الاحتراف بين المحرق ومانشستر يونايتد
أقرأ تصريحات هنا وهناك ممن يدعو للاحتراف في لعبة كرة القدم، ويدعو الأندية لحث الخطى للانضمام إلى عالم الاحتراف لكونه أفضل وأنجع السبل لتطوير اللعبة والنهوض بمستواها الفني والإداري... وهو كلام جميل وتصريحات غاية في الأهمية لو تحقق ذلك ووجدنا أنفسنا في غمضة عين نلج باب الاحتراف من أوسع أبوابه، ونتصدر دول العالم في بورصة أسعار الأندية ويرتفع أسهم نادي المحرق ليضاهي سعر سهم مانشستر الإنجليزي الذي يعد الأغلى في العالم. لكون المحرق أعرق الأندية الخليجية وصاحب بطولات، ولكونه -أيضا- يملك تشابها في لون قميص اللعب.
وليعذرني كل من يعشق المحرق، أو الأخطبوط الأحمر، كما أطلقت عليه في مجلة «هنا البحرين» من قبل، لكن اعترض على اللقب مصحح اللغة العربية المرحوم عبدالرحيم روزبه لأنه -بحسب وجهة نظره- لا يجوز أن أسمي الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بأسماء الحيوان، فأنا لا اقصد أن أهين هذا النادي العتيد، ولا أقلل من شأنه، ولكن هذا هو حال التصريحات التي نفاجأ بها كل يوم وتصلنا عبر العلاقات العامة للاتحادات الرياضية -وما أكثرها هذه الأيام- حتى أصبحت الصحافة بوقا يغرد لكل من هب ودب. وهذا أحد أسباب تخلف الصحافة الرياضية وتراجع مستواها في الآونة الأخيرة.
عموما، ما أود أن أقوله، أن الاحتراف الرياضي لا يأتي وسط الظروف الصعبة التي تعيشها الأندية، ولا يتحقق بالموازنة المتاحة حاليا، ويصبح بعيد المنال ما دمنا لا نملك المقومات الصحيحة، ابتداء من وجود أندية نموذجية تتوافر فيها كل المنشآت الرياضية وأولها استاد لكرة القدم. ترعاه شركات ومؤسسات مالية، يبرم من خلالها العقود للاعبين المشاركين في مسابقات الدوري المحلي، والالتزام بقوانين «الفيفا» التي اقرها في هذا المجال.
أنا، لا ادعو في كتاباتي للتشاؤم، ولا أتمنى ألا تخالجنا الأمنيات السعيدة أو لا نسعد بالتصريحات الملتهبة التي تصلنا بالبريد الإلكتروني كل يوم، ولكن أتمنى لكل من يتحفنا بمثل هذه التصريحات أن يتقي الله في الرياضي البسيط الذي يقرأ الملاحق الرياضية -كل يوم- هربا من همومه الشخصية أو تحاشيا للأخبار السياسية السيئة!
عباس العالي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3014 - الثلثاء 07 ديسمبر 2010م الموافق 01 محرم 1432هـ