ثورة اللؤلؤ سلاحها الورود
هاني الفردان
ثورة الشعب البحريني سطرت الملاحم وستدرس في كل مكان فلم يحمل الشعب فيها حجراً ولم يحرق الشجر.
ثورة علمّت النظام مدى سلمية الشعب وحضاريته وقدرته في الصمود والتضحية فحمل الورود ليواجه الرصاص الحي، كشف صدره ليخيف قتلته سجد قبال الدبابة جلس أمامها لم تخفه أبداً... علمها أن الإرادة سلاح الشعوب للتغيير.
شعب البحرين سطر خلال ثورته دروس وعبر أن التضحية قربان الحرية، وأن الحديد يلين عندما يواجه الدماء.
شعبنا قال كلمته: زمن الحجر ولى والآن زمن التضحيات زمن الحناجر والهتافات.
شعبنا قالها ورسمها في أجمل لوحة "حرية بسلمية".
كم أنت جميل يا شعبي فعلت المعاجز حتى وإن لم تنل مطالبك بعد، علمت العالم فن الثورة، رغم زعم الكثيرين أن البحرين ليست كمصر وتونس، وهي بحق لم تكن مثلها فلم يحترق مبنى ولم تكسر محلات ولم يعتدَ على أملاك خاصة.
شعب حمل الورود ومشى بها مسافات من أجل أن يصل لحريته، رفع علم بلده عالياً وقالها: "دمي فداءً لوطني" فضحى بشبابه وشيبه في مجازر صدمت العالم بوحشيتها واستقبل الرصاص وهو يهتف "سلمية سلمية".
شعب أبهر كل صحفيي العالم حتى فرضت احترام الجميع له، فهاهم إعلاميون ومراسلون صحافيون تابعون لوكالات أنباء وصحف أجنبية أبدوا إعجابهم بسلمية البحرينيين المعتصمين في دوار اللؤلؤة، مبدين سعادتهم بمشاركتهم في ما وصفوه بـ "صناعة تاريخ البحرين".
كما لخص الصحافي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نيكولاس كريستوف رأيه في البحرينيين قائلاً: "البحرينيون أفضل ناس في العالم"، واصفاً إياهم بـ "الشجعان"، إذ كانوا قادرين على مواجهة المدرعات بصدورهم العارية ومن دون سلاح، مضيفاً "لا أحد يستحق الديمقراطية مثل البحرينيين مع ما قدموه من تضحيات"
بحق ثورتنا ثورة اللؤلؤ والورود ثورة التضحيات والسلمية