باختصار
(جبهة الممانعة الجديدة)!
جاء دور معاقبة روسيا .. لكن من يستطيع الوقوف أمام هذا العملاق الذي كان وما زال رغم انقطاعه سنين عن الحضور الفاعل؟ كل من لا يعترف بالتغيير الذي أصاب السياسة الدولية يبقى ناقص المعرفة المستقبلية لهذه السياسة التي تحتاج دائما لاقتحام.
ربما خبأ وزير الخارجية الروسي لافروف الكثير من الحقائق وأسرار المستقبل، لكن مجرد الموقف الذي اتخذه الروس في مجلس الأمن لا يحتاج لقراءة متأنية، بل لموقف سريع من الحكم المسبق. فهل يشهد العالم ترتيبات تحد من التهور مثلما أصاب ليبيا، أم أن المشهد العالمي قد لا يحتاج لتفسير طالما التدبير الروسي في مجلس الأمن أعطى النتائج الأولية للاستحقاقات المقبلة؟
لن يكون هنالك هدوء بعد اليوم على الجبهة الدولية التي سوف تستعر بوجه الروس، معارضوه اصطفوا بانتظار الخطط الأميركية وأوامرها، صار الهدف روسيا مثلما كان سوريا وإيران، فهل دخلت روسيا في معادلة منظومة المنطقة المؤلفة من إيران وسوريا والعراق تقريبا وحزب الله، دون أن نذكر حركة حماس التي تعيش متغيراتها دون أي شك بأن مفهوم المقاومة هو الروح التي تحكم الفلسطينيين لأي جهة انتموا؟
أسئلة معقدة في مشهد عريض يحتاج لدعسة أخرى أو دعسات كي ينجلي شكله النهائي، فنكون أمام حدث تاريخي عنوانه المقبل روسيا الاتحادية في موقع الشراكة لحزب الممانعة العريض. من هنا نفهم ارتياح الرئيس السوري بشار الأسد وحجم الثقة التي يتصرف بها على أكثر من جبهة، مقابل الذعر الذي يصيب المعارضة الخارجية وهي تستمع لوزير الخارجية الروسي الذي قال بالحرف "أطلب من الدول التي تدعم المعارضة أن تدفعها إلى الحوار"، وهو لم يطلب من المعارضة مباشرة لمعرفته الوثيقة بها حيث إلى جانبه مدير الاستخبارات الروسية وعلى أرض دمشق أن تلك المعارضة لا روح لها في الداخل السوري كونها تتحرك بقوة الدفع والدعم الخارجي، ولطالما كانت تلك المعارضة المصطفة على هذا المنوال فإن الروسي قرر المواجهة مع الشريك السوري التاريخي الذي كان في موقع الثقة إبان الاتحاد السوفييتي وظل موثوقا في العهد الروسي.
لا شك أن الضرب الساخن على سوريا سوف يشتد في الأيام المقبلة، وربما ببعض الأساليب الجديدة. إنها الرصيد الأخير المفترض لكي ينجلي بعدها الغبار عن نتائج قد تذهل المعارضين لسوريا، إلا أن رئيس الوزراء الروسي بوتين مصر على العودة إلى رئاسة روسيا والوضع السوري قد استتب، يريد البدء بمرحلته الرئاسية الثانية على هدوء سوري وفي السياسة الدولية، فهل يصح ذلك؟ وما الذي سيفعله السوري كي يوصل الروسي إلى هذه النتيجة؟
بكى السوريون ورقصوا وهم يهتفون محتفلين باستقبال لافروف .. كانوا كالظامئ الذي ما أن رأى الماء حتى خف إليه مستبشرا بالارتواء.
زهير ماجد