دائماً هناك يوم جديد
يوم جديد بهموم جديدة ومشكلات متجدّدة ومع إشراقة أمل يحملها النّاس في جميع أنحاء العالم، فعلى الرغم من تنوّع البيئات واختلاف الفكر، إلاّ أنّ الحياة المعيشية يعاني منها الغرب والشرق على السواء.
الناس طبقات في هذا العالم، ولكن مهما تغيّرت الطبقات تبقى الهموم الرئيسية والتحدّيات المهمة في كل بيت ومجتمع، وهناك الكثير ممّن يوافقونا هذه الآراء، وقد تكون لديهم وجهات نظر أعمق في هذه المسائل الاجتماعية.
المفرح في الأمر أنّك قد تكون في ورشة عمل أو في تجمّع عائلي أو مع أصدقائك، وتغيّر وجهة نظرك من سلبية إلى إيجابية بكلمة قد يقولها أحدهم، وقد لا تستطيع مواصلة الحديث عن هموم حياتك لأنّها تضغط عليك كألم الضرس.
في إحدى جلسات اليوغا التي تستخدم الضحك كنوع من وسائل العلاج والتبصّر في أعماق الذات، قام المدرّب بإفراغ جيبه والضحك بقوّة، وقد أخبرنا بأن نستشعر عدم وجود مبالغ نقدية في جيوبنا، وأمرنا أن نضحك بقوّة، لأنّ اليوم الذي سيأتي بعده سيكون يوماً جديداً!
إحدى الأخوات لم تستحمل الضحك فبكت بكاءً مريراً، وعندما سألناها ذكرت لنا ظروفها المعيشية القاسية، في ظل عدم وجود عمل ينتشلها من حالة البؤس التي تحاصرها.
تكلّم معها المدرّب وأخبرها بأنّ النظرة الإيجابية إلى الغد القادم ستغيّر الكثير من مجريات حياتها، وأنّه مهما كانت الظروف صعبة والهموم ثقيلة، فإنّ الغد يأتي بمفاجآت لا حصر لها، وهكذا دواليك.
إحدى المراهقات كانت تبكي بالأمس، لأن صاحب العمارة سيطرد عائلتها لعدم دفعهم الإيجار، ولكنّها كانت متفائلة بأنّ اليوم الجديد لابد له أن يأتي، وبالفعل فازت بحلم حياتها، (سيارة فارهة ويخت كبير وبيت العمر)، وما أجمل هذا اليوم الذي ربحت فيه هذه المراهقة ذلك كلّه!
الجميل في الأمر هو ألاّ نترك التفكير الجميل في الأيام المقبلة الجديدة، وألاّ نحصر ذواتنا وفكرنا في مشكلة واحدة قد تُرهقنا وقد لا نجد لها حلاً، فمهما كانت المشكلة كبيرة، سيأتي ذلك اليوم الذي تنتهي فيه، لأنّ الحياة علّمتنا بأنّ لا شيء يبقى كما هو أبد الآبدين.
وعليه فإنّنا نستمر في هذه الحياة بمصاحبة الأمل، طمعاً في حصولنا على ذلك اليوم الجديد، الذي نتخلّص فيه من عبء المشكلات والهموم والسلبيات، وثقوا بأنّ ما من دابة على الأرض إلاّ وعلى الله رزقها.
وبعد هذا كلّه، فكّروا في تلك المرأة وغيرها ممّن يعانون الأمرّين، واعلموا أنّ يومكم جديد وجميل بالنسبة لغيركم، وأنّ الظروف تتحسّن شيئاً فشيئاً، مهما كانت الصعوبات ومهما تراكمت الضغوطات، فكل يوم يمر علينا هو يوم جديد، وسيتربّع عرش ذكرياتنا في يوم من الأيّام. فهل نستطيع التفكير مليّاً في يومنا الجديد؟
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3012 - الأحد 05 ديسمبر 2010م الموافق 29 ذي الحجة 1431هـ