لعبنا ولكن ... حاول مرة أخرى!
بعيداً عن أي انفعالات فإن المنطق والواقع يقول إن الخروج المبكر لمنتخبنا الكروي أمام أستراليا من الدور الأول لكأس آسيا كان متوقعاً منذ بداية البطولة حتى لو حاولنا في لحظة ما رفع سقف تطلعاتنا وأمنياتنا إلى ما هو أعلى من التأهل إلى الدور ربع النهائي، وذلك في ظل العديد من الأمور أبرزها وقوع المنتخب أمام قوتين آسيويتين هما كوريا الجنوبية وأستراليا، وكذلك المعطيات المسبقة للظروف الصعبة ووضع المنتخب قبل البطولة والتي ازدادت عليه المصاعب خلال سير المباريات.
في مباراة الأمس قدم منتخبنا أفضل مبارياته منذ بطولة «خليجي 20» في اليمن من حيث الأداء والجدية والحماس لدى غالبية لاعبيه لدرجة أننا شعرنا في فترات ما أن سوء الحظ والتوفيق لازم منتخبنا في بعض الفرص أمام المرمى الأسترالي والتي لو سجلت لتغيرت صورة المباراة وخصوصاً فرصة إسماعيل عبداالطيف في الشوط الأول وتصدى لها القائم الأسترالي، ويكفي أن جائزة أفضل لاعب في المباراة منحت إلى الحارس الأسترالي العملاق شوارزر في دلالة على دوره الكبير في إنقاذ فريقه من الخسارة أمام البحرين بعدما تصدى للكثير من الكرات الخطيرة في الشوط الثاني، وأعادت بنا ذاكرة آخر مباراة جمعتنا مع أستراليا في إياب التصفيات الآسيوية النهائية لمونديال 2010 في البحرين التي سيطر فيها منتخبنا وتفنن في إهدار الفرص في الوقت الذي خطف فيه الأستراليون الفوز في الوقت بدل الضائع بالخطأ الشهير لمدافعنا محمد حسين، علماً أن الحارس الأسترالي نال جائزة أفضل لاعب في كلا المباراتين!
وشخصياً، لم أتوقع أن يكون منتخبنا حاضراً بقوة في مباراة الأمس في ظل الفوارق البدنية والفنية والخبرات والإمكانات بين المنتخبين وكان هناك قلق من تعرض المنتخب لخسارة ثقيلة في ظل ظروف اللقاء، وازداد القلق مع الأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة أمس على الدوحة ولم تتوقف طيلة المباراة، لكن المنتخب البحريني سجل حضوراً جيداً في غالبية فترات اللقاء مع استمرار بعض المشكلات الفنية التي عانينا منها في المباراتين السابقتين أمام كوريا والهند والمتمثلة في العمق الدفاعي والأخطاء والثغرات، وهو ما جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا مع كل هجمة أسترالية نتسبب في خلق خطورتها من العدم!
وعموماً، لن نتوقف كثيراً في تفاصيل ما حدث في لقاء الأمس أو المشاركة الآسيوية لأنها باختصار لم تختلف عن الكثير من مشاركاتنا السابقة والتي اعتدنا على الخروج منها بلا حصاد حتى عندما كانت ظروفنا جيدة ولعبنا بصفوف مكتملة وبقيادة أشهر وأغلى المدربين الأجانب الذين استقدمناهم طيلة السنوات العشر الماضية، وبالتالي من الإجحاف أن نحمل الجهاز الفني الوطني المسئولية الكاملة وأن نحكم على التجربة الوطنية الأولى التي جاءت من خضم الظروف الصعبة من جميع النواحي، وكذلك الحال عدم التقليل من عطاء بعض اللاعبين الذي حاولوا عمل شيء دون أن تسعفهم الإمكانات والظروف، ولكن في الوقت نفسه يجب تقييم تواضع أداء بعض اللاعبين المقصرين الذين كان ينتظر منهم تقديم الأكثر والأفضل وخصوصاً أنهم محسوبون على «المحترفين» لكنهم ظهروا «منحرفين فنياً» لدرجة أنهم كانوا عبئاً على المنتخب.
ان البحث في كل إخفاق للمنتخب البحريني الكروي طيلة تاريخه الحافل ليس قائما على دخول لاعباً وإخراج آخر بل يحتاج إلى «مطلب قديم جديد» يتمثل في ضرورة المعالجات الجذرية للكثير من المشكلات والصعوبات التي تعاني منها واقع رياضتنا بما يساهم في تهيئة الأرضية المناسبة ومقومات تحقيق البطولات وليس الاعتماد على الاجتهادات الفردية الوقتية مع موعد كل بطولة، وإذا لم يتغير ذلك الوضع سنظل نقول مع نهاية كل بطولة وإخفاق «حاول مرة أخرى» ويا جماهير البحرين عليكم بالصبر!
عبد الرسول حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3057 - الأربعاء 19 يناير 2011م الموافق 14 صفر 1432هـ