قراءة بين السطور
قرار الوزيرة وموقف الحركة!
كتب سعود السمكه :
لا ندري ان كانت الكويت تحكمها حكومة صادر بها مرسوم اميري استنادا إلى مواد الدستور ولديها السلطة الكاملة والمسؤولية التامة على بسط نفوذها وفق الدستور والقوانين المنبثقة عنه.. أم ان الذي يحكمها هو الحركة الدستورية التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين - فرع الكويت؟!
شكليا، نعم البلد فيه حكومة يرأسها سمو الشيخ ناصر المحمد مكلفة من قبل سمو الامير وفق مواد الدستور.. لكن عمليا، الذي يحكم هو الحركة الدستورية. بدليل ان الحكومة ذهبت تترجى الحركة لتأجيل ندوتها المزمع اقامتها حول اجراء سحب جنسية ياسر الحبيب وان تمهلها فترة اربع وعشرين ساعة فقط، لترى ما يسرها من قبل الحكومة!.. وفعلا صدق وعد الحكومة وتم اتخاذ اجراء سحب الجنسية!
شكليا، نعم الكويت فيها حكومة يرأسها سمو الشيخ ناصر المحمد.. لكن، عمليا الذي يحكم هو الحركة الدستورية، بدليل ان الحكومة قررت من خلال وزيرة التربية زيادة فترة 25 دقيقة ليوم واحد في الاسبوع من الدوام الدراسي.. لكن الحركة الدستورية تعترض على مثل هذا القرار، وبالتالي هي ستواجه هذا القرار باعلان العصيان عليه واستخدام اسلوب الاضراب عن التدريس لارهاب الحكومة لكي تتراجع عن قرارها!
شكليا، لدينا وزارة اوقاف يرأسها وزير عضو في الحكومة، ومسؤوليتها، كما يفترض، ادارة المساجد وفق ما يدعو الى الدين وما قال الله وقول رسوله.. لكن، عمليا الذي يحكم المسجد اليوم هو الحركة الدستورية وبقية الاحزاب الاخرى التي ترفع شعار الدين بشقيها السني والشيعي وفق أجندات حزبية وافكار خاصة بها، تخدم مصالحها الحزبية باسم الدين!.. بيد انها تعمل على شق الصف وتحشو عقول الشباب بالفتن الطائفية وتدنس ضمائرهم بالتمرد على نظام الدولة وقوانينها وتختم بصائرهم بختم الكراهية لكل من لا ينضوي تحت رايتهم ويتبع فكرهم من ابناء المجتمع!
لذلك، نتمنى على الحكومة وهي الجهة الرسمية بمقتضى الدستور وتقع على عاتقها -كما يفترض- مسؤولية ادارة البلد ان تتحلى بالشجاعة وتبين للناس ميدانيا، وعلى ارض الواقع أنها هي التي بيدها مقاليد الامور وهي التي تحكم قولا وفعلا بقوة الدستور.. وليكن الاصرار على تطبيق قرار وزيرة التربية هو اول الغيث، رضيت ام أبت جمعية المعلمين، برئيسها احد اجنحة الحركة الدستورية، لان المطلوب لديهم ليس القرار، فالقرار ليس سوى 25 دقيقة مرة في الاسبوع، ولن يكون له ادنى تأثير في قدرات الطالب الاستيعابية، بل المطلوب هو رأس الوزيرة التي تعمل وفق اصول المهنة وعلى اساس الفكر المتخصص في التربية والتعليم، الامر الذي لا يروق لهم ويحاربونه على طول الخط، باعتبار أن هذا الفكر المنفتح على علوم العصر ويمارس اصول التعليم يعري فكرهم وخزعبلاتهم الحزبية التي هي ابعد ما تكون عن شرع الله!
* * *
إلى رحمة الله يا فيصل المشعان
أمس الاول، فقدت الكويت واحدا من ابنائها البررة وهو الاخ العزيز والصديق الحبيب فيصل عبدالله المشعان صديق الطفولة وايام الشباب ايام فريج سعود وفريج الخالد ودكان علي التورة والمدرسة المباركية وايام سينما حولي الصيفي.. فيصل المشعان صاحب الضمير الذي يمثل النقاء الوطني والسفير الذي جسد معنى العلاقات الدولية.. الانسان الذي هو عبارة عن مثال في الوفاء والامانة مع الآخرين.
فيصل المشعان الذي عمل بصمت بعيدا عن اضواء الشهرة لاعادة اللحمة للتيار الوطني الديموقراطي.. لكن، ماذا نقول؟ انها حكمة الله التي جعلت لكل شيء عمرا افتراضيا، وبالتالي فلا نملك الا ان نقول كما قال الرسول الكريم إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا لفراقك يا فيصل لمحزونون، و«إنا لله وانا اليه راجعون».
نسأل الله لك الرحمة وان يدخلك فسيح جناته ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان.
سعود السمكه