إسقاط النظام قادم : مهندسو الحروب الطائفية فشلوا

إسقاط النظام قادم : مهندسو الحروب الطائفية فشلوا
عباس المرشد*

" باختصار وزير الداخلية فاقد للشرعية والحكومة التي هو عضو فيها ساقطة ولا تمتلك شرعية سياسية اسقطها الشعب وأسقطت نفسها بارتكاربها أكثر من مجزرة ضد مواطنين عزل.."
الإعلان الذي اضحك كافة شعب البحرين ليلة البارحة هو قيام وزير الداخلية بالكشف عن وجود 20 ألف وظيفة في وزارة الداخلية وأن هذه الفرصة التاريخية هي مكرمة من قبل ملك البحرين وما زاد من الضحك هو أن الوزير ( السابق) طلب من شباب الدوار التقدم لشغل الوظائف المتاحة وطبعا وفق الشروط. وزير الداخلية السابق يدعي حرصه على حفظ الدم البحريني وحفظ أرواح الناس ويدعي أيضا حرصه على تطبيق القانون.
لنرى ذلك عن كثب فأمامه شلة بلطجية مدعومة من شخصيات سياسية موتورة عوراء غطى شعر لحاها منافذ التنفيس في وجوهها فختلطت الاحرف لديهم وضاعت الكلمات وقت نطقها فشتموا وحرضوا وخططوا لأعمال فتنة وتحريض طائفي بالكلمة وبالمعنى وبالسلوك العملي فخطب أحدهم في حشود البلطجية وقرر أنهم ظلموا فمن حقهم الدفاع عن أنفسهم. خطيب آخر اجتمع في المحرق مع مواطنين فيهم شرفاء كثر فأربد وزبد وأفحش في القول وكذب. قناة إعلامية طائفية لا تفتر عن تحريض طائفي أشد سطوعا من ضوء الشمس وقت الظهيرة يسمح لها بالتجوال والعمل العلني دون خجل متنافسة في عملها مع تلفزيون الدولة ذا العين الواحدة فما لا يستطيع تلفزيون العائلة الواحدة قوله بحكم الاعتبارات السياسية تقوله تلك القناة وتجاهر به.

هل يستطيع وزير الداخلية أن يذهب لهؤلاء ويمنعهم من نشر الحقد الطائفي والتحريض المذهبي وهل لديه من الشجاعة أن يواجههم بكلامهم. طبعا لا يستطيع لأن الوزير نفسه هارب من العدالة ومتستر بغطاء الحصانة لتنصل من مسوؤلية إشرافه على قتل وارتكارب مجرزة فجر الخميس الأسود 17 فبراير. الوزير نفسه متهم باتسخدام القوة المفرضة وانتهاج ممارسة التعذيب وتلفيق تهم لشخصيات وطنية ولناس أبرياء وهو نفسه المسئول عن اعتقال أطفال وتقديمهم للمحاكمة دون سند قانوني والوزير نفسه مسئول عن إطلاق الرصاص الانشطاري على أجساد مواطنين دون وجه حق. وباختصار شديد هو مهندس لجرائم حقوقية وجرائم ضد الانسانية وضد المصلحة الوطنية وضد مصلحة الوطن.

حسنا لنرى ال 20 ألف وظيفة كيف خرجت توا وفي لحظة من لحظات مكرمات الملك فأين كانت تلك الوظائف سابقا وهل امتلك الملك عصا موسى ليشق البحر ويخرج لنا وظائف تستوعب العاطلين في المستقبل أيضا، الأمر لايخلو من خلطة فليتمان النطاق الرسمي بلسان الحكومة حاليا لكنها خلطة عقيمة فاشلة فاقدة للذوق والطعم.
يعتقد الوزير ومن دفعه للظهور في المؤتمر الصحفي أن الناس بسطاء يمكن الاحتيال عليهم بمثل هذه الخزعبلات والتخريفات أو يعتقد أن المواطنين هم على شاكلة شلة البلطجية التي تصفق وتصرخ عند ذكر المال والهبات. المواطنون يدركون جيدا اكثر من دراية النظام ورموزه أن اساس المشكلة هي النظام نفسه وسياساته الحمقاء وأن اقتصاد الدولة محكتر ومصادر من قبل قلة لا تمتلك ذرة حياء أو ذرة احترام لأموال الشعب فمن حق هذه الفئة القليلة عبر المخارجة والمعواضة أن تسمح لرئيس الوزراء أن يشتري المرفاء المالي بدينار واحد ( 2.4 دولار) يدفع خارج مجلس العقد ولا يتحرج ديوانه من التبرير والدفاع عن أبسط فضحية مالية.

الحديث إذن ليس مع وزير فاقد للشرعية وليس مع حكومة ساقطة هو عضو فيها فحكومته سقطت منذ 17 فبراير وسقطت يوم الجمعية في مسيرة اسقاط الحكومة ومسيرة الإذاعة والتلفزيون.
وسيثبت الشعب كل الشعب أن افتعال الطائفية سيحرق الواقفين من خلفها وقد بدأت نارها تحرقهم فعلا عندما خرج الشيعة والسنة في أطول سلسلة بشرية معبرين عن رفضهم لاستغلال الدين في خدمة الطاغوت حتى وإن اختلفوا سياسا.

باختصار وزير الداخلية فاقد للشرعية والحكومة التي هو عضو فيها ساقطة ولا تمتلك شرعية سياسية اسقطها الشعب وأسقطت نفسها بارتكاربها أكثر من مجزرة ضد مواطنين عزل

· كاتب بحريني