نقابة أطباء فلسطين تتساءل: كيف اختفت 198 نقطة طبية كلفت نحو نصف مليون دولار ومن المستفيد؟!
غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام
لأنها تؤمن بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الصهيوني، قدمت لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر بالتعاون مع اتحاد الأطباء العرب دعما طبيا في منتصف شهر أيلول/سبتمبر عام 2002 عبارة عن 198 نقطة طبية منتشرة في مناطق قطاع غزة.
النقاط الطبية جاءت في إطار الاستعدادات الطبية لمواجهة حالات الطوارىء في ظل تواصل الاعتداءات الصهيونية والاجتياحات المتكررة للأراضي الفلسطينية وارتفاع عدد الشهداء والجرحى وعدم تمكن سيارات الاسعاف من الوصول للجرحى والمرضى في كثير من الأحيان.
النقاط الطبية حولت لصالح نقابة أطباء فلسطين التي شكلت لجنة ضمت كلاً من: ذهني الوحيدي وزير الصحة السابق، عماد طروية وكيل وزارة الصحة، وائل عيسى مدير عام التنمية في الوزارة، داود الحسن مدير عام التفتيش في الوزارة، علي قويدر مدير عام الرعاية الاولية في الوزارة، صلاح ألخالدي مدير عام ديوان وزير الصحة سابقاً، وعمر شحادة مدير عام العلاج بالخارج في وزارة الصحة.
اللجنة كانت مسؤولة عن النقاط الطبية وإنشائها والإشراف عليها ومتابعة العمل فيها وإجراء الاتصالات الخارجية والداخلية لضمان تحقيق الأهداف المناطة بها، وأطلق عليها تسمية "اللجنة العليا للنقاط الطبية" ومقرها في النقابة بمدينة غزة.
وبحسب التقارير التي أعدتها اللجنة فقد عمل في النقاط نحو 600 طبيب بشكل تطوعي، وتم تأمين مقرات النقاط الطبية من المواطنين تبرعا في منازل الأطباء العاملين في النقاط الطبية أو في أماكن قريبة أو مؤسسات خيرية.
وتم توفير الأجهزة والأدوية والمهمات الطبية اللازمة للتعامل مع معظم حالات الطوارىء بهدف علاجها أو التعامل معها والحفاظ على حياة المرضى لحين التمكن من تحويلهم إلى أقرب مستشفى وزودت كل نقطة طبية بأجهزة وأدوات وأدوية ومواد طبية مستهلكة وطاولة غيار وأنبوبتي أكسجين وسرير كشف وسرير مريض وخزانة للمعدات والإسعافات الأولية وشيالة لنقل المرضى والجرحى ومعطفا أبيضا وسترة فسفورية لكل طبيب والطواقم الطبية المساعدة له وكشاف لاستعماله في حالة انقطاع التيار الكهربي وجبائر صنعت محليا.
ولا يمكن بحال التقليل مما قام به عدد كبير من الأطباء في تقديم العون الطبي والمساعدة للجرحى الفلسطينيين بل وقدم اثنان منهم على الأقل حياته ثمنا لإنقاذ الجرحى والمرضى.
إلى هنا والكلام جميل، لكن ما هو بين السطور خطير وخطير جدا فقد تم توزيع غالبية النقاط الطبية على الأطباء المحسوبين على حركة فتح لتكون النقاط الطبية تحت إمرتهم.
ويؤكد عدد كبير من الأطباء على أن النقاط الطبية التي كلفت نحو نصف مليون دولار من المساعدات المصرية والعربية لم تعمل سوى شهر واحد فقط!!.
و لا يعرف أحد كيف انتهى حال النقاط الطبية؟ وأين اختفت ؟ ومن سلب الشعب الفلسطيني حقه ؟ وإلى من ذهبت ؟ وكيف ومتى ؟.
الأطباء المطلعون على الأمور قالوا لمراسلنا: إن هناك الكثير من الأدوات الموجودة في النقاط الطبية لا تنتهي مثل الأسرّة واسطوانات الأوكسجين والأجهزة الطبية وغيرها، متسائلين أين ذهبت هذه الأدوات؟ ثم أجابوا: لقد تم بيعها والتجارة فيها!!.
مصادر في اتحاد الأطباء العرب قالت إنّها صرفت بدلات مالية للأطباء العاملين في النقاط الطبية كل شهر، لكن أطباء شاركوا في عمل النقاط الطبية أكدوا لمراسلنا أنهم تلقوا ولمرة واحدة فقط مبلغ مائة دولار أمريكي.
مواطنون أكدوا لنا على أنهم اشتروا الكثير من المهمات الطبية من هذه النقاط خاصة أقراص الدواء وغيرها من اللوازم الخفيفة.
ما أثار الموضوع مجددا هو قيام وزارة الصحة عقب الاجتياحات الصهيونية الأخيرة لقطاع غزة بتقديم طلب إلى اتحاد الأطباء العرب لتقديم مساعدات طبية حيث ابلغهم المسؤولون في اتحاد الأطباء العرب على أنهم قاموا بدعمهم بـ198 نقطة طبية مما أصاب مسؤولي الصحة بالدهشة، وطبعا لم يتمكنوا من التحقيق في الأمر لأن القصة تتعلق بنقابة أطباء وليس بالوزارة.
وهنا نسأل مادامت نقابة (جمعية) أطباء فلسطين بقيادة النقيب (وزير الصحة سابقاً) ذهني الوحيدي تسعى لتصويب الواقع الطبي في فلسطين والدفاع عن حقوق الأطباء كيف تقوم بمصادرة حقوق الشعب الفلسطيني في تلقي الخدمات الصحية وقت الاجتياحات، حيث يعمل ذهني الوحيدي برفقة زمرته في تبييض ملف النقاط الطبية من صفحة نقابة الأطباء خوفا من المراجعة والمحاسبة، وذلك من خلال نقل الملف إلى "جمعية النداء" وهي جمعية جديدة.