اشنطن تبحث عن بلد يستضيف القذافي... فرنسا ودول خليجية يدربون المعارضة
معارض ليبي: تقسيم ليبيا بات واقعاً على الأرض
طرابلس، القاهرة - د ب أ، أ ف ب
نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أمس الأحد (17 أبريل/ نيسان 2011) عن رئيس الاتحاد الدستوري الليبي المناوئ للقذافي، محمد بن غلبون قوله: «إن التقسيم قد حدث فعلاً على الأرض، لكن هول المشهد والحماس الثوري والعواطف المتأججة تحجب الجميع عن رؤية هذا الواقع».
وأوضح أن «الشرق الليبي (برقة) قد تحرر ما وصفه بنيران القذافي ولن يقبل بالعودة إلى حكمه أبداً، بينما لايزال القذافي يحكم غالب الغرب الليبي (إقليم طرابلس)، بالإضافة إلى الجنوب كله (فزان). وتابع: «تشكل طرابلس (الإقليم) مع فزان أكثر من نصف مساحة ليبيا تقريباً، ولن يتخلى القذافي عن حكمه ولن يرحل عنه إلا مرغماً، وليس في الأفق ما يبشر بقرب ذلك».
واعتبر أن مصراتة (في الغرب) التي تدفع ثمناً باهظاً لثورتها من أجل الحرية والكرامة لم تجد النجدة من القبائل والمدن التي حولها وبعضها لا يبعد عنها سوى عشرات الكيلومترات. ورأى أنه لو تحركت القبائل القريبة من مصراته أو بعضها لما صمد القذافي في الغرب أسبوعاً واحداً، «ولكن يبدو واضحاً أن هذه القبائل قد التزمت بعهود الولاء التي كتبوها بدمائهم للقذافي فيما عُرف في منتصف الثمانينات بحملة (التقحيص)».
وقال بن غلبون: «إننا مصدومون الآن مما نراه من تمسكهم به (القذافي) وولائهم له حتى بعد أن أضعفت ضربات طيران التحالف قواه وكسرت شوكته العسكرية وأصبح أسهل منالاً». وتساءل: «هل يأمل عاقل أن يتنحى القذافي والجنوب الليبي كله وأكثر من نصف الغرب منصاعين له؟». وتوقع بن غلبون أن يستمر الكر والفر سجالاً للسيطرة على رأس لانوف والبريقة وحقول النفط التي تغذيها حتى تتدخل قوات غربية بحجة حماية منابع النفط ومنشآته فتصبح تلك المنطقة قسماً ثالثاً تحت حماية دولية، إما لتحتفظ ببتروله كاحتياطي أو تسمح لشركات النفط العالمية بممارسة عملها وتصديره بالشروط المتفق عليها مع السلطات الليبية وتحفظ أمواله في أرصدة مجمدة باسم ليبيا لحين إعادة وحدتها.
وشدد على أنه لو استمر فشل القذافي في استعادة السيطرة على مصراتة، فإنها ستُحول إلى محمية دولية بعد أن يتدخل الفيلق الأجنبي الفرنسي «لفك الحصار عنها وتأمين حدودها وإعطائها باباً على العالم من خلال مينائها البحري».
ورأى وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن «ثمة خطراً» بأن «يستمر» النزاع في ليبيا، وذلك في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية. ورداً على سؤال بشأن إمكان استمرار النزاع الليبي لفترة طويلة، أجاب الوزير الفرنسي «أفضل القول أن ثمة خطراً بأن تستمر هذه الحرب لأن (الزعيم الليبي معمر) القذافي وليبيا لا يمكن توقعهما بالكامل».
وأضاف «نعم، المسألة طويلة ومعقدة. ولأنها معقدة، فهي طويلة». وعما إذا كانت فرنسا تملك الإمكانات لتمويل النزاعات التي تدخلت فيها في ليبيا وساحل العاج وأفغانستان، قال لونغيه إن «موازنة 2011 للعمليات الخارجية تقدر بـ 900 مليون يورو من بينها 50 مليون يورو ستعيد دفعها إلينا الأمم المتحدة. حتى اللحظة، لانزال خارج هذا الإطار». وأضاف «كل شيء يرتبط بالتأكيد بمدة النزاع في ليبيا».
جاء ذلك فيما ذكر تقرير إخباري أمس أن عسكريين من فرنسا ودول خليجية يشاركون في تدريب المعارضة الليبية، التي تخوض معارك دامية للإطاحة بنظام القذافي. وذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس أن طائرات غربية نقلت عسكريين وضباط أمن من دول خليجية إلى شرق ليبيا لمساعدة المعارضة المسلحة، وأن عسكريين فرنسيين من وحدة «»اللفيف الأجنبي»» يشاركون في تدريب قوات خاصة من المعارضة المسلحة في ثكنات قرب مدينة «طبرق» في شرق ليبيا.
في الأثناء، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأول أن إدارة الرئيس باراك أوباما أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي.
إلا أن المسئولين الأميركيين لم يحصلوا إلا على لائحة صغيرة جداً بدول مرشحة لذلك بسبب الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية إلى القذافي بارتكاب فظائع ضد شعبه منذ انطلاق الثورة واعتداء لوكربي (1988). وقال ثلاثة مسئولين في إدارة الرئيس باراك أوباما للصحيفة إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية. ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء إلى دولة إفريقية لأن أكثر من نصف بلدان القارة السوداء لم توقع المعاهدة. والولايات المتحدة نفسها لم توقع المعاهدة لتجنب احتمال ملاحقة ضباط في الجيش والاستخبارات الأميركية.
ميدانياً أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» أن قوات العقيد معمر القذافي قصفت أمس بالمدفعية الثقيلة المدخل الغربي لمدينة أجدابيا (شرق ليبيا) بعدما أجبرها الثوار على التراجع 40 كيلومتراً عنها أمس الأول. وكان المعارضون تمكنوا السبت من تحقيق بعض التقدم من أجدابيا باتجاه البريقة النفطية مستفيدين من غارات الحلف الأطلسي، ووصلوا إلى مسافة تبعد نحو 40 كيلومتراً عن مدينة البريقة النفطية أي منتصف الطريق بين أجدابيا والبريقة.
من جانب آخر، قال متحدث باسم المعارضة الليبية لقناة «الجزيرة» إن قوات الزعيم الليبي قصفت مدينة مصراتة الغربية المحاصرة أمس ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل. وتابع المتحدث عبدالباسط مزيريق، أن 47 شخصاً على الأقل أصيبوا أيضاً في القصف الذي وقع في وقت مبكر من صباح أمس
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3145 - الإثنين 18 أبريل 2011م الموافق 15 جمادى الأولى 1432هـ