لشهيد القسامي أشرف السيد : فارس عملية حاجز الحمرا
بسم الله الرحمن الرحيم
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون"
صدق الله العظيم
رسالة أكتبها للذين يعشقون الله ورسوله ، وإلى الذين يعشقون طريق الحق وفلسطين، أهدي لكم جسمي وأبيع نفسي لله رب العزة، جل علاه وتقدست أسماؤه".
ابنكم وأخوكم أشرف السيد-أبو حمزة
نابلس- خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام
بهذه الكلمات صاغ شهيدنا حكاية مولد جديد، وفارسٍ لم يكن الأول على طريق الإسلام ولن يكون الخاتم على درب القسام، فهذه الأرض تتبارك بالشهداء وتحنو لتضحياتهم وتزهر بجهادهم ولا تعشق إلا القاني من دمائهم ، لترسم قصة عاشق ومعشوق، وحكاية عشق أزلي بين حمرة الدم وسمرة التراب، هنا في فلسطين كل يوم يكبر الحلم في صدور شباب حلمهم وهتافهم جهاد بلا هوادة حتى النصر أو الشهادة وهكذا كان أشرف .
شهيد له من اسمه كل نصيب ومن فعله خير الحكايا لكل السائرين ومن دمه انطلق الرصاص من فوهات الثائرين.
أشرف السيد ! حكاية الموعد مع الفجر الصادق ، ففي قلب نابلس، المدينة التي لا تعرف الانكسار , وفي حضن أسرته المحافظة نشأ وترعرع، لكن نشأته الحقيقية ارتبطت بمسجد معزوز في نابلس فنشأ الفتى يتربى على موائد الإيمان ويتتلمذ من نور مدرسة الإخوان إلى أن حمل السلاح وقضى شهيدا على درب القسام.
أشرف بشوش الوجه، بسام المحيّا، حسن الحديث، بهيّ الطلة، قوي البنية، فتيّ العزم، صلب الإرادة، سلس الطباع، أحبه كل من عرفه ، وباستشهاده أحبه من لم يعرفه.
عُرف أشرف - الذي امتهن العمل في محل لبيع عصير الفواكه الذي يملكه والده - بقدرته الفائقة على تكوين العلاقات الاجتماعية وصياغتها بقالب دعوي، بل إنه كثيرا ما كان يستغل روح الدعابة التي تميز بها وعلاقاته مع الزبائن، ومعظمهم من الشبان في الإطار الدعوي، فيقدم النصح والإرشاد ويدعو للصلاة والصيام والجهاد بأسلوب لبق يشرح الصدر و يكسب به القلوب ويصل إلى مراده من الناس همه في ذلك "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت".
انضم أشرف إلى الجهاد والتحق بقافلة المقاومة الفلسطينية منذ أن كان صغيرا، بل إن الله أكرم وجهه فلم يضع عليه قبل القناع الأخضر أي قناع ولم يرفع غير راية الحق راية ولم يسلك غير سبيل الإسلام سبيلا فكان أحد أشبال حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتفاضة الأولى، يشارك في المسيرات والمهرجانات ويطارد أعداء الله، بالحجر الطاهر وبالمقلاع ويحمل على كتفه الغضّ جثامين شهداء فلسطين آملا أن يكون يوما واحداً منهم.
لم تكن الشهادة في فلسطين يوما حلما بعيد المنال، فالعدو أوغل في الدماء، والميتة الشريفة هنا تغيظ الأعداء، أرادها بحق فأعدّ لها العدة وبقي موعد التنفيذ، كان يعلم في قرارة نفسه أنه على موعد مع القدر الذي صاغته دماء قادته الشهداء جمال منصور وجمال سليم الذين رووا بدمائهما ثرى فلسطين بصحبة ستة من الشهداء الحمساويين هم فهيم دوابشة، عثمان قطناني، عمر منصور، محمد البيشاوي والطفلين أشرف وبلال أبو خضر في مجزرة مكتب الأستاذ جمال منصور المعروف باسم "المركز الفلسطيني للإعلام" بنابلس التي نفذتها المروحيات الصهيوأمريكية بتاريخ 31/7/2001 وأدرك أشرف أن موعد الشهادة قد حان، فالجنة ازدانت والحور تهيأت والروح بعرش الرحمن تعلقت، أحيت غزارة الدماء في المجزرة الصهيونية دماء جديدة ودبت فيها عشق الشهادة، وأقسم أن يثأر القسامُ وتجاوب مع قسمه أشرف الذي أقسم بدوره أن يكون أول الرد وأول القطر وأول أعراس الثأر والانتقام، ويخطئ من ظن أن الثأر دخيل على ديننا " ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة".