باختصار
الرد الإيراني في الخليج
النفط بالنسبة لأوربا قضية حياة أوموت، تلك القارة العجوز بحاجة لكل نقطة نفط مهما كان ثمنها، لكن اللافت أنها صنعت قرارا ضد واقعها الحياتي، وهو يحصل لأول مرة حين فرضت حظرا على النفط الإيراني الذي هي بأمس الحاجة اليه. كأنما عاقبت أوروبا نفسها على تلك الخطوة التي من المؤكد أنها جاءت بناء على ضغط أميركي فيه الكثير من السذاجة اذا عرفنا ان مساحة الحراك الإيراني النفطي واسعة تماما.
لم يتوقف أحد عند القرار الاوروبي الذي غطى عليه التهديد الإيراني للأميركي بعدم العودة العسكرية الى مياه الخليج.. لا يقدم الإيرانيون على قرار كهذا وفي الكثير من روح التحدي والإصرار والجدية، لولا التعريف بقوتها العسكرية التي باتت تسيطر على كل نقطة في مياه الخليج وصولا الى ما هو أبعد. التهديد الإيراني للأميركيين هو الحد الأقصى لتصرف إيراني استطيع القول إنه مدروس بعناية، وهو يدخل ضمن الاستعدادات الإيرانية لمنع أية قوة مهما كانت من ولوج مياه الخليج، خصوصا الأميركي الذي اعتاد على اعتبار جميع البحار في العالم مياهه، وجميع العالم بأسره مسرحا لقواته ولنفوذه السياسي والعسكري والمالي وغيره.
عض الأصابع دخل مرحلته الملتهبة، فلا الأميركي بمتنازل عن وجوده في تلك المياه الساخنة بل الحارة، خصوصا في دعم قواعده العسكرية المتواجدة في مناطق عدة في دول الخليج، ولا الإيراني بقابل التنازل عن حقه في احتكار المنطقة التي يتقاسمها ودول الخليج لكنه كقوة عسكرية متقدمة بات يطرح الأمر وكأنه حامي الحمى والذي رشح نفسه لدور حماية تلك المنطقة من موقع الرد على الضغوط بضغوط، بل الوصول الى حالة المنع التي يرى فيها الأميركي ولأول مرة اشارة قصوى في التحدي الأمر الذي قد يرد عليه بتحد آخر، أي بالعودة الى مياه الخليج لاكتشاف صحة الانذار الإيراني واستعداده في آن معا.
هل دخلت المنطقة إذن عصر التحدي مقابل التحدي، بل هل باتت الجدية الإيرانية قرارا لا رجوع عنه سوف تتحمل تبعاته مهما كانت. لا شك ان الأميركي الذي على تراجع مستمر حسبما أكد بريجنسكي قد لا يعني وصوله السريع الى نقطة التهالك، لكن حساباته المبنية على نتائج وصعه في العراق باتت تؤكد له صعوبة بل استحالة فتح أية جبهة عسكرية في اي موقع في العالم، خصوصا وان معركة رئاسة أميركا قد فتحت وهي تلزم الرئيس أوباما على مضاعفة التهدئة الخارجية ريثما تمر عاصفة الانتخابات الرئاسية بهدوء من أجل التجديد له مرة أخرى.
ومع ذلك هل يجن الأميركي ويعود الى مياه الخليج ام ان المنطقة أقفلت في وجهه ريثما تنحسر عاصفة الانتخابات الرئاسية الأميركية.