طوق بشري يحيط بمجلس الوزراء وينادي بتغييره

طوق بشري يحيط بمجلس الوزراء وينادي بتغييره
القضيبية - هاني الفردان


حشود بشرية تطوق مبنى مجلس الوزراء أمس (تصوير:
محمد المخرق) طوقت حشود بشرية أمس الأحد (6 مارس/ آذار 2011) مجلس الوزراء في قصر القضيبية، وذلك لمدة ثلاث ساعات، احتجاجاً على استمرار الحكومة في عملها رغم أصواتهم التي تنادي بتغييرها لسوء أدائها، بحسب وصف المحتجين.

وألقى الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان كلمة في ختام الاعتصام أكد فيها على سقوط ورقة الطائفية التي كان البعض يحاول اللعب بها، ونجاح الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتغيير.


--------------------------------------------------------------------------------

الشيخ علي سلمان يؤكد أن ورقة الطائفـية فشلت وسلميَّة الاحتجاجات نجحت


طوقٌ بشريٌ يحيط بمجلس الوزراء لـثلاث ساعات وينادي بتغيير الحكومة

القضيبية - هاني الفردان

طوقت حشود بشرية صباح أمس الأحد (6 مارس/ آذار 2011) مجلس الوزراء في قصر القضيبية، وذلك لمدة ثلاث ساعات، احتجاجاً على استمرار الحكومة في عملها رغم أصواتهم التي تنادي بتغييرها لسوء أدائها بحد وصف المحتجين.

وألقى الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في ختام الاعتصام كلمة أكد فيها على سقوط ورقة الطائفية التي كان البعض يحاول اللعب بها، ونجاح الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتغيير.

وشهدت المناطق المحيطة بمجلس الوزراء من الصباح حالة استنفار أمني كبيرة تجسدت في غلق المنافذ المؤدية للمجلس ومنع مرور المركبات، ووضع الحواجز الإسمنتية على البوابات المؤدية إلى المجلس، بالإضافة إلى الحواجز الحديد لمنع مرور المركبات على الطرق المحيطة بالمجلس.

وأدت تلك الاحترازات الأمنية للحيلولة دون وصول الكثير من المشاركين إلى موقع الاعتصام، إلا من خلال المشي على الأقدام لمسافات طويلة، كما شهد حرم مجلس الوزراء تواجدا أمنيا كثيفا مع وجود مدرعات مجهزة لرش المياه في حال اضطرت قوات الأمن إلى استخدامها.

وشهد الاعتصام الذي دعت له القوى السياسية التسع (سبع جمعيات سياسية بالإضافة لحركتي حق والوفاء) حضوراً جماهيرياً كبيراً بدأ في الصباح بأعداد قليلة، إلا أنه شهد تزايداً ملحوظاً مع مضي الوقت حتى غطت الحشود الشوارع المحيطة بمجلس الوزراء.

ورفع المحتجون لافتات تندد ببقاء الحكومة وتدعو لتغييرها، كما رفعوا أعلام البحرين بكثافة، ولافتات تؤكد إصرارهم على الوحدة الوطنية، ورفضهم التسويق إلى الطائفية وشق الصف.

وشارك في الاعتصام عدد من القوى السياسية، والرجال والنساء، فيما قدم مجموعة من الشباب الورود إلى رجال الآمن ومكافحة الشغب الموجودين داخل مجلس الوزراء، وهم يرددون «أحبك يا وطني في السر أو العلني» و»دمائي فداء لوطني» و»سلمية... سلمية».

وتحدث نائب الأمين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي عبدالنبي سلمان مخاطباً المحتجين وشاكراً لهم على استجابتهم لنداء الجمعيات والمشاركة في الاعتصام الاحتجاجي، مشيراً إلى أن المطالب المرفوعة من قبل القوى المعارضة والمحتشدين في دوار اللؤلؤة مطالب مشروعة، متهماً الحكومة بالتعدي على أملاك الدولة وسلب الأراضي وثروات الشعب.

وقال سلمان: «نحن سنة وشيعة لا تهمنا تلك النداءات الطائفية التي تتردد هنا وهناك من أجل خلق الفتنة، وحرف الحركة المطلبية عن طريقها»، واصفاً تلك المحاولات بـ«البائسة» والتي لن تمر على شعب البحرين الأبي والواعي.

وبين سلمان أن شعب البحرين توحد بكل طوائفه في الخمسينيات من أجل إنشاء دولة عصرية ديمقراطية تقوم على أساس العدالة والتوزيع العادل للثروة.

أما نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي (أمل) الشيخ عبدالله الصالح، فأكد أن هذا الاعتصام هو من أجل إيجاد نظام ديمقراطي عادل يقره أبناء الشعب البحريني، ويرضي طموحهم في العدالة وتوزيع الثروات، مشيراً إلى أن القوى السياسية ترغب في نظام يحقق كل الخير لأبناء البحرين دون أي تمييز أو تفضيل، وأن لا يكون مهيأ بمقاسات على أشخاص بذاتهم.

وقال الصالح: «لا نريد من خلال مطالبنا تجاوز أي أحد أو القفز على أي أحد، بل نريد الخير لجميع أبناء هذا الوطن»، مؤكداً أن الحركة المطلبية حركة انتهجت السلمية.

ومع ختام الاعتصام الذي تم تقديمه من أجل أداء صلاة الظهر، إذ كان من المقرر أن ينتهي في الساعة الواحدة ظهراً، إلا أن اللجنة المنظمة قدمت الموعد للساعة الحادية عشر و45 دقيقة، تحدث الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ على سلمان في كلمة مختصرة توجه فيها بالحديث إلى المعتصمين، مشيداً بوالد الشهيد الذي تحدث عن فضل دول الخليج على البحرين ومقدماً الشكر لهم على دم شعب البحرين طوال السنوات الماضية.

واعتبر الشيخ علي سلمان ذلك الحديث بمثابة «حالة من الوعي وإسقاط لأوراق يعمل البعض على استغلالها لحرف الأهداف الحقيقية للمطالب الشعبية».

وقال الشيخ علي سلمان: «القضية مشخصة بشكل دقيق ومشكلتنا سياسية، ونحن بحاجة إلى إصلاح وإعادة هيكلة الحكومة».

وخاطب الأمين العام لجمعية الوفاق المعتصمين قائلاً لهم: «لقد نجحتم أيه الأحبة في امتحان السلمية، وكان هناك من يعول أن تخرج الجموع في لحظة انفعال عن السلمية عبر التخريب أو إتلاف الممتلكات، ليبرر بعد ذلك استخدام القوة ضدها».

وأشاد الشيخ علي سلمان بسلمية وحضارية الاحتجاجات، وذلك من خلال المظهر الحضاري لنظافة الشوارع والجدران التي بدت أفضل مما كانت عليه قبل بدء الاعتصام، مؤكداً أن ذلك يؤكد مدى حضارية الاحتجاجات التي أبهرت - بحد وصفة - العالم أجمع.وقال: «أنتم لا تريدون وطناً به خلاف مع أحد، تريدون كرامة للسني والشيعي»، مؤكداً أن هذه الاعتصامات من أجل الجميع، وأن ورقة الطائفية سقطت بعد أن نجح الجميع في اختبار أحداث مدينة حمد وعدم الانجرار وراءها.

ودعا سلمان الجميع إلى عدم الاستجابة لأي نداء استفزازي أو تحشيدي، وعدم الانجرار وراء من يريد أن يحول الحركة المطلبية إلى صراع مذهبي.

وقال: «هناك حالة من السلمية أبهرت العالم، وبهذه الطريقة سنستمر عليها لنتجاوز كل المطبات التي توضع أمامنا لحرف قضيتنا ومطالبنا».




صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3104 - الإثنين 07 مارس 2011م الموافق 02 ربيع الثاني 1432هـ