انتظرونا بعد رمضان!

انتظرونا بعد رمضان!

قاسم حسين
قاسم حسين ... كاتب بحريني
Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com


إننا نعلن للجمهور الكريم عن تجميد كافة فعالياتنا السياسية والدبلوماسية وتحركاتنا الجيوبوليتيكية خلال شهر رمضان.

طبعاً هناك أهداف استراتيجية من وراء تجميد أنشطتنا وتحركاتنا في شهر رمضان، باعتبارنا أكبر تجمع سياسي وطني مختلط في الساحة، وهو ما سينعكس حتماً على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البحرين.

لقد أعلنّا تدشين هذا التجميد بداية الاسبوع الجاري، وذلك بتأجيل تسليم العريضة الشعبية التي تطالب بسحب السفير الأميركي غير المرغوب فيه، واستبداله بسفير آخر مرغوب فيه. فقد ارتأينا أن الوقت غير مناسبٍ لإرسال هذه العريضة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، للمطالبة بسحب سفيره من المنامة، بسبب تدخله الدائم في شئوننا الداخلية، ومحاولة فرضه آرائه وتوجّهاته ورغباته على الحكومة وعلى المعارضة وعلى جمعيات تجمع الفاتح.

إننا نعوّل كثيراً على إرسال هذه العريضة إلى أوباما، لأنها ستغيّر من ميزان القوى الاستراتيجي، وستؤثر على مواقف الكونغرس والخارجية الأميركية، ولذلك نحن غير مستعجلين في إرسالها، والعجلة من الشيطان، وقد رأينا تأجيلها إلى ما بعد عيد الفطر.

هناك هدفٌ آخر، من وراء التأجيل، وهو إتاحة الفرصة للإدارة الأميركية لتغيير سلوكها العدواني تجاهنا، فقد سبق أن وجّهت إلينا إهانةً بإلغاء الموعد المضروب مع مبعوثها لدى المؤتمر الاسلامي، حين زار البلاد. وهو أمرٌ لن نغفره إطلاقاً للولايات المتحدة ورئيسها المتشدّد باراك أوباما.

وعملاً بمبدأ الشفافية وحقوق الانسان، لابد من أن نعترف لجماهيرنا الوفية بأن هناك سبباً آخر لتأجيل تسليم العريضة إلى أوباما، وهي جمع أكبر عددٍ من التوقيعات، خلال هذا الشهر، لأن العريضة لم تنل نصيبها من الاهتمام الإعلامي والشعبي، كما لم تهتم الصحف المحلية بتغطيتها أو التعريف بأهميتها والإشادة بها. حتى كتاب المقالات المحسوبين علينا لم يكترثوا بها، وهو أمرٌ مؤسفٌ للأسف الشديد!

وفي هذه المناسبة، ندعو جماهير تجمعنا الكبير، بمختلف طوائفه، السنية والشيعية، العربية والأجنبية، المسيحية واليهودية، البوذية والهندوسية، أن يقفوا جميعاً صفاً واحداً، للتوقيع على هذه العريضة التي نأمل أن تلقّن الإدارة الأميركية درساً لن تنساه، وتسفر في النهاية عن طرد السفير الأميركي.

إننا متأكدون أنه سيخرج بعض الأشخاص المغرضين والمحبِّطين ليشكّكوا في توقيع العريضة، وسيقول بعضهم: كيف فشلتم في تحقيق زيادة الرواتب 15 في المئة وتُمنُّون الناس بطرد سفير دولة عظمى؟ لا عليكم من هذا الكلام، فهذا موضوع وذاك موضوع، ولا يجب الخلط بين السياسة والاقتصاد! ويجب عدم الالتفات إليهم لأنهم بلاشك إما أن يكونوا خونةً أو مندسين أو أصحاب أجندات خارجية.

إن علينا أن نستنفر كل قوانا لجمع أكبر عددٍ من التوقيعات خلال رمضان، لإنجاز أكبر عريضة في التاريخ، ستجبر حتماً أوباما على سحب سفيره، وتغيير قواعد اللعبة الدبلوماسية التي ينتهجها في البحرين ومنطقة الشرق الأوسط... وإلى الأبد.

قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3961 - الجمعة 12 يوليو 2013م الموافق 03 رمضان 1434هـ