هل أصبحت مشكلتنا المدرب القادم للمنتخب فقط؟
في لحظات وعلى رغم الجدل الذي ثار في الشارع الكروي بعد إخفاق المنتخب الأول لكرة القدم في بطولتي الخليج وآسيا الأخيرتين، نسي الكثيرون من مسئولين وإعلام وجماهير المشكلات والقضايا الأساسية التي تجتاح الرياضة البحرينية عامة والكروية خاصة وأصبح الحديث منصباً على المدرب القادم للمنتخب في المرحلة المقبلة والي تحولّ كالعادة الى أشبه بصاحب الفانوس السحري الذي سيجلب لنا البطولات التي عجزنا عن تحقيقها لسنوات طويلة.
أعتقد أنه حان الأوان لنعرف حقيقة أن مشكلة ومعاناة المنتخب والكرة البحرينية يجب ألاّ تختزل في شخص وعمل المدرب والتجارب السابقة خير دليل فلم ينفع مع «مرض منتخبنا» لا «دواء الأجنبي الغالي الثمن» ولا «مدرب الطوارئ الوطني» لأنه وباختصار مشكلتنا أكبر من مجرد مدرب وجنسيته وعمله، وسنظل ندور في حلقة مفرغة إذا ظللنا نفكر بهذه النظرة الضيقة وظلت أعين واهتمامات القيادات والمسئولين ويتبعهم المعنيون من أندية وإعلام وجماهير بعيدة عن حلحلة المشكلات الأساسية التي تضرب طموحاتنا وأحلامنا مع كل بطولة.
أكتب ذلك وأنا أرى اليوم التسابق والاهتمام بمسألة مدرب المنتخب الجديد وسجال طرح الأسماء التدريبية العربية والأجنبية وكثرة تصريحات مسئولي اتحاد الكرة لهذا الموضوع والترقب لموعد إعلان المدرب في أبريل/نيسان المقبل، في الوقت الذي كنا فيه نتطلع الى وقفة جادة وتقييم للوضع الكروي العام سواء المتعلق بالمنتخب أو المسابقات المحلية ومدى الدور الذي يجب أن تقوم به اللجنة الأولمبية البحرينية في هذه المرحلة بعد توليها مسئولية الاتحادات الرياضية، ولا أتمنى أن يقتصر الدور في المساعدة على توفير «الموازنة الكبيرة الخاصة» بالمدرب الأجنبي القادم بل يجب أن يكون التحرك أكثر جدية هذه المرة في رمي صخور لتحريك المياه الراكدة في وضعنا الكروي منذ سنوات طويلة، وذلك لا يتحقق بتغيير مدرب أو إداري أو اتحاد الكرة نفسه لأن المشكلات أكبر من قدرات جميع تلك الأطراف والجميع يعرفها وشبعت بحثاً وطرحاً طيلة تاريخنا الكروي، وعند كل إخفاق وخسارة نرجع الى المربع الأول لمشكلتنا ولكن من منظور «ردة فعل عاطفية» سرعان ما تنتهي وتهدأ ثم تخفت مع مرور الوقت ونظل ندور في حلقتنا المفرغة التي حان الأوان لنخرج منها
عبد الرسول حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3075 - الأحد 06 فبراير 2011م الموافق 03 ربيع الاول 1432هـ