صحتك يا وزير!

صحتك يا وزير!
هوِّن على نفسك يا سعادة وزير الصحة فالأسف يضر بالصحة، ويرفع الضغط والسكر، ويُتعب القلب، ونحن لا نستغني عن قلبك الكبير، وعطفك الغزير، يا سعادة الوزير!

تصريحك الشاعري الذي أدليت به عقب وفاة أربعة من مرضى السكلر خلال 24 ساعة فقط، كان تصريحاً رومانسياً مؤثراً، يدل على حس مرهف، وشاعرية جياشة، تستحق عليها التصفيق الحار، لو كانت المناسبة ليست جنائزية!

يجب أن تشكرك أمهات الضحايا على تجشمك عناء المواساة وأنت في استراحتك السنوية، واستجمامك الصيفي، ولكن يبدو أنك كنت في سفر بعيد، لذلك لم تصل تعزيتك إلى الصحف إلا بعد أربعة أيام من رحيل الضحايا الأربع! أي بعد انتهاء مراسم العزاء، ولكن «عذر الغائب معهُ» كما يقولون!

أكثر ما كنتَ تستحق عليه الشكر والامتنان في تعزيتك العصماء، هو تأكيدك على أنك يا سعادة الوزير ستتابع مجريات التحقيق شخصياً، وهو أمر ما كان يجب أن تشق على نفسك فيه، ولكن بما أنك حملت على عاتقك ذلك، هل قمت بزيارة إلى طوارئ السلمانية أمس (الأحد)؟!

يوم أمس الأحد يا سيدي الوزير كان هناك عشرون مريضاً بالسكلر بلا أسرّة! وهو أمر يحدث في مستشفاك بعد أقل من أسبوع على وفاة أربعة مرضى! فكيف كانت متابعتك الشخصية التي وعدت بها أبناءك المرضى في بيانك الأبوي؟!

ربما أنك يا سعادة الوزير لم تذهب للطوارئ، ولكن محامل الخير يجب أن تصل إلى سبعين، وأحدها أنك ربما كنت مشغولاً بإعداد خطة طوارئ لحل عاجل لا يجعل مرضى السكلر ينتظرون الأسرّة أياماً، وهو ما جعلك تقدم الأفضل على الفاضل! ومهما يكن من أمر فليس مهمّاً أنك لم تذهب لمعاينة الأمر بنفسك على الأرض، ولكن المهم أنك كنت تعلم بما يجري، فهل كنت تعلم بذلك يا سعادة الوزير؟! الله ورسوله أعلم!

كما أنني لا أريد أن أفوِّت على المرضى نصيحتك التي توّجت بها تصريحك العرمرم، تلك النصيحة التي يبدو أنك ستبني عليها خطتك العاجلة لرعاية مرضى السكلر، عندما قلت: «هذا المرض الوراثي صعب العلاج ولا يوجد علميّاً علاج فعال للخلاص منه نهائياً، وينحصر دور الخدمات الصحية بتخفيف الألم الشديد والحد من المضاعفات».

وهذه النصيحة بلسم على وجع هؤلاء المرضى، وبشرى تدعوهم للتفاؤل والأمل، وليتك تكتبها يا سعادة الوزير بماء الذهب على مدخل الطوارئ فإن أوجاع مرضى السكلر ستسكن قبل دخول المستشفى!




عقيل ميرزا
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2894 - الإثنين 09 أغسطس 2010م الموافق 28 شعبان 1431هـ