جريمة (ملجأ العامرية)
في حدود الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الثالث عشر من فبراير 1991، وفي اللحظات التي اطلقت فيها المساجد في بغداد ومدن اخرى (أذان الفجر)، امر الرئيس الاميركي جورج بوش والد الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش السابق المقاتلات الاميركية من نوع ( ستلث أي الشبح ) لاسقاط قنبلة تم انتاجها خصيصا لاحداث ارتجاج قوي في الملاجئ التي تلجأ اليها العوائل العراقية هروبا من جحيم القصف الاميركي الذي يتواصل ليل نهار بالقنابل والصواريخ ويقتل يوميا المئات من العراقيين ابتداءً من الساعة الثانية والنصف في صباح السابع عشر من يناير 1991 حيث وصلت اولى الوجبات من صواريخ الاجرام الاميركي مستهدفة 68 هدفا عراقيا حيويا، وما ان انفجرت تلك القنبلة فوق ملجأ العامرية في احد احياء العاصمة العراقية، حتى احدث ارتجاجاً قوياً في المبنى الذي تم تشييده اثناء الحرب العراقية الايرانية (1980 ـ 1988) لتحاشي القتل الذي تسببه الصواريخ والطائرات الايرانية بحق المدنيين العراقيين، ولم يدر بخلد احد ان هذه القنبلة مصممة بطريقة اجرامية لا مثيل لها، فقد احكمت اغلاق جميع ابواب (الملجأ) وبينما تراكض الشيوخ والنساء والاطفال صوب الابواب للخروج من الملجأ، بعد ان حصل الدوي الهائل فيه، واذا بقنبلة اخرى تسقط فوق السقف وكانت مهمة هذه القنبلة تختلف عن الاولى ، إلا أنها مصممة لإكمال الواجب والمهمة القذرة المناطة بالقنبلة الاولى، وكان الرئيس الاميركي جورج بوش يتابع وقائع الهجوم لحظة بلحظة، في ساعات المساء الاولى في الولايات المتحدة، وراحت مشاعره تتراقص فرحاً وسروراً بنجاح ( القنابل ) المصممة لهذا الغرض، في مهمته الاجرامية القذرة.
كان داخل الملجأ اكثر من 450 انسان عراقي من الشيوخ والنساء والاطفال واشعلت القنبلة الثانية النيران داخل الملجأ ، في حين كانت الابواب مقفلة بطريقة محكمة بفعل الارتجاج الذي احدثته القنبلة الاولى، واتضح لاحقاً ان العقل الاميركي المجرم، قد صمم القنبلتين لسجن الجميع داخل الملجأ، ومن ثم احراق النيران بداخله لقتلهم بأبشع طرق الاجرام.
تراكض الرجال من ابناء المنطقة الى الملجأ، وكانت صرخات الاطفال المذعورين وصياح الامهات اللاتي يشاهدن الاطفال والنيران تلتهم اجسادهم ، ومن بين الصراخ الذي يخرج من بين ألسنة الدخان، من تقول احترق ابني فلان، ومات الحاج فلان اختناقاً، واصبح الصراخ وطلب النجدة يتناقص، ومع شروق الشمس كانت اخر الاصوات الواهنة تخرج من داخل الجحيم الذي صنعه الامريكيون بحق الابرياء في ملجأ العامرية.
ذهبت هذه الجريمة البشعة الاخرى، ولم نسمع عن موقف من الامم المتحدة والمنظمات الاخرى المحاسبة من على هذه المجزرة البشعة يحق الابرياء والذين يسكتون عن جرائم اميركا، سيكتوون بها يوما ما.
وليد الزبيدي
كاتب عراقي