«الصحة»... أطباء بدون رواتب... ومرضى ينتظرون الموت
- [ltr][/ltr]
- [ltr]مالك عبدالله ... .[/ltr]
- [ltr]malik.abdulla [at] alwasatnews.com[/ltr]
تصغير الخطتكبير الخط
هناك جملة تنتشر بين المواطنين خصوصاً أثناء مراجعتهم المراكز الصحية ومجمع السلمانية الطبي عند سؤالهم عن أحوالهم وصحتهم «جئتُ مع المريض وأصبحت أنا مريضاً أيضاً»، هكذا باختصار هي حالة وزارة الصحة والمراكز الصحية ومجمع السلمانية الطبي «بدون صحة».
يتساقط مرضى السكلر واحداً تلو الآخر وبشكل متسارع عن السابق، وأطباء بلا رواتب وكوادر يتم التنكيل بها وأجانب يزداد عددهم وشكاوى لا حصر لها، وفي النهاية الأمور كلها (ماشية) في السليم، لأنها «بدون صحة».
يقول الرسول الأعظم (ص) في حديث شريف (أعطوا الأجير أجره «حقه» قبل أن يجفّ عرقه)، والحديث واضح لا يحتاج إلى شرح أو تفسير وأعتقد أنه من الأحاديث المشهورة بين الناس بل إن أي مسئول يجب عليه أن يحفظه من أجل أن يطبق ما جاء فيه من توجيه سماوي تؤيده قوانين الأرض لأنه ينطلق من العدل.
ولكن تعالوا معنا للواقع، تصوروا أن أطباء بدون رواتب، نعم هو حال عدد من الأطباء الذين ظلوا لفترة طويلة بدون رواتب، وحتى بعد انتهاء محاكمتهم وبدلاً من صرف التعويض لهم وصرف مستحقاتهم السابقة بالكامل تمتنع وزارة الصحة ومسئولوها مع ديوان الخدمة المدنية عن صرف رواتب هؤلاء الأطباء في مخالفة صريحة لكل قيم السماء والأرض والقوانين الدولية والمحلية.
هل يمكن لمسئولي وزارة الصحة أن يبلغونا عن سبب عدم صرف رواتب هؤلاء الأطباء الذين يعملون كبقية زملائهم؟ طبعاً ليس هناك سبب سوى أن ذلك هو قطع للرزق ومخالفة لكل القيم، وهذه مخالفة يجب محاسبة المسئولين عنها فهي نوع من أنواع الفساد.
هل من الممكن أن يستغني أحد هؤلاء المسئولين عن راتبه لشهر واحد؟ بل هل يمكنه أن يستغني عن جزء من راتبه؟ إن ما يمارس ضد هؤلاء الأطباء وغيرهم في عدد من المؤسسات إنما هو قطع للرزق. وسنرى إن كان لدى المسئولين في وزارة الصحة أو في ديوان الخدمة المدنية أي إجابة تستند للدستور والقانون وقبلهما قانون السماء.
وفي جانب آخر، وفي زاوية أخرى، هي زاوية مظلمة تزداد فيها الظلمة مع مرور الوقت ومع سقوط المزيد من الضحايا، هي قضية مرضى السكلر، هذه القضية لو كانت في دولة مؤسسات وقانون لترتب عليها في أقل تقدير عشرات من لجان التحقيق، لكن مجلس النواب العظيم وبدلاً من التحقيق في حالات الوفاة على مدى سنوات جاء باقتراح تشكيل لجنة التحقيق في صرف المورفين لمرضى السكلر، ورغم أن هذه لجنة مهمة لمعرفة التجاوزات لكن أليست أرواح عشرات الأشخاص أهم بكثير.
علاج مرضى السكلر كان ولايزال يعتمد ولسنوات طويلة على المهدئات فقط لا غير (كما هو حال موازنتنا العامة تعتمد على النفط مع كثرة التصريحات عن تنويع مصادر الدخل)، فالمطلوب هو البحث عن علاج حقيقي وتشكيل فريق متخصص بدراسة العلاج الأمثل للآلاف من المصابين بهذا المرض بدل جعلهم ينتظرون دورهم في الموت.
إن ما يجري بحق مرضى السكلر هو زاوية واضحة لغياب التخطيط في البحرين.
مالك عبدالله
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3941 - السبت 22 يونيو 2013م الموافق 13 شعبان 1434هـ