حملات التشويه لشخصياتنا العلمائية المخلصة.. تسقط بوعي الشعوب
الوفاق - 16/07/2010م - 11:59 م | عدد القراء: 209
سماحة القائد آية الله الشيخ عيسى قاسمرفض سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم الاتهام بالطائفية، وأكد على الوحدة، والاستعداد للوقوف مع الحق في مواجهة الظلم،مستنكراً ما تقوم به الأقلام المأجورة وغير المخلصة من محاولة لتضليل الوعي الإسلامي لدى الشباب وإسقاط قيمة العاملين في سبيل الله، مشدداً على أن "حمالات التشويه لشخصياتنا العلمائية المخلصة،
وايهام الشباب بمفاهيم مكذوبة على الإسلام وفصلهم عن الشخصيات الإسلامية المبدئية، لا يسقطها إلا تقدم وعي الشعوب ويقظتها ومعرفتها بالإسلام ورؤاه واحكامه، وتنبهها بدسائس أعداء الإسلام والشعوب"، وقال في خطبة الجمعة (16 يوليو 2010): " القوم يريدون أن يتهموننا بالطائفية في صورة من الكذب الفاضح، ولم تسمع من هذه المنابر في يومٍ من الأيام كلمة مفرقة، وكانت الدعوة دائماً دعوة إلى الإتحاد، واحدنا مستعد لبذل نفسه إذا استطاع في سبيل الدفاع عن حق الآخر.
مؤكداً "وحقك أنه لو كانت حكومة شيعية وظلم سنيٌ واحد، لما بخل الشيعي المؤمن الواعي عن الدفاع عنه ومواجهة ظلم الحكومة".
وانتقد سماحته توظيف الأقلام "المأجورة"و"غير المخلصة"و"لأكثر من مرة"لوفاة أحد الشخصيات العلمائية المعروفة بالعقلانية والانسجام مع المرونة الإسلامية، في التشويش على الفكر الديني واصطياد العقول عن طريق العاطفة،والتأثير على الرؤية الإسلامية وعملية التضليل والتحريف المتعمد لفكر الشباب، في مادة من الثناء والتمجيد لشخصية المتوفى بالصورة التي تخدم هدف التشويش والتضليل والتشويه الفكري الإسلامي وتوجهات الإسلام وتسيء إلى شخصيات علمائنا الكرام من ناحية اسلامية"، مذكراً بأن ذلك حصل يوم وفاة الشيخ الجمري (رحمه الله) وأنه أريد له أن يجير لغير الإسلام، وتتكرر التجربة مع سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره) بعد وفاته.
وجاء في نص الخطبة التي ألقاها سماحته بجامع الإمام الصادق(ع) بالدراز:
المبدئية والإنفتاح:
لأكثر من مرة وعندما تتوفى بعض الشخصيات العلمائية المعروفة بعقلانيتها وانسجامها مع المرونة الإسلامية المعتدلة في التعامل مع الآخر، والنظر في الآراء، والدعوة إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدل بالتي هي احسن، تتصدى بعض الأقلام غير مخلصة للتشويش على الفكر الديني، واصطياد العقول عن طريق العاطفة، والتأثير على الرؤية الإسلامية الصادقة، وعملية التضليل والتحريف المتعمد لفكر الشباب، في مادة من الثناء والتمجيد لشخصية المتوفى بالصورة التي تخدم هدف التشويش والتضليل والتشويه الفكري الإسلامي وتوجهات الإسلام وتسيء إلى شخصيات علمائنا الكرام من ناحية اسلامية.
هذه الأقلام تتحدث عن انفتاح هذه الشخصية المتوفاة أو تلك وكأنه انفتاح بلا حدود ولا ضوابط، ولا يميز بين إيمان وكفر، واستقامة وانحراف، وعدل وظلم، وتقوى وفجور، وهدى وظلال. تتحدث عن انفتاح لا ينطلق من هوية، ولا يحترم حدود دين، ولا يرعى له حرمة، هذا كيدٌ بالإسلام، وفنٌ من الفنون الشيطانية في هدمه، وينطلق من أغراضٍ سيئة واهدافٍ سياسية خبيثة[2].
هذا اللون من المكر يوجه خطاب للجمهور المؤمن بأن الشخصية الإسلامية المثال هي التي تعيش هذه الحالة من الإنفتاح المبتسر، وتضحك للفساد، ولا تفرق بين واجب العمل على وحدة الأمة وصيانتها وحمايتها والدفاع عن حقوق كل أبنائها، وبين السكوت على ظلم الظالم، وعربدة المعربد، وافساد المفسد[3]، والسرقات العامة واغتيال الشعوب ووحدتها.
إنه خطاب يوحي للجماهير المؤمنة بأن تنفصل عن المدافعين عن الحقوق، المناضلين عن عزة الأمة، المحامين عن حرمة الدين وقدسيته وسلامة مفاهيمه واحكامه، والذائذين عن حرم الأخلاق وحرمة القيم.
إن هذه الأقلام توجه ضربات موجعة وترتكب أثم عظيم في حق شخصياتنا العلمائية التي عرفت بانفتحاها المبدئي ـ وليس كل انفتاح ـ وحرصها على الإسلام وتمسكها بقيمه ورساليته، وحديته من الظلم والتمييز والتمييع والإظلال للإنسان، والتي وقفت مواقف صريحة جرئية ممضائة، وضحت تضحياتٍ باهضة صابرة، ودفعت ثمناً عالياً غالياً من راحتها وأمنها، وتعرضت للآذى القاسي المستمر في سبيل القيم والأخلاق والمبادئ، وكان همها الدين وإلتزمت خطه رغم كل التحديات.
إنها محاولة اغتيال خبيثة لشخصياتنا العلمية الدينية، تشارك فيها أكثر من جهة، ولأكثر من غرض، وتتكرر مع أكثر من وفاة عالم مجاهد يحتل مكانةً في نفوس المؤمنين.
محاولة اغتيال لحالة الوعي الإسلامي عند شبابنا، واسقاطٌ لقيمة العاملين في سبيل الله بأمانة واخلاص ومبدئية ورسالية، في وضع من الإنفتاح الذي يرضاه الله سبحانه وتسمح به شريعته، أرضى هذا الإنفتاح المعتدل الآخرين أو لم يرضهم.
إن الدعاة إلى الله لا يركضون وراء اعجاب الصحف ووراء اعجاب الأقلام المأجورة، إن الدعاة الصادقين لله عزوجل إنما يطلبون رضاه ويتقيدون بما أمر ونهى.
أصحاب هذه المحاولة المغتالة لشخصياتنا العلمائية الدينية العزيزة يعرفون تماماً مبدئية تلك الشخصيات وتمسكها بالإسلام الذي يرسم حداً فاصلاً بين الكفر والإيمان، والظلم والعدل، والإنحراف والإستقامة، ولا يسمح بخلط الأوراق ولا التقول على الدين، ولا إدخال ماليس منه فيه، ولا يأذن بالموافقة على الظلم ومباركة البغي، والرضا عن الفساد، والتمييز بين الناس بغير حق.
وهم من اعدى الأعداء لمواقف أؤلئك العلماء الأفذاذ المناهضة لكل أشكال الفساد والظلم والتمييز الجاهلي واذلال الشعوب والأمة، ولكنهم يغمضون عن كل ذلك في كتباتهم الكاذبة عن شخصية هذا العالم المجاهد أو ذاك، ويظهرون بمظهر المحب المعجب الذي لا يبخل بالثناء والتمجيد والتكريم للشخصية المستهدفة.
إن الإنفتاح الذي يرضاه دين الله سبحانه هو انفتاح ينئ بالشخصية الإسلامية العارفة بالإسلام عن التعصب الأعمى والظلم للآخر أو السكوت عليه والرضا به وعدم دفعه مع الإمكان[4]، وعدم الغمط لقيمة كلمة الحق، وموقف الحق السليم من أي مكانٍ جائت هذه الكلمة، وقبول وجهة النظر من أين جائت، وعدم الإنغلاق عن حوار الآخر والسماع لما عنده من رآي وما يبديه من عذر.
إنه انفتاح لا يضع شرطا ًعلى قبول الحق، ولا يستثني منه ما صدر من مكانٍ خاص أو زمانٍ معين أو جهةٍ محددة[5]، ولا يألو جهداً في جمع الناس على الحق، وعلى احترام بعضهم بعضا، ورعاية الحقوق، وتقدير الحرمات، وحفظ كرامة الإنسان، واعطاء كل ذي حقٍ حقه، والإنصاف في الكلمة الموقف، هذا هو إسلامنا، وهذه هي تعاليمنا التي نتحرك على ضوئها وننطلق منها في التعامل مع الآخر.
القوم يريدون أن يتهموننا بالطائفية في صورة من الكذب الفاضح، ولم تسمع من هذه المنابر في يومٍ من الأيام كلمة مفرقة، وكانت الدعوة دائماً دعوة إلى الإتحاد، واحدنا مستعد لبذل نفسه إذا استطاع في سبيل الدفاع عن حق الآخر.
وحقك أنه لو كانت حكومة شيعية وظلم سنيٌ واحد، لما بخل الشيعي المؤمن الواعي عن الدفاع عنه ومواجهة ظلم الحكومة.
أما الإنفتاح التي تدعوا إليه الأقلام ـ المنغلقة عن الحق، المتعصبة للباطل، المشاركة في ظلم الشعوب، المنطلقة من روح التمييز، المتأمرة في الظلام على سلامة الدين وكرامة الإنسان وحق المحرومين ـ وتطالبنا به، هو انفتاح لا يعرفه الإسلام ولا يمكن أن يعتبره الإنسان المسلم، وليس لنا أن نعيره اهتمام، وهو يطالبنا أن نميع أمام الظلم، وأن نصفق للباطل، وأن نهرول مع من يهرول على خط تدين الأمة وتغريبها ومسخ هويتها وأن ننسخ من الهوية ونندمج في جو الفساد والمفسدين.
لا لسنا على استعدادٍ لأن نفعل شيءً من هذا إن شاء الله.
إن رضا الأقلام الفسادة المفسدة لا يُنال إلا بالتنازل عن الدين والشرف والعزة والكرامة، والإنفصال عن الله عزوجل، وبيع النفس للشيطان، وتردي الذات، والخروج من حد الإنسانية، فهل يفعل عاقلٌ بنفسه كل ذلك، حتى ينال رضا الصحافة الساقطة والعقول المريضة والنفوس المسكونة للشيطان؟
ثم إن حمالات التشويه لشخصياتنا العلمائية المخلصة، وايهام الشباب بمفاهيم مكذوبة على الإسلام وفصلهم عن الشخصيات الإسلامية المبدئية، لا يسقطها إلا تقدم وعي الشعوب ويقظتها ومعرفتها بالإسلام ورؤاه واحكامه، وتنبهها بدسائس أعداء الإسلام والشعوب.
علينا أيها الأخوة أن نقرأ ما بين السطور دائماً، وأن نعرف ماذا يريدون مما يكتبون.
--------------------------------------------------------------------------------