القلق العراقي المشروع؟
علي حسين عبيد
شبكة النبأ: تساؤلات كثيرة يطلقها العراقيون، في الشارع، والمقهى، والصحف، والمواقع الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، كلها عبارة عن اشارات واضحة، تعبر عن قلق متواصل على حاضر ومستقبل البلد، تؤكد هذه التساؤلات ان هناك جهات دولية واقليمية تستهدف العراق شعبا وتاريخا وثروات، فتبث فيه اليأس، والتفرقة، واثارة النعرات، والفوضى، لكي يسهل لها السيطرة عليه الى اقصى حد ممكن.
لذلك في هذه المرحلة الحساسة التي يحاول العراقيون اجتيازها بأقل الخسائر، تظهر بينهم بوادر قلق واضحة وعميقة، تؤكد خوفهم وقلقهم على وطنهم، إذ تتصاعد الاصوات هنا وهناك على أهمية حماية العراق، وطنا وارضا وشعبا وتأريخا، خاصة أن المراقبين يلاحظون بوضوح، حالة الفوضى السياسية التي تضرب البلد بقوة، وتحاول ان تبث في ربوعه حالة من التشرذم والتفتت لكي تسهل السيطرة عليه.
من الواضح ان المسعى الجاد لحماية الوطن، لا يمكن تحقيقه بالكلام الذي يطلق بشكل متناثر هنا وهناك، ولا يمكن أن تُسهم حالات التسقيط المتبادلة بين السياسيين وغيرهم، في ترصين الخط الوطني الحقيقي الذي يسعى الى جعل العراق دولة مدنية قوية، قادرة على استثمار خيراتها وثرواتها وكفاءاتها بما يعود بالخير على ابناء العراق ومكوناته كافة.
لذلك ليس هناك حل آخر سوى وضع أسس وطنية واضحة يتفق عليها الجميع، ويشترك في بلورتها كل من يشعر انه معني بحماية هذا الوطن، كونه يشكل حاضره و مستقبله هو واولاده واحفاده، وهكذا ينبغي التحرك بقوة و وضوح نحو بلورة اسس واضحة، تشكل خط الانطلاق للعمل على حماية العراق، وتستثمر المسعى الوطني الجاد لتحقيق هذا الهدف.
ولابد اولا من فهم المخطط المحاك ضد العراق، ومعرفة الجهات التي تقف وراءه، ومطلوب من الجهات المعنية ان تبث الوعي بين الجميع، من اجل النهوض مجددا في بناء دولة قوية، تردع الطامعين وتفشل اهدافهم، إذ تبدو حالة خلط الاوراق في ساحة العمل السياسي هي المؤشر الاشد خطورة في الوضع العراقي، ولا يختلف اثنان على ان الاسلوب الذي يهدف الى بث التفرقة بين العراقيين هو الاشد وضوحا من سواه في الساحة، حيث تسعى قوى دولية واقليمية الى بث الفرقة بين العراقيين، في مختلف المكونات السياسية والاثنية والدينية والمذهبية والمناطقية، بحيث تحاول هذه الجهات استغلال ادق حالات الخلاف بين العراقيين، لتثيرها وتعمقها اكثر فأكثر، من اجل تعميق حالات الخلاف، والقضاء على اية بؤرة يتجمع حولها العراقيون، لينطلقوا منها في فعل ومسعى جاد يهدف الى توحيد الصفوف والوقوف بوجه اساليب التفرقة التي يسعى الى بثها الاعداء.
إن المهم في هذه المرحلة ان يعي العراقيون جميعا، أهمية وحدتهم، واهمية التقارب والانسجام بين المكونات المختلفة للشعب، وأن يتم تنمية المواطنة وجعلها الجامع المشترك لكل العراقيين، كذلك لابد من معرفة الجهات المعادية لهم، حتى يتم التعامل معها بالطرق الملائمة، فعندما تعرف من هو عدوك، وما هي اساليبه، سوف يسهل عليك مقارعته.
وكلنا نتفق ان بث التفرقة بين العراقيين سوف يسهّل للاخرين سرقة ثرواته واعاقة تقدمه، فضلا عن جعله يعيش في دوامة دائمة من الصراعات والخلافات التي تزيد من الضغينة والحقد والاحتراب بين ابناء الوطن الواحد، وهذا تحديدا هو الهدف الذي يسعى اعداء العراق الى تحقيقه على مدار الساعة، لان ولادة ارادة قوية تقود العراق وتوحده مع الابقاء على الخصائص والمعتقدات كافة، أمر يرعب اعداء العراق، لانه سوف يحرمهم من سرقة ثروات هذا البلد الغني، ويحد من اطماعهم، فضلا عن افشال اهدافهم وحساباتهم الدولية التي تصب في حماية مصالحهم، لذا علينا ان نعرف بوضوح من يريد تدمير العراق ولماذا؟، وهي مهمة ومسؤولية الجميع، طالما أن الامر يعني العراق بجميع أطيافه ومكوناته.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/تموز/2013 - 18/رمضان/1434