصورة عن مرض السكلر، عرّفها بأنها «أغنية يتم سرد فيها واقع مرضى السكلر (فقر الدم المنجلي) - الأنيميا الحادة ومعاناة مرضى السكلر في البحرين، وهذا العمل هو صوتي وصوتك لإيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن». وتبدأ الأغنية المصورة برفض إهمال وزارة الصحة بمرضى السكلر، إذ جاء في أول شريحة بعد التعريف بالأغنية «لا لإهمال وزارة الصحة».
الأغنية التي مدتها دقيقتان و45 ثانية، وشاهدها 7300 شخص خلال شهرين، تبدأ بحمد الله، فيقول الفقيد الجفيري فيها: «الحمد لله على المشقة والعناء، أشكر ربي على نعمة الابتلاء، من صبر أيوب يستمر الصبر، ما يحنيني هالمرض وراضي أنا بالقدر، أون بصلابة بليالي الظلام، أبني أحلام على أوهام، معاناة وليالي ألم والجسد تآكل من الآلام».
وتمكّن الفقيد من تصوير حالة مرضى السكلر، ووضعهم اجتماعياً، عندما قال: «مقصي من المجتمع بحجة الإصابة، بردان خايف تايه بوسط غابة، مستقبل مجهول بين حياة وبين قبر، شخص من انخلق عايش بغابة».
ولم يغفل الاتهامات التي وجهها أطباء لمرضى السكلر بأنهم مدمنون، إذ يشير إلى ذلك بقوله: «ما عشت الطفولة بس كل اللي أذكره، أضواء المشافي والسيلان والإبرة، واتهام بالإدمان من قبل الأطباء، فرجها يا مسهل بحق النبي والعترة».
ولا يَعتبر الجفيري أغنيته لأنه فرح ومسرور، بل لأنه حزين ومتألم لفقد مرضى السكلر، هذا ما يتضح عندما قال في أغنيته: «غنائي مو من فرح، غنائي من حزن، حسون تعال المقبرة مريض بيندفن، حياتنا تندفن طموحاتنا صارت مسجونة، رسائل مكدسة وشكاوى من الإهمال تتعفن».
كما يصوّر في الأغنية الرفض الذي يلقاه مرضى السكلر عندما يتحدثون عن الألم، فيقول في آخر مقطوعة من أغنيته: ما يبونه نتكلم وعلى الظلم يبونه نتأقلم، صرنا نتألم ومن الألم نتعلم، نهايتنا وين والحلول شبه معدومة، نسبة الوفايات تزيد ولا أنا أتوهم». في آخر شريحة من شرائح الفيديو، يضع الفقيد حسين الجفيري عناوين التواصل معه على البريد الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه سرعان ما غادر عن الحياة، ليبقى هذا العمل تتويجاً لآخر إنتاجاته الفنية.
لمشاهدة ملف الفيديوصحيفة الوسط البحرينية - العدد 3941 - السبت 22 يونيو 2013م الموافق 13 شعبان 1434هـ