أم يعرب في يوم المرأة العالمي
علياء الانصاري
يستعد العالم للاحتفال بيوم المرأة العالمي والذي يصادف الثامن من آذار، وعلى الرغم من كل الاوضاع والظروف التي يشهدها العراق، فستحتفل نساؤه بهذا اليوم.
برلمانيات وعضوات حكومات محلية، ناشطات مدنيات، سيدات مجتمع، سيقمن الندوات والمؤتمرات والمهرجانات لذلك وسيرافقها الرجل ليقول لها: أنا معك لانصرك واحتفي معك بهذا اليوم الذي خصصته (أمم متحدة)، ليكون يومك.. وسنحتفي جميعا بذلك.
إلا أم يعرب ورفيقاتها... رفيقاتها في درب الفقر والمعاناة والعوز، اللواتي يفرشن مساحة الوطن، بوجعٍ صامت.
أم يعرب، أم لتسعة اولاد اكبرهم في الثالثة عشر من عمره وأصغرهم يبلغ ثلاثة عشر شهرا!! تسكن في المناطق العشوائية او ما يسمى ب (المتجاوزين)، ولا ادري من الذي اطلق هذه التسميات، فهل تعني هم عشوائي الوجود والبقاء، أم هم متجاوزين على الحياة؟! أو متجاوزين على القانون، في ظل دولة تؤمن الحياة الكريمة - حسب القانون - لكل مواطنيها؟!
المهم أم يعرب، مازالت تطبخ لابنائها التسع وأبيهم طعاما في قدر صغير على أعواد خشب (اضطررتُ الى وضع صورته مع المقال).. في بيت يتكون من غرفتين سقط سقف احدهما على ابنتها البالغة من العمر عشر سنوات قبل أسبوعين!
أم يعرب لا تقرأ ولا تكتب وكذلك أبويعرب، وابنائهم اليعاربة جميعهم.. فما أروعنا من أمة تنتج الامية والفقر!
نعم، نحن أمة فقيرة تنتج الفقر والامية والعوز لابنائها، ثم نعلن للعالم بان المرأة قد نالت حقوقها، فهي الآن تجلس في البرلمان وتشارك في المؤتمرات ولها حضور فاعل في كل مكان.
ودليل ذلك ما سيأتي به الثامن من آذار من احتفالات وكلمات وإنفاق أموال لاجل ذلك، حتى نقول نحن نساند المرأة وندافع عن حقوقها، سيحتفي الجميع بيوم المرأة العالمي في نفس الصباح الذي تستيقظ فيه أم يعرب لتضع ماء مع عدس على قدرها العتيد لتطعم أفواه جائعة وفقيرة ولا تجيد القراءة والكتابة.
ولكني لن أكون معهم، سأحتفي انا مع أم يعرب بيوم المرأة العالمي وبطريقتي الخاصة.
تحية لكل امرأة عراقية، مازالت لا تملك غير قدرٍ واحدٍ تضعه تحت السماء لإطعام أولادها السائرين على أرض البترول.
* ناشطة في مجال حقوق المرأة
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 4/آذار/2013 - 22/ربيع الثاني/1434