وعد سقطت إيــرانيـــاً لا وطنيـــاً
مهنا الحبيل
صحيفة الوطن - العدد 1795 الثلاثاء 9 نوفمبر 2010
فرصة وعد وحركة التضامن معها والدعم لها في حلقة الانتخابات الأخيرة كانت قوية جداً للغاية تجاوزت كل فرص التكتلات الأخرى في بعض المسارات خاصة الإعلام الخارجي، فقد كانت صور مرشحي وعد وخاصة د.منيرة فخرو تتكثف في النشر لدى كل وكالات الأنباء العالمية والصحف العربية وحتى الخليجية، خاصة تغطية قناة العربية والصور المختارة بعناية للتقارير بشكل مكثف ومتكرر والشرق الأوسط اللندنية وغيرها، وسواءً كان ذلك بناء على تواجد الزملاء المراسلين الذين يحملون نزعة ليبرالية أو ردة فعل شخصية ضد الحالة الدينية أو من خلال المراسلين الطائفيين المستترين الذين لهم تواجد واسع في مؤسسات الإعلام، وبالتالي فقد كانت التغطية هي لمصلحة الوفاق أكثر منها دعماً لوعد، أو كان السبب لتلك التغطية لقناعة المنبر الدولي في تغطية موقف المعارضة فإن كل تلك التوجهات اتحدت في الدعم الإعلامي الشامل لحملة وعد هذا من جانب. من جانب آخر فقد أظهرت جداول التصويت ونماذج الحضور احتراماً نوعياً لخطاب جمعية وعد من ناحية الاقتصاد ومعيشة المواطن وتوزيع الثروة والعدالة السياسية، وكان الناخب الوطني غير الطائفي حاضراً، وهو الذي كان في غالبيته الساحقة في الوسط السني، فهذا الخطاب لوعد سواءً أكان يؤمن بالتحويل التدريجي لمعالجة خلل الفساد الذي تعاني منه المنطقة العربية والخليجية أو كان يطرحها كقيم عامة دون برنامج معالجة تنفيذي وهو يعلم أنها ستتحول إلى شعار، لكنها مبدأ له فهو خطاب موجود وله رصيد شعبي متفاعل.
شخصياً أرى أن تمثيل اليسار في البحرين في المضمار الوطني لا يجب أن يرفض من حيث المبدأ، خاصة حين يتبنى هذا الخطاب الذي يحتاجه التوازن الوطني وحضوره من مصلحة المشروع الإصلاحي بغض النظر عن المرشح المقابل، إنما أتحدث هنا عن المبدأ، وقد عكست حركة الوعي لدى الناخب الوطني إمكانية التحرك نحو إيصال وعد للبرلمان.. فلماذا لم يفعل رغم تفاعله في القسم الوطني التنموي من الخطاب وقرر في نهاية الأمر إسقاط مرشحي وعد؟
هنا تأتي القضية الأخرى، وهنا يأتي وعي الناخب الوطني وقراره التأديبي والاستراتيجي في وقت واحد، ولننظر هنا للمفارقة العجيبة؛ إنها مرة أخرى قصة وعد مع الهوية الوطنية، فالحالة الطائفية المخترقة لوعد في القاعدة الشبابية وفي المركزية السياسية كانت لاتزال مندفعة بقوة نحو الولاء الشامل الرافض للنقد أو للاستقلال الجزئي عن قضايا الطائفية السياسية، بل استمرت في دعمها والدفاع عن خطابها وليس فقط عن الأمور التي ترى وعد أنها قد نالت من حركة مشيمع أو الوفاق، وانبرى إبراهيم شريف الذي لم يعرف عنه تاريخياً أي تحفظ على الدعوات الإيرانية والنشاط الطائفي السياسي المرتبط بإيران، ولم يسجل أي موقف تجاه الهوية العربية للبحرين من تلك الحملات المكثفة أو الخطاب التصعيدي الذي يعبئ الساحة ويفرق الشعب باعتبارات طائفية خطيرة، ولم تمارس وعد أي توجيه نقدي لها بل كانت تصطف معها بلا تحفظ؛ أي أن الغريب للغاية أن خطاب وعد لم يحترم عقل الناخب الوطني الذي تمرد على القولبة الطائفية السنية واختار الرؤية الوطنية بحسب تقديره، وتوجهت وعد بالمقابل إلى احتضان باصات الطائفية القادمة إلى مقراتها الانتخابية تحت فتوى الإلزام الطائفي الغيبي المهدد بالتكفير الولائي والذي وجه لمصلحة وعد، فاحتضنتها وعد وكفرت بالعقل الوطني المستقل الذي قرر مرة أخرى أن يسقط من يهتف للطائفية السياسية ويتحد ضد هوية بلده ولو كان خطابه التنموي ومصداقيته المبدئية لها حظ ومكانة في الضمير الوطني، فمن تلوم وعد إذاً؟
..........................................................
اقرئو المقال وانتم تعرفون تلفيق الصحيفه للكدب الا زرق ان صحيفة الو طن هي من صنيعة الحكومه ومموله من حزب البندر حقد اسود
حر كة جعفر الخابوري الثقافيه الا سلا ميه
موضوع: صحيفة الوطن والحقد الا سود 
الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 5:54 am