أضحكتنا يا وزير الصحة
ياسمين خلف
شر البلية ما يضحك فعلاً، حقاً استطعت يا وزير الصحة بجدارة أن تنتزع ضحكاتنا على مهزلتك رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا بعد فاجعة يوم الخميس الدامي، لا أمزح يا وزير الصحة فعلاً أضحكتنا يوم قلت في شاشتنا المنافقة بأنه لا توجد أي حالة وفاة أو "قتل" في مجمع السلمانية الطبي وأن كل ما في الأمر " 7 حالات لإصابات بسيطة تم معالجتها وترجلوا إلى منازلهم أجمعين" .
والمضحك فعلاً أن "البوق" أقصد المذيع رغم دوره الشيطاني الذي يلعبه لنفث الطائفية في مجتمعنا المحب لبعضه البعض قد كرر سؤاله ثلاث مرات للوزير عن حصيلة الجرحى والقتلى لذاك اليوم والوزير يقول وهو يبتسم أجبتك مرتين "لا قتلى كلها حالات سبع بسيطة ورجعوا إلى منازلهم بعد تلقي العلاج"، من يعاني من الاكتئاب أنصحه أن يشاهد الفيديو المعروض على اليوتيوب ولا ينسى أن يأخذ له حبة ضغط ليسيطر على أعصابه" .
من مر على مجمع السلمانية الطبي ذلك اليوم، مجرد مرور خارج أسواره يعلم عين اليقين بأن الوضع كان حالة استنفار شديد، تماما كحالات الحرب كما نشاهدها في نشرات الأخبار الدولية والتي لم نعهدها قط في أرضنا هذه، الأسرة الطبية والكراسي المتحركة كانت في الشارع، والطريق المحيط بالمستشفى مكتظ بالمواطنين الذين هرعوا للمساعدة والتبرع بالدم لمئات الجرحى الذين يئنون وآخرون أدخلوا للعناية القصوى وغرف العمليات، فيما استشهد آخرون في تلك المعركة التي جهز فيها الجيش نفسه لها، ونام المواطنون مطمئنين على أنفسهم في بلد " الأمان" .
فيما كان قسم الحوادث والطوارئ يستغيث مما كان يشهده لأول مرة في تاريخه من عدد الشهداء والمصابين، وأثبت كل طبيب وممرض ومساعد للمرضيين ورجال الإسعاف وكل الكوادر العاملة في وزارة الصحة بأنهم أحق من وزير الصحة في تولي الحقيبة الوزارية وأن وزيرها الحالي لا يستحق حملها لعدم مسؤوليته أولاً ولعدم تمتعه بالإنسانية ثانياً ، الإنسانية التي تحتم عليه مساعدة من يطلب المساعدة فكيف به إذا كان لا يطلبها فقط بل يستغيث طلباً للنجدة .
حري بمنظمة الهلال والصليب الأحمر الدوليتين ومنظمات حقوق الإنسان أن تحاكم وزير الصحة بارتكابه جريمة في حق بشر، هم جرحى وقتلى ولا أقول انتهاكات ومخالفات للاتفاقيات الدولية بل هي جريمة بكل معنى الكلمة "أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" المائدة32 ، فكيف به وقد تلطخت يداه بدماء من تأخرت عنهم الإسعافات الأولية والمساعدات الطبية واستشهد أو أصيب بعاهة مستديمة أثر منع وصول سيارات الإسعاف إليهم بل وضرب المسعفين والأطباء كعقاب جماعي همجي .
جريمتك يا وزير الصحة لا تقل أبداً عن جريمة من خطط ودبر ونفذ المجزرة فجر الخميس فحسابك عسير فحسبنا الله ونعم الوكيل