شهداء كربلاء

شهداء كربلاء



المقدمة



يمضي الزمان بسرعة عجلاته في الدهور وتنطوي القرون وتبقى ثورة الطف المجيدة خالدة بشهداءها الأبرار الأخيار وكأنهم ولدوا لكل زمان ولكل مكان فتموت ذكريات عموم الناس ولا تموت ذكرياتهم البطولية وبرغم موت أجسادهم وتقطيع أشلائهم إلا أنهم أحياء في الضمائر الحية والله تعالى يحتسبهم عنده أحياء لقوله:

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)



إن عالم الشهادة هو عالم الأحياء وليس عالم الأموات ومابني على وجه الأرض مسجدا يقام فيه ذكر الله عزوجل إلا على نقطة دم شهيد لأن الله تعالى يحب الشهداء لماذا؟ لأنهم أخلصوا العمل والنية له وذابوا في محبته وقدموا أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيله..



إن عالم الشهادة هو عالم نوراني تدركه أبصار العارفين والمتيقنين بالله تبارك وتعالى وهذه المرتبة الراقية لايبلغها أي إنسان في الوجود إلا إذا بلغ رتبة نورانية اليقين بعد ذلك تنكشف له حجب الآخرة فيكثف جهد عمله لكي يصل إليها ويتنعم بنعيمها ويسرح في رياض جنانها..



وإن الشهداء يبصروا الأمور بنورانية اليقين فيدركوا تمام الإدراك أن نعيم الدنيا زائل ونعيم الآخرة هو الباقي فلذلك يتجردوا من هذه الحياة الفانية ويطمحوا للحياة الدائمة الخالدة فيفوزوا فوزا عظيما.



ومن مثل شهداء كربلاء أنصار أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وهم ينتظرون الإشارة من إمامهم وقائدهم فأصبحت تلك اللحظات المصيرية هي وسام شرف لهم حتى يدافعوا عن ماتبقى من الإسلام المحمدي ويدافعوا عن ريحانة الزهراء(ع) وسبط رسول الله(ص) ويجتازوا الإمتحان الصعب بنتيجة مشرفة فنجحوا وظفروا ووفقوا لنصرة الحق ومنا صرة الغريب المطلوم فأصبحوا أسيادا في الأمة بعدما سطروا ملاحم الفداء يوم كربلاء...



هؤلاء الشهداء الأخيار الأبرار من هم؟ وماذا نعرف عنهم؟؟ وماهي صفاتهم؟ ومن أين جاءوا لنصرة أبي عبدالله الحسين عليه السلام؟ وماهي مواقفهم البطولية المشرفة؟ وكيف كانت شهادتهم الدامية؟؟

هذه مجموعة من الأسئلة كانت مبيتة في نيتي وعالقة في ذاكرتي منذ زمن وكان بودي أن أكتب حولها كتيب كمساهمة بسيطة قليلة مني للوفاء بحق هؤلاء الأنصار الأزكياء الأوفياء وبعون الله تعالى وتسديده حان الوقت المناسب وقد وفقت لما كنت أصبوا إليه..

وهذه الأسئلة حاولت بقدر مالدي من معرفة باختصار الإجابة عليها في هذا الكتيب الذي أطلقت عليه عنوان (شهداء كربلاء) وأسأل المولى عزوجل أن يعينني ويوفقني ويشرح لي صدري ويفتح لي آفاق البصيرة ويسددني هو نعم المولى ونعم النصير وهو الهادي إلى سواء السبيل ...





الشيخ مكي فاضل

دمستان – البحرين