عوداً إلى ظاهرة «الاحتشاد السلمي»... «ويسكونسن» مثالاً
في العام الماضي، كتبت بتاريخ 12 مارس/ آذار 2011 عن ظاهرة «الاحتشاد السلمي» التي انتشرت في العالم فجأة بعدما حدث في تونس ومصر، وأن هذه الظاهرة كانت قد وصلت إلى ولاية «ويسكونسن» الأميركية في منتصف فبراير/ شباط 2011. والحديث له تتمة، وذلك بعد أن أعيد انتخاب حاكم الولاية سكوت وولكر يوم أمس بنسبة 53 في المئة مقابل منافسيه من الحزب الديمقراطي الذي حاز على 46 في المئة (وهي نفس النتيجة تقريباً التي فاز بها الحاكم ذاته في 2010).
الانتخابات أجريت قبل موعدها لأن مواطني الولاية لجأوا إلى قانون يسمح لهم بإجراء انتخابات (قبل انتهاء الولاية الحالية) وذلك لإزالة (أو إعادة انتحاب) الحاكم من خلال التصويت المباشر. وإعادة انتخاب الحاكم ذاته تنهي بذلك معركة مريرة بدأت في فبراير 2011، عندما أعلن هذا الحاكم خطته لسد العجز في ميزانية الولاية والذي كان يبلغ 137 مليون دولار، وجزء من تلك الخطة تطلّب إلزام العاملين في القطاع العام التخلي عن بعض حقوقهم وترشيد كلفة التأمين الصحي واستحقاقات المعاشات التقاعدية.
ومباشرة بعد إعلان الخطة في 2011، احتشد محتجون في داخل مبنى الحكومة والبرلمان المحلي وأحاطوا مقر الحاكم ما أدى إلى إغلاق الشوارع، بينما كان يهتف المحتجون «نحن مفلسون»، وانسحب 14 عضواً من مجلس الشيوخ من تلك الولاية لمدة ثلاثة أسابيع لمنع إصدار القانون، وذلك تضامناً مع المحتجين.
وفي حين تم إصدار القانون، استمرت السجالات الحادة، وتطلّب حسمها إجراء هذه الانتخابات لتحديد الموقف العام في الولاية من الحاكم، الذي نجح في سد العجز من دون حدوث ما كان يخشاه المواطنون هناك، وعليه عندما أعلنت نتيجة الانتخابات أمس، قال ووكر (الذي أعيد انتخابه بنفس النسبة السابقة): «إن إعادة التماسك داخل الولاية سيستغرق بعض الوقت، ولكن آمل أن أبدأ على الفور... لقد حان الوقت لوضع خلافاتنا جانباً لكي نتعرف على الطرق التي نتمكن من خلالها المضي قدماً».
رغم أننا لا نسمع كثيراً عن ظاهرة «احتشاد المحتجين» بشكل مفاجئ إلا في دول الربيع العربي، إلا أنها بالفعل انتشرت إلى أماكن عديدة في أنحاء العالم، ومنها ولاية ويسكونسن الأميركية، التي التزمت النهج السياسي ضمن الإطار الدستوري الديمقراطي لكي تعالج مشكلاتها وتسير نحو التعافي.
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3561 - الخميس 07 يونيو 2012م الموافق 17 رجب 1433هـ