وقوامة الرجل في الزواج تحتّم عليه أن ينأى عن مراهقته أمام طفولة زوجته، فلا يناصبها العناد في أوقات الكدر، ولا يشقّ عليها في ساعات النكد،
وإنما يأخذها من ضيق نفسها إلى سعة صدره، ومن شقاء بالها إلى هناء عطفه،
ويعرف أنّ من واجباته كرجل أن يكون الأكثر تحملا، والأطول ثباتًا،
ولا يقارن همومه وهموم زوجته في ميزانٍ واحد، لأن ثقبًا في جوربها قد يكون له في نفسها أكبر مما في نفسه من مشكلة كبيرة وحقيقية، ولأن كفةً من زجاج ليست ككفةٍ من عاج!
والمرأة متى خرجت من كدرها إلى حنان زوجها، عوضته عن ساعات الغم جمالًا ودلالًا، وأغدقت عليه من رقّتها ما يسترقّ قلبه، ومن نقائها ما ينقي صدره ؛مما قد يكون علق فيه من همٍّ بسبب همها،
فيقول كل منهما في نفسه مع أول لحظةٍ في الود:
والله ما عرفت مع صاحبي ضيقًا قط