متى أصبحت السياقة فـي البحــرين معـــــاناة؟
أماني خليفة العبسي
صحيفة الوطن - العدد 1808 الأثنين 22 نوفمبر 2010
أذكر أيام الدراسة الثانوية كيف كان الحصول على رخصة وقيادة سيارة حلماً، وأما اليوم فقد صارت معاناة حقيقية فلا يكفي التلوث والازدحام والحوادث، بل حتى السواق باتوا قنابل موقوتة تحت كل هذا الضغط.
السياقة فن وذوق.. لكنها ليست كذلك في البحرين، المفارقة الصعبة أن البحرين بالذات كان يضرب بها المثل في الأخلاق والذوق، والمرور كان في سنين مضت آية في الانضباط فماذا حدث؟
طبيعي أن تتدخل عوامل عديدة؛ مثل توافد العمالة الأجنبية والخليط العجيب الذي تشكل على أرضنا -وترى الجهات المعنية أن تزايد أعداد العمالة الوافدة وصل إلى ثلث أو نصف تعداد البلد- لا يمكن بأية حال استبعاد هذا العنصر كأحد أهم الأسباب، سواء سواق السيارات الصغيرة أو الشاحنات، والعديد منهم يرسبون مراراً في امتحان السياقة وينجحون بصعوبة إلا أنهم ينطلقون في شوارعنا في النهاية.
تدهور حالة الشارع من النتائج الحتمية أيضاً للسياحة المتبادلة مع دول الخليج، سواء عندما يذهب البحريني للسياحة بدولة خليجية ويكتسب طباع جديدة أو عندما يأتي السائح الخليجي للبحرين هناك حلقة مفرغة من التأثير السلبي، المشكلة أنه لو كان هناك نوع من التسيب في دولة أخرى فالقانون المروري البحريني يجب أن يتشبث بحزمه وسلطته أكثر من السابق كونه صمام الأمان الذي يعول عليه لفرض الانضباط وحماية أرواح الناس، لا يمكن أن نعتبر تصاعد وتيرة الحوادث المرورية إحدى المسلمات، أو أن يكون القانون المروري عبارة عن حملات مخالفات تأتي وتروح ليعود التجاوز والأخطاء من جديد.
من الضروري كذلك أن نضع في الاعتبار أنه قد لا يمكن أن نمنع الازدحام والاختناقات المرورية خاصة ونحن نتشارك شوارعنا مع تجمع أممي، لكن بالإمكان التحلي بالأخلاق، يمكن أن تعطي الطريق لسائق آخر ولو لم يكن دوره ويمكن أن تتنحى عن طريق لمَن هو أسرع منك وأن تتخذ المسار المناسب لسرعتك، علينا أن نتحلى بالصبر ونعبر عن ذوقنا.
؟ نقطة حبر..
ليس بمستغرب في بلدنا أن تسبب أمطار تهطل ليوم أو يومين بحيرات ونقع كبيرة لكن الغريب أن يحدث هذا في مواقع جديدة وشوارع كبرى أنجزت حديثاً، إذا كان هناك عيوب في الشوارع القديمة لم لا تتم دراستها وتلافي تكرارها خاصة وأن كثيراً من الطرقات والشوارع قد تم تحديثها وتوسعتها مؤخراً.
تصريف الأمطار ليس ترفاً وهو حق للمواطن الذي يتضرر من الازدحام المروري ويتضرر من احتمال تورطه في حادث وتعرضه لمخاطر مضاعفة إضافة للمخاطر الموجودة في شوارعنا أصلاً، علاوة على الأعباء المادية التي يتكبدها لمعالجة الأضرار الناتجة عن خوضه بسيارته في نقع الأمطار، إلى متى نسمع عن نظام تصريف الأمطار ولا ندري أين وصل ولا نرى آثاره