عيدكم «امبارك» قبل العيد!
يحتفل المسلمون في العالم بالعيد الكبير، بعد يومين تقريباً، والجميع يتجهّز لهذا العيد بشكل أفضل من العيد السابق، إذ لا افتتاح مدارس ولا رمضان يضغطان على جيب المواطن البحريني، ولكن يبقى المواطن يعاني الأمرّين من جرّاء الصرف المالي لهذه المناسبات.
أصبح الجميع مُرهقاً من شراء ملابس العيد ولوازمه، والكل يجدّد بطاقته الائتمانية للصرف من جديد، وليس هناك آلية معيّنة، حتى يحتمي المواطن وراءها من غزو غلاء المعيشة.
وللأسف الشديد يستغل بعض التجّار الموسم لبيع البضاعة بأسعار خيالية في بعض الأحيان، على رغم من تشديد وزارة التجارة ومراقبتها لأسعار السوق، إلا أنّ البعض ليس عنده ذمّة أو ضمير في هذا الموسم بالذات.
ناهيك عن الفوضى التي تسبق العيد بيوم، ولكأن الناس نست شراء حاجياتها إلا قبل العيد ببضع أيام أو ساعات، فتتعطّل الشوارع من زحمة المركبات، وتعج المجمّعات بالناس، وهي حركة فوضوية تتكرر كلّ سنة ولا يحتاجها المجتمع.
أما في يوم العيد، فبعد «الكشخة» الحلوة لأبنائنا، فإننا لا نأمن عليهم الذهاب للبيوت ومعايدة الآخرين، لاختلاط المجتمع بفئات أجنبية وبعض الأحياء تكتظ بسكن العزّاب، والله العالم بأخلاق هذه المجتمعات الوافدة.
فتبقى «الكشخة» حبيسة المنزل، وتبقى عيون الأطفال على شاشات التلفاز، ولا تستطعم العيد إلاّ في غداء يتيم لوليمة مميّزة من عبق الماضي، ولكأن الصرف الذي تكلّمنا عنه مسبقاً ذهب مع أدراج الريح!
حتى فن العرضة الذي كان يضرب أجواء الأحياء الشعبية تجديداً للأمل وللمستقبل ولفرحة العيد، ليس له مكان هذه الأيام من الخارطة؛ لأنّ أهل العرضة يطلبون مبلغاً معيّناً، والناس أصلاً «امفلسة».
كان في ذاك الزمان، عيدنا يختلف عن عيد هذه الأيام، فلقد كانت البساطة تتبعها سعادة، والفرح تتبعه حلاوة، أما في الألفية الثانية فإن طعم العيد يتراجع كلّ سنة عن العيد الذي سبقه. حتى إنّه بعد ساعات من يوم العيد، الجميع يتساءل عن سبب عدم الفرحة بالعيد كالسابق، وعن عدم استمراريتها لثلاثة أيام!
كيف لنا أن نرجع ما فقدناه في العيد؟ هل من خلال فن العرضة، أم من خلال طرد سكن العزّاب ونقله الى أماكن أخرى؟ أم انّ هذه الدنيا تتغيّر ولا مصير لنا في الرجوع الى سابق عهدنا؟!
لو أنّ كل أسرة احتفظت بنمط العادات التي ورثتها عن أهلها، هل بالامكان تذوّق العيد بطعمه القديم؟ نشك بذلك بالطبع، فالدنيا تتغيّر، والعالم سريع الدوران، وما كان لحظة مميّزة في يوم من الأيام، أصبح اليوم لحظة عادية تمر علينا مرور الكرام.
نتمنى لو أن الجميع يشترك في تعديل الوضع الحالي... ولو أنّ الكل يُعطي رونقاً لهذا العديد الجديد، لما أصبح العيد باهتاً بعيداً عن الفرح الداخلي، والسعادة الحقيقية التي يطمح لها الجميع
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2991 - الأحد 14 نوفمبر 2010م الموافق 08 ذي الحجة 1431هـ