الدبلوماسيون يحاولون إجراء تحليل نفسي للقذافي
اسطنبول - د ب أ
تكتسب الحكومة الانتقالية التي شكلها الثوار الليبيون مع الوقت مزيداً من الاعتراف الدولي، إلا أن ذلك لايكفي لتنحية فاقد للضمير ومحترف لحيل البقاء مثل القذافي عن السلطة، وليس بيد أحد الآن خطة لكيفية قطع الكيلومترات الأخيرة نحو طرابلس. وعلى المستوى الدبلوماسي لا يمكن أن يحقق الثوار الليبيون أفضل مما حققوه حتى الآن، حيث يزداد مع الوقت عدد الدول التي تعترف بحكومتهم المؤقتة في بنغازي.
ويشارك في اللقاء الحالي لمجموعة الاتصال في اسطنبول، وهو رابع لقاء من نوعه، ممثلون عن دول عربية لأول مرة، وهم الذين كانوا مهتمين على مدار الفترة الماضية بالاحتفاظ بموقف محايد من الصراع بين الثوار ونظام معمر القذافي. وصحيح أن رئيس الوفد التونسي أكد على أنه جاء إلى اللقاء بصفة مراقب، إلا أنه ظهر في الصور التي خرجت من اسطنبول منضماً للجناح الذي يتبنى رحيل القذافي، ممثلاً في فرنسا وعدد آخر من الدول.
وعلى الجانب المالي هناك تحركات ملموسة أيضاً، فقد نادى وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو في هذا الملتقى بمنح الحكومة الانتقالية جزءاً من الأموال المجمدة للنظام الليبي في الخارج. كما أن خطة الثوار الليبيين لتحويل بلدهم إلى كيان ديمقراطي تلقى قبولاً دولياً واسعاً لنطاق. غير أن القضية الرئيسية لهؤلاء الثوار لا تجد حتى الآن حلاً لديهم، ولا لدى المتعاطفين معهم من واشنطن وحتى أبوظبي، ألا وهي: كيف نتخلص من هذا القذافي صاحب الجلد الثخين.
يعطي الدبلوماسيون الدوليون وشركاؤهم الليبيون في مناقشاتهم حول «رؤية من أجل ليبيا الجديدة» الانطباع بأنهم يسلكون مسلك العمات الطيبات اللاتي يوزعن في جلسة شرب القهوة كعكة بالقشطة لم تنضج بعد على الجالسين حول المائدة. ويصرح أحد أعضاء وفد الحكومة الانتقالية في ليبيا قائلا: «القذافي لايمكن الثقة به، فهو شخص لا يحسب لخطواته حساب، حتى نحن الليبيين الذين فرض علينا حكمه مدة اثنين وأربعين عاماً لا نعرف ما هي الخطوة التي سيقدم عليها بعد». ويأمل هذا العضو أن ينهار نظام القذافي على يد الثوار ومؤيديهم في طرابلس قبل حلول شهر رمضان، وهو شهر الصوم عند المسلمين، ويضيف قائلاً: «لن يكون هذا سهلاً، حيث إن شعب طرابلس ليس لديه أسلحة في متناول يده». يعتبر النقص في الأسلحة والتدريب العسكري هما السبب الرئيسي لضعف زحف الثوار نحو العاصمة طرابلس. ويقول مشاركون غربيون في الملتقى: «القذافي ما يزال في طرابلس، وتلك هي الحقيقة التي نبني عليها خططنا». ولم يعد هؤلاء الشركاء الأوروبيون يعتبرون القذافي الذي يحاول بث خيالات الاستشهاد وشعارات الصمود في أذهان أنصاره، شريكاً في أي حل يطرح.
ويأمل الثوار في الوقت الراهن أن يزداد حجم الفراغ الداخلي الذي يعانيه نظام القذافي خلال الأسابيع المقبلة. فيقول عضو وفد الحكومة المؤقتة: «هناك الكثير من أصحاب المناصب العليا في طرابلس يعارضون القذافي، إلا أنهم لا يعارضونه علانية؛ خوفاً على حياتهم وعائلاتهم». هذا الناشط الثوري ينتمي في الأصل إلى العاصمة طرابلس، ويقول في نبرة تنم عن الاقتناع التام: «سيكون جميلاً، عندما نعقد الاجتماع المقبل في طرابلس، لا في خارج ليبيا»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3235 - الأحد 17 يوليو 2011م الموافق 15 شعبان 1432هـ