ماذا بعد تحويل المساجد إلى مسالخ؟
- [ltr][/ltr]
- [ltr]منصور الجمري ... رئيس التحرير[/ltr]
- [ltr]editor [at] alwasatnews.com[/ltr]
تصغير الخطتكبير الخط
بينما ينشغل المسلمون في تشويه حضارتهم، وتحويل إسلامهم من دين رحمة إلى دين لعن وقتل وبراءة من بعضهم البعض، وبينما ينشغلون في إزالة الحُرمة عن مساجدهم وتلطيخها بإباحة سفك الدماء وتفجير المصلين، هناك توجه آخر تقوده الهند لطرح ممارسات «اليوغا» الروحية كبديل سلمي يتم تسويقه في كل مكان، وسيتم الاحتفال - لأول مرة - باليوم العالمي لليوغا في 21 يونيو/ حزيران. وهناك حملة على وسائل التواصل الاجتماعي حالياً تدعو إلى إبراز هذا اليوم بشكل يحظى باهتمام العالم، وتحويل اليوغا (وتفرعاتها ومسمياتها الأخرى) إلى حركة روحية جماهيرية عالمية تدعو للسلم مع النفس ومع الآخرين.
يقود هذا الترويج حالياً رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي، الهندوسي المتديِّن والذي لا يأكل إلا النباتات، والذي يرى ضرورة نشر الثقافة الهندية التي تعود في ممارساتها إلى ما بين 3 و6 آلاف سنة، بصورة جذابة تُسوَّق على مستوى العالم من خلال مراكز ومؤتمرات وأفلام السينما لترويج الممارسات الروحية ذات الجذور الهندوسية والبوذية.
وعلى هذا المنوال، أعلنت الخطوط الجوية الهندية تقديم جلسات يوغا (إلزامية) لجميع موظفيها الجدد، إضافة إلى إخضاع طواقمها من الطيارين تحت التدريب حالياً إلى جلسات اليوغا؛ لأنّ هذه الممارسة ينتج عنها الشعور بالراحة، كما أنها تشجع على الانضباط والتعامل بشكل أفضل مع الإجهاد من العمل. كما أن المدارس في الهند بدأت تفرض جلسات رياضة اليوغا، وهناك حدائق ومساحات تنظم جلسات عامة صباح كل يوم في الهواء الطلق، وذلك لتمكين الأشخاص من التحكم بطاقتهم الداخلية وتحقيق انسجامهم مع بيئتهم المحيطة بهم.
الحديث عن اليوغا ليس من باب التنافس أو الانتقاد، وإنما للإشارة إلى أن الممارسات الروحية أمر مغروس في الفطرة الإنسانية، وأن المسلمين الذين يشوِّهون حالياً سمعة دينهم ويحوِّلون المساجد إلى مسالخ إنما هم يفقدون حضارتهم القدرة على الجذب العالمي، ولن نستغرب مستقبلاً فيما لو أدى هذا التدمير الذاتي إلى نشوء توجهات بديلة أو حتى نقيضة للدين الإسلامي بصورة تستقطب الجماهير وتنافس سيطرة الإسلاميين الحالية على الشارع في كل البلدان. إن على المسلمين أن يعوا بأن تحويل المساجد إلى مسالخ، وتحويل أدعية الرحمة إلى خطب للتكفير والشتم واللعن سيؤدي إلى انحدار حضاري وانحسار في التأثير على مستوى العالم بصورة لا يمكن توقع عواقبها حالياً.
اضغط لقراءة المزيد من مقالات: منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4656 - الأحد 07 يونيو 2015م الموافق 20 شعبان 1436هـ