سوالف
ضعف النشاط الصيفي في البحرين!
الأربعاء 17 يوليو 2013
الضعف الذي يعانيه النشاط الصيفي في البحرين واضح بسبب فقدان التنسيق بين مختلف الجهات، ولا أعلم كذلك هل تتبع الحكومة خطة محكمة ومفيدة قبل دخول العطلة الصيفية والاستفادة منها قدر المستطاع، أم يترك الأمر للاجتهادات الشخصية سواء في الأندية أم في الجمعيات والمؤسسات؟
ها نحن في العطلة الصيفية، ولم نسمع عن برنامج صيفي متميز لا في الأندية ولا في أي جهة أخرى، وحتى لو كان هناك نشاط صيفي، فبالتأكيد سيكون تقليديا ولا يناسب العصر، إذ معظم الأنشطة تقتصر على التجمعات والرحلات ولا شيء غير ذلك.
كما بودنا أن نسأل: أين هي الاتحادات الرياضية من الأنشطة الصيفية؟ لماذا هي منعزلة تماما عن تقديم أي نشاط صيفي على مستوى عال؟ أين هو اتحاد كرة السلة، ولماذا لا ينظم أنشطة صيفية للشباب؟ وأين اتحاد كرة الطائرة واتحاد كرة القدم والتنس وألعاب القوى وغيرها من الاتحادات الرياضية التي تعتبر الركيزة الأساسية في تنمية قدرات الشباب واكتشاف المواهب ورفد المجتمع بالطاقات. ربما هناك يكون نشاط أو أكثر، ولكننا لا نعرف عنها أي شيء، وهذا بالتأكيد بسبب الفشل في الدعاية والترويح للأنشطة بالشكل المطلوب.
طالعتنا وزارة التنمية الاجتماعية قبل شهر رمضان بجدول فيه مجموعة من الأنشطة الصيفية في بعض الأندية في محافظات المملكة، وهذا جهد جميل ويشكرون عليه، ولكن هذا لا يكفي ولا يمكن أن يشبع كل الرغبات.
وبالطبع، فما أخالني أرى القارئ إلا مستغربا أو حائرا أو سائلا مثلي: أهذه هي الإستراتيجية التي تتبعها الوزارة؟
والشيء الغريب، والذي تحدثنا عنه مرات عديدة هو جمود عدد كبير من أندية البحرين وطلاقها بالثلاث للأنشطة الصيفية وحتى تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية، والاكتفاء فقط بالأنشطة الرياضية، وكأن النادي أُسس للرياضة فقط، عكس ما كانت عليه الأندية في الستينات والسبعينات والثمانينات، حيث كان النشاط الثقافي والفني يأتي في المقام الأول، ومن ثم تأتي الرياضة. أما اليوم، فوضع النشاط الثقافي في أنديتنا محزن للغاية، ويعكس عدم كفاءة القائمين على هذه الأندية الذين يفتقدون للحس والذوق ويبنون إستراتيجيات ضائعة ويسرفون الميزانية في أمور لا تهم الشباب بالشكل المطلوب، وأتحدى أي ناد يطلعنا على ملف خطته السنوية وفيها ميزانية مرصودة لأي نشاط فني أو ثقافي أو نشاط صيفي متميز وليس مجرد نشاط.
للأسف لقد ضاعت الثقافة في الأندية ولم تعد تلك الأندية مكانا رحبا وخصبا لكل من يريد تنمية قدراته العقلية والتزود بالمعرفة والعلم، وهنا يأتي دور المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي عليها بالفعل إنعاش الأنشطة الثقافية والفنية في الأندية.
إن هذه المسألة من الأمور التي يجب أن تتصدى لها الحكومة بأمانة وتعمل بكل طاقاتها وفق مخطط مرسوم للأنشطة الصيفية؛ نظرا لأهميتها ويفترض أن تزيد من جرعتها وإيصالها إلى كل مناطق المملكة أكثر مما هي عليه الآن، فالنشاط الصيفي بالنسبة للشباب والطلاب قضية مهمة لا تقل عن أي قضية وطنية أخرى، وينبغي إعطاؤه أهمية خاصة.