خطاب التحريض الفاشي ضد الآخر
- [ltr][/ltr]
- [ltr]منصور الجمري ... رئيس التحرير[/ltr]
- [ltr]editor [at] alwasatnews.com[/ltr]
تصغير الخطتكبير الخط
منطقتنا تغلي حالياً في كل بلد تقريباً، ونجد أن التحريض الفاشي على الكراهية والقتل يخلق دوامة من التصعيد الذي يأتي بعواقب ربما تكون «غير مقصودة». وسواء كان ما يحدث نتيجة لتخطيط واعٍ أم أنه جنون اعترى من كانوا في يوم من الأيام يعتبرون من العقلاء، فإن النتائج المترتبة على ذلك قد تكون وخيمة جداً. وعندما نتابع ما يقوله أو يكتبه البعض فلا نجد سوى تحريض على الآخر، وهو تحريض مبني على خطاب متطرف يسعى إلى تأجيج نيران الطائفية والعنصرية من أجل الاستهلاك الشعبي.
إن التحريض ضد الآخر يستخدم حالياً كل الوسائل المتاحة، وبأساليب غير إنسانية، وهو تحريض على كل شيء، سواء كان حقيقياً أم متوهماً، فالمهم بالنسبة لمن جنَّد نفسه في خدمة أجندات جاهلية هو تحطيم الآخر بأي وسيلة انتقامية ممكنة. ومن المؤسف له أن تنتشر هذه الثقافة على كل المستويات.
قبل مئة عام كانت منطقة البلقان في أوروبا هي مهد التحريض، وكانت الخلافات هناك تشتعل مع ازدياد نفوذ دعاة الكراهية، وامتدت تلك الخلافات آنذاك إلى القتل والرمي من المباني، ومن ثم جرت معها تحالفات إقليمية تسببت لاحقاً في حرب عالمية، أطلق عليها الحرب العالمية الأولى، أكلت الأخضر واليابس وراح ضحيتها الملايين من البشر.
التحريض الحاقد على الآخرين يبدأ صغيراً ويتوسع باستخدام ما يتوافر من سلطات وإمكانات للفاشيين الذين يحرضون على الآخرين، ومن ثم يتحول التحريض إلى صدامات، وإلى قتل، وبعدها إلى انتقامات متبادلة، وثم تهديدات إقليمية، ثم يتحول كل ذلك إلى صراع دولي.
العواقب المأساوية لخطاب التحريض والكراهية كثيرة، وبعضها ماثل أمامنا محلياً وإقليمياً، وهذه العواقب ستزداد ويعمّ شرها كل مكان ما لم يحدد كل منا خياره، من أجل خلق بيئة تعددية تقبل بالآخر وتتعايش معه، وتتجاوز أولئك الذين يعيشون في زمن الجاهلية.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3944 - الثلثاء 25 يونيو 2013م الموافق 16 شعبان 1434هـ