اغلاق "معبر رفح" معاناة بحاجة الى حل.. أبناء القطاع يدفعون ثمن تدهور العلاقة بين حماس ومصر
[rtl] [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]إغلاق الانفاق والمعبر بدوافع أمنية مصرية[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]يعيش أبناء قطاع غزة في حالة صعبة نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر الذي تفرضه اسرائيل عليهم منذ عام 2007. ومما زاد الوضع تأزماً وقساوة هو قيام القيادة في مصر باغلاق معبر رفح بصورة شبه كاملة إذ لا يسمح بمرور الا الحالات الانسانية الصعبة جداً في حال فتح المعبر لساعات محدودة.[/rtl]
[rtl]اغلاق معبر رفح جاء بذرائع "أمنية"، هذا ما تؤكده المصادر المصرية والفلسطينية، وخاصة بعد أن واجهت قوات الأمن المصرية المتواجدة في سيناء سلسلة من الاعتداءات الغادرة التي أودت بحياة العشرات من العسكريين والمدنيين. وما زالت عملية الجيش المصري في سيناء مستمرة لقطع دابر الارهاب، وهي عملية ليست سهلة، ولكن الجيش المصري يسيطر على الوضع كاملاً، ويحاصر البؤر الارهابية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]اتهامات مصرية[/rtl]
[rtl]هناك اتهامات مصرية لحركة "حماس" بأنها تقف ضد السلطات المصرية الحالية، وضد ثورة 30 يونيو الشعبية، وتؤيد عودة الدكتور محمد مرسي، الرئيس المعزول، الى الحكم مجدداً. وهذا الموقف لحركة "حماس" عبر التصريحات العديدة لمسؤولين في القطاع أو الخارج، وعبر وسائل الاعلام التابعة لها، أغضب السلطات المصرية.[/rtl]
[rtl]واضافة الى كل ما ذكر، فإن "حماس" متهمة بأن عناصرها شاركوا في اعتصام ساحة مسجد الرابعة، وهم الذين شجعوا المعتصمين على الصمود، والتصدي لأوامر اخلاء الساحة.[/rtl]
[rtl]واتهام آخر موجه الى هذه الحركة مفاده أنها تدرب الذراع العسكري للاخوان في مصر، وتشجعه على مقاومة الجيش المصري والتصدي له. وأثار الاعلام المصري اتهاماً آخر مفاده أن "الارهاب" في سيناء يتلقى الدعم والمساندة من داخل القطاع، رغم نفي قادة حماس لذلك، وان عدداً كبيراً من القياديين الميدانيين للحركة أصبحوا مطلوبين لدى الأجهزة الأمنية المصرية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]اغلاق الانفاق في عهد مرسي[/rtl]
[rtl]لقد بدأت عملية اغلاق الانفاق من خلال طمرها بالاسمنت أو بالمياه في عهد محمد مرسي بعد أن كشف الجيش المصري عن أن الانفاق تستخدم لضرب الأمن القومي المصري. ومعبر رفح كان مغلقاً بصورة جزئية، إذ كان يفتح بصورة متقطعة أيضاً بعهد الرئيس السابق مرسي أيضاً. أي أن عملية تشديد المراقبة على الحدود المصرية مع القطاع لم تبدأ بعد ثورة 30 يونيو بل بدأت قبل ذلك بحوالي السنة أو أكثر، مما يعني أن موضوع معبر رفح والانفاق بدأت معالجته مصرياً ليس في عهد وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي، أو في عهد الرئيس الحالي المؤقت عدلي منصور، بل منذ أن بدأ "الارهاب" في ارتكاب اعتداءات على قوات الأمن في سيناء، من قتل واختطاف مما دعا الجيش المصري الى التدخل لحسم هذه المعركة، حتى ان الرئيس السابق مرسي، توجه الى سيناء مع قائد الجيش ووزير دفاعه في ذلك الوقت محمد طنطاوي لتفقد الوضع، وأخذت القيادة المصرية قراراً حاسماً وصارماً وهو أنه لا تهاون مع الارهاب في سيناء.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ماذا يعني اغلاق المعبر والانفاق[/rtl]
[rtl]اغلاق الانفاق يعني أن تهريب أو ادخال البضائع العربية المصرية للقطاع قد توقف الى حد كبير مع أن هناك عدة أنفاق ما زالت تعمل، ويعني أن التجارة بالانفاق قد انتهت. وهذا يعني أيضاً أن الاعتماد تركز الآن على معبر "كرم سالم" الذي تسيطر عليه اسرائيل، والذي تسوّق للقطاع عبره البضائع والمنتجات الاسرائيلية. وقد يكون هذا لصالح اسرائيل، إذ أن الضفة تشن حملة مقاطعة للبضائع المنتجة في المستوطنات، بينما يتم تسويق هذه المنتجات بصورة قسرية في القطاع، أي أن موضوع الانفاق قد وَجـَدَ له حلاً بديلاً ولو أنه مر.[/rtl]
[rtl]أما اغلاق معبر رفح الحدودي فإنه يعني وضع حد للعلاقة بين حماس والسلطات المصرية، وهذا ينعكس سلباً على المواطن العادي الذي يقول ويؤمن بأن قطاع غزة لا يستطيع التنفس من دون الحصول على الاكسجين المصري.[/rtl]
[rtl]واغلاق معبر رفح لم تدفع ثمنه حركة حماس بل أبناء القطاع من خلال عدم قدرة الطلبة على الالتحاق بجامعاتهم في مصر والعديد من الدول العربية، كما أن هناك عدداً كبيراً يحتاجون الى معالجة طبية في المستشفيات المصرية لاكمال العلاج الذي بدأ قبل سنوات.. أي أن هناك حالات انسانية كثيرة تصل الى حوالي ستة آلاف حالة بين طالب ومريض.. اضافة الى الذين يريدون الالتحاق بأعمالهم في الدول العربية.[/rtl]
[rtl]أي أن اغلاق المعبّر لا يؤثر على حركة "حماس" الا معنوياً، أما فعلياً وعلى أرض الواقع فهو يؤثر سلباً على المواطن الفلسطيني في القطاع.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]اضعاف أم تعزيز لهيمنة حماس[/rtl]
[rtl]هذه الاجراءات المصرية هدفها النيل من حركة حماس، ومعاقبتها واضعافها، ولكن على أرض الواقع هي التي تهيمن أكثر وأكثر إذ أنها لا تسمح بالخروج أو الدخول عبر المعبر إلا لمن تريده. وبدأ المواطنون يسجلون أسماءهم في قوائمها.. واصبحت الهيمنة أكبر، مع انها تخسر معنوياً وشعبياً، لأن تدخلها في الصراع الداخلي في مصر هو سبب المعاناة في القطاع.[/rtl]
[rtl]أما إذا نظرنا بصورة واقعية الى هذا الفتور في العلاقة بين حماس ومصر فإنه يمكن القول وبكل صراحة أنه ليس لصالح حماس، وساهم في اضعافها شعبياً، كما أنها فقدت داعماً أساسياً لها إذ كان قادتها يسافرون الى مصر، وعبرها الى دول عديدة، أما اليوم فإن قادتها محاصرون، ولا يستطيعون مغادرة القطاع لأنهم قد يتعرضون لمساءلة من قبل الأجهزة الأمنية المصرية.[/rtl]
[rtl]وضعفت حماس أيضاً لأن الانفاق كانت مصدر دخل لسلطتها إذ أنها كانت تجبي ضرائب من البضائع المهربة، ناهيك عن الحصول على دخل من تسويق هذه المنتوجات في الأسواق.[/rtl]
[rtl]وضعفت إذ أنها أصبحت تحت رحمة اسرائيل بعد أن استطاعت الهروب من ذلك، فالمعبر مع اسرائيل أصبح المعبر الحيوي للسوق في قطاع غزة، وأصبحت حماس ملزمة ومضطرة للتعامل مع هذا المعبر مع اسرائيل.[/rtl]
[rtl]والأكثر غرابة أن شعبية "حماس" بدأت تضعف لأن المواطن العادي يحملها مسؤولية ما يعانيه لاتهامها بالتدخل في الشأن المصري.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ما هو المنشود والمأمول[/rtl]
[rtl]هناك أمل كبير في أن مصر تخفف من الحصار على المواطن العادي، وتفتح المعبر للمواطن، وان تفرض الاجراءات التي تريد والمأمول الا تعتبر مصر أن جميع أبناء القطاع هم "حماس"، وان أي تصرف فردي يجب الا يسيء للعلاقة المصرية الفلسطينية.[/rtl]
[rtl]من حق مصر أن تتخذ الاجراءات الأمنية اللازمة، ولكن كل الأمل الا تتحول هذه الاجراءات الى عقوبات جماعية ضد مواطنين هم بأمس الحاجة لمصر، ويؤمنون بأن القطاع من دون علاقة مع مصر يبقى ضعيفاً.[/rtl]
[rtl]كل الأمل أيضاً في أن ينهي الجيش المصري عملياته العسكرية ضد الارهاب في سيناء وينتصر عليه انتصاراً كبيراً، وفي أسرع وقت، حتى تتم ازالة العذر الأمني من اغلاق معبر رفح؟ وحتى تعود العلاقة الى ما كانت عليه سابقاً.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]الوساطة للمصالحة مجمدة[/rtl]
[rtl]هناك أمر حيوي للشعب الفلسطيني الا وهو موضوع المصالحة الوطنية، إذ كانت مصر راعية لهذه المفاوضات بين وفدي حركتي حماس وفتح، ولكن هذه الوساطة جمدت الآن بسبب ما يجري في سيناء أولاً، وبسبب انهماك الأجهزة الأمنية في توفير الامن والحماية لمصر والمصريين من خلال مراقبة ومتابعة والقضاء على من هم يتربصون بمصر، ويريدون ادخالها في اتون صراع داخلي مرير، هذا ثانياً. أما ثالثاً وهو الأهم أن العلاقة بين مصر وحماس هي في مرحلة فتور لا بل تدهور وتبادل اتهامات، وكذلك مرحلة انعدام الثقة. وهذا الأمر ليس لصالح شعبنا الفلسطيني، وهو يعني بقاء الانقسام مستمراً، والخشية من أنه قد يصبح دائماً، وغير قابل للحل بتاتاً.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]جهات خارجية[/rtl]
[rtl]قد يدعي بعض المراقبين أن "حماس" لا تستطيع أن تدخل في "عداء" مع مصر لأنها بحاجة اليها، ولكن هناك "جهة خارجية" هي التي تقف وراء هذا الفتور في العلاقات.[/rtl]
[rtl]في سيناء، واستناداً لتقارير عديدة، هناك مسلحون مدعومون من فئات ومجموعات وجهات ليست لها أي علاقة مع "حماس"، وهي ذاتها، هذه الجهات، في صراع مع حماس داخل القطاع.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]تحريض خارجي[/rtl]
[rtl]واضافة الى ما ذكر فإن الجانب الاسرائيلي يستغل سوء العلاقة بين حماس ومصر، لكيل المزيد من التحريض ضد الحركة، واتهامها عبر وسائل الاعلام بالوقوف وراء ما يجري داخل سيناء.[/rtl]
[rtl]اسرائيل معنية بأن يبقى الانقسام، ومعنية بأن يبقى المعبر مغلقاً، ومعنية بأن يعاني أبناء القطاع معاناة كبيرة جداً، ولذلك فهي تشن حملات تحريض بشعة، ولكن هذا التحريض لن يؤثر سلباً أم ايجاباً على السلطة الحاكمة المؤقتة في مصر، لأن مصر تستطيع أن تميّز بين ما هو تحريض أو غير ذلك، وهي تعرف الحقيقة، وتدرك أن اشغال الجيش المصري في سيناء هو هدف اسرائيلي لمحاولة اضعافه واشغاله في صراع داخلي.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]اقتراحات لحل قضية معبر رفح[/rtl]
[rtl]لقد قدمت العديد من الاقتراحات من أجل حل قضية معبر رفح وابقائه مفتوحاً، ومن هذه الاقتراحات أن يقوم أمن الرئاسة الفلسطينية بالعودة الى المعبّر، واحياء الاتفاقية التي توصل اليها دحلان مع الجانب الاسرائيلي، بتواجد مراقبين دوليين.[/rtl]
[rtl]قبل قسم من حماس ذلك، ولكن من الصعب التطبيق إذ أن حرس الرئيس عباس سيجد صعوبة في الاقامة في القطاع في جو الانقسام، كما ان المراقبين الدوليين لن يعودوا لأن ذلك بحاجة الى جهود لاحياء هذه الاتفاقية، كما ان اسرائيل غير معنية بفتح المعبر، لانها تريد أن يبقى الحصار على أبناء القطاع إذ انها تتلذذ بالعقاب الجماعي، وتظن أن على ابناء القطاع دفع ثمن انتخابهم لحركة حماس.[/rtl]
[rtl]هذا الاقتراح وغيره من الاقتراحات تبقى على الورق لأن حركة حماس لها موقفها الذي ينص على سيادتها على الجانب الفلسطيني من المعبر، ولا تريد مصر ذلك في المرحلة الحالية، أي أن بقاء المعبر مغلقاً هو ليس لمصلحة أبناء القطاع بتاتاً. وهو لصالح اسرائيل إلى حد ما، وكذلك لصالح مصر من ناحية أمنية، إذ أن فتح المعبر هو عبء أمني الآن، ما دامت عمليات التصدي للارهاب مستمرة ومتواصلة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]الأزمة متواصلة[/rtl]
[rtl]ستبقى أزمة معبر رفح مستمرة ومتواصلة لأن المعطيات لم تتغير لا في سيناء، ولا في اسرائيل، ولا في القطاع. وتحتاج الى وقت كبير.. وهذا يعني أن المعاناة ستتواصل وقد تشتد، وهذا قد يتطلب – بعد حين – الى تدخل الأمم المتحدة في ذلك لتقديم مساعدات انسانية. وهذه المساعدات الانسانية لن يسمح لها بالدخول لان اسرائيل تستغل هذه المعاناة لعل وعسى جنت منها بعض الثمار السياسية.[/rtl]