فقد الأحبّة في عطلة العيد!
رحل عن دنيانا علي عبّاس العمادي، والوالدة نور السادة، حيث فقدناهما في عطلة العيد، وباغتتهما المنية في هذه العطلة، وعلي عبّاس العمادي من أهل الحد الطيبين الذين ناضلوا من أجل مبادئهم وأهدافهم السامية، والوالدة نور كذلك، كانت من الأمّهات اللاتي لهن حضورهن في المنطقة.
فقد الأحبّة صعب جدّا بسبب الفراق، ولكن فقدهم في عطلة العيد صعّبت الموضوع أكثر على من يحبّهم ويعرفهم، ويكفي إن كانت العلاقات وطيدة، فهي تزيد من الهم والحزن أكثر، ورفع الأيادي طمعا في صبر فقد الأحبة من الضرورات اللازمة من أجل مواصلة الحياة.
وان كنّا اليوم نحزن على من فقدناهم، فانّنا نتمنى وجودهم في جنان النعيم، وقد فاجأتني الذاكرة بأنّ والدي توفّي في نفس الشهر من أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2001م، وكان لوفاته ألم شديد على قلبي، الاّ انّ حسن الخاتمة باذن الله تشفع له ولهم يوم القيامة.
رحل الطيبون الأصيلون عن أرض الخلود، وتبقى الذكرى الجميلة، عالقة في ذكريات وملفّات أذهاننا، ومن أجلهم نجدّد الحب بتعليم ما علموّنا اياه الى أبنائنا، من حب العفّة وملازمة الكرامة، وعدم الانحناء الى أي أحد مادام الحق معنا!
للأسف الشديد، اذا مات أحدهم من زمن القدماء، تموت معه الكثير من المعارف، وحتى لا نفقد هذه المعارف لابد لأجيالنا الاطّلاع عليها من خلالنا، والا فان هذه الكنوز ستذهب يوما بعد يوم.
تجرّعنا العادات والتقاليد من خلالهم، ولكننا نلاحظ بأنّ هذه العادات الجميلة تنمحي شيئا فشيئا، كعادة أكل الطعام على سفرة واحدة في الوجبات الرئيسية الثلاث، أو عادة التجمّع مع الأهل كل أسبوع من أجل التواصل. أو حتى عادة قراءة جزء من القرآن الكريم بعد صلاة الفجر كلّ يوم!
ولا أخفيكم علما بأنني قد أكون واحدة ممّن تركت هذه العادات بسبب ظروف الحياة السريعة والمتغيّرة في وقتنا الحاضر، ولكن ليس هناك إنسان كامل بل يحاول الوصول الى الكمال.
ما أجمل الحياة عندما كانت بسيطة وكنا صغارا مع والدينا، وفجأة نكبر ويهرمون ومن ثمّ يموتون، ولا يبقى شيء منهم الا ذكراهم وعملهم الصالح المشهود لهم.
لذلك دعونا نستفيد من اللحظات التي تجمع الأحبّة ولا تفرّقهم، فهي قصيرة وجميلة، ونحتاجها عندما نفقدهم، فلا تبخلوا على أنفسكم من متعة تواجدكم مع هؤلاء الأحباب. وتذكّروا بأنّ الدنيا سريعة هذه الأيام، واغتنام وجود الأحبّة هو ما يبقى في الذهن الى آخر العمر
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2998 - الأحد 21 نوفمبر 2010م الموافق 15 ذي الحجة 1431هـ