سوالف
لا تتركوا الإرهاب يقضي على فرحة العيد
الثلاثاء 06 أغسطس 2013
مسرحيتان فقط ستعرضان في عيد الفطر، واحدة على الصالة الثقافية، والثانية على مسرح نادي بتلكو في الهملة. أين الحفلات الغنائية لكبار وأشهر الفنانين؟ أين السيرك العالمي؟ وأين الفعاليات الكثيرة التي كنا نشاهدها في أعيادنا السابقة قبل أن نبتلى بذاك اليوم الأسود في تاريخ الوطن وهو 14 فبراير 2011؟ يوم الانقلاب والتمرد، يوم انكشاف الأقنعة!
انظروا ماذا فعل الإرهاب في بلدنا التي كانت تعرف بقوتها السياحية واجتذابها للزائرين من كل مكان، والسبب يعود في المقام الأول إلى تأخرنا في العلاج وترك الإرهابيين يسرحون ويمرحون في الشوارع دون قانون رادع وصارم، وهذا ما جعل متعهدي الحفلات وبعض الشركات الفنية يعتقدون أن البحرين لم تعد بلد آمنة لكي يحضروا إليها ويمارسوا فيها أنشطتهم خلال أيام الأعياد.
مع أن بلدنا آمنة، والإرهابيون والمحرضون معروفون، وكل شيء كان يحدث أمام ناظري الحكومة، ولكنها لم تحسم الأمر سريعا وتقطع جذور الإرهاب قبل أن تنمو إلى هذا الحد البشع. والنتيجة هذا التراجع الملحوظ في الفعاليات الفنية وعزوف الكثيرين من المطربين والشركات ذات العلاقة للحضور.
إن أهم مقومات الدخل الوطني هي السياحة، والبحرين بلد سياحي معروف وتعد من أكبر مراكز السياحة في المنطقة، وتشتهر بمشاريع متنوعة، وليس بخاف على أحد أن السياحة اليوم أصبحت صناعة لا غنى عنها في تطور وانفتاح المجتمع، فلم يعد مفهوم السياحة ينحصر في إطار ضيق كمعالم تاريخية ومتاحف وحدائق، وإنما أصبح للسياحة مفهوم أوسع واشمل، ولكن مع الأسف في الفترة الأخيرة ورغم التحسن الواضح والكبير في نسبة إشغال الفنادق وانتعاش السوق ونجاح البحرين في إخراس الأفواه النتنة التي كانت تتمنى عدم استضافة سباقات الفورمولا 1، ومعرض الطيران الدولي وغيرها من المعارض الدولية المهمة التي استضافتها البحرين وبكل نجاح، وعادت العجلة في الدوران من جديد، إلا أن نصيب حفلات العيد والمسرحيات المحلية والخليجية الزائرة غير مقبول أبدا، ويفترض أن ندفع بهذا الاتجاه ونعمل على جذب تلك الحفلات بكل الطرق، والناس على ما يبدو غير راضين على هذا الوضع، فهم يريدون العيد الحقيقي الذي تعرفه البحرين، عيد الأفراح والحفلات والمهرجانات، عيد المسرحيات التي تضفى جوا من الاسترخاء والمتعة والاستراحة للناس.
في السابق وأعني قبل الأحداث، كانت المسرحيات بالعشرات، والحفلات الغنائية كذلك، برنامج ترفيهي متكامل كان متوفر للمواطن وقت الأعياد، ولمواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين كانوا يفضلون البحرين على أي بلد آخر وقت الأعياد والمناسبات.
فكيف نستطيع إنقاذ الحالة قبل فوات الأوان؟ كيف يمكننا أن نرجع أجواء الفرح والحفاظ على الخصائص والميزات للسياحة وبالأخص أوقات الأعياد؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة وكثير غيرها يكمن في تطبيق القانون على الإرهابيين والسرعة في تنفيذ توصيات المجلس الوطني، وتحقيق الإرادة الشعبية في القضاء على أعداء الوطن وتنظيف البحرين منهم، وهناك -ولله الحمد- ارتياح عام لعمل الحكومة في تنفيذ التوصيات، ولن يفلت أي مخرب وإرهابي ومحرض من العقاب.
وفي مقابل ذلك، يجب أن تنشط وزارة الثقافة، وتعمل على التسهيلات اللازمة، وتهتم بالمسرحيات وبمناسبة العيد، وتعطي الفنان البحريني جرعة من الاهتمام ولا تكون منفصلة عنه، علاوة على حث المسارح الأهلية الدخول في هذا المضمار، إذ لم نر مسرحا أهليا قدم مسرحية بمناسبة العيد منذ فترة طويلة، وكل ما نشاهده فقط اجتهادات من المسارح الخاصة.
إنها مسؤولية وطنية مشتركة؛ من أجل إرجاع العيد الحقيقي الذي يعرفه أهل البحرين وأهل الخليج، فلا تتركوا الإرهاب يقضي على فرحة العيد ويخنق ابتسامتنا.